رواية حب عبر الحدود (كاملة جميع الفصول) عبر روايات الخلاصة بقلم إسراء هاني شويخ
رواية حب عبر الحدود الفصل العشرون 20
لما تنضر.ب بالألم من مراتك وتتهمها انها بتلف عليك يبقى أنا عايزة حق أختي والا اقسم بالله اخدها وارجع مكان ما جيت "
غضب ليس له آخر ما يشعر به لكن لم يأتي في باله الآن سوى شئ واحد أن تمارا إن حدث ذلك فعلا فهيا الآن س...
قبل أن يكمل تفكيره فيما سيحدث لمح من الشباك خيال يركض للخارج وقبل أن يجيب ليلى ركض للخارج يلحق بتلك المجن..ونة التي فعلا ستهرب كما فكر بالظبط ..
صعد بسيارته وطار خلفها ينادي عليها وقف بسرعة وخرج يركض خلفها سحب يدها يعيدها وهو يهتف بضيق " تمارا استني رايحة فين بالليل كدة "
نفضت يده بقوة وصر..خت به " ابعد عني "
"تمارا ارجعي وحقك هيرجع "
صر..خت بجنون " مش عايزة مش عايزة حقي انا عايزة أرجع فلسطين هأروح لأي حد يرجعني بلدي اللي مش هيوصفوني فيها باللاجئة ولا بالمشر..دة "
بكت بشكل أكبر ثم عادت تكمل بصر..اخ " ده مش مكاني أنا مش عايزة العيشة دي أنا بنت عز وكرامة تعرضنا للمو.ت مليون مرة وما سبنهاش بس أخوك هو اللي جابنا هنا أنا هأرجع أمو..ت هناك أمو..ت بشر.ف وعز في بلدي اللي أجمل من هنا بمليون مرة رغم انهم دمروها بس لسة جميلة الدفا اللي فيها مش موجود هنا .. هنا كل شئ باهت بارد مش حاسة بحاجة لكن هناك كل حاجة حلوة بلدي اللي عايزين ياخدوها من جمالها وخيراتها تسوى أي مكان مية مرة عايزة أرجع مش هأفضل هنا "
كان يستمع لها بقهر لم يشعر به في حياته يقسم أنه لولا ابنه لكانت صوفيا الآن في عداد المو..تى لم يشعر بغضب كما يشعر به الآن يكرهها لدرجة لا يتخيلها بشر ..
همس بحنان " طيب ينفع ترجعي لغاية ما الصبح يطلع واللي انتي عايزاه هأعمله "
هزت رأسها بالرفض وقالت بحدة " مش هأعيش هنا لحظة ده مش بيتي "
خليل برجاء " لأ بيتك انتي مراتي زيها مالهاش حاجة عندك وبيت أختك كمان يعني ليكي أكتر منها "
لو كان وقت آخر لرقصت من كلامته لكنها تشعر بذل لم تشعر به في حياتها اقترب أكثر وقال بحنان " تمارا بعرف اللي حصل كتير عليكي بس كل حاجة هتبقى أحسن عشان خاطري ارجعي ليلى تعبانة أوي عشانك "
تمارا بصوت مختنق وشهقات " أنا مش لاجئة انا مش مشردة أنا كان عندي بيت وأهل وكل حاجة أنا مش متسولة "
مسح دموعها وقال بصدق " وجودك انتي او اي فلسطيني يشرف أكبر دولة يا تمارا والله العظيم بتكلم جد أقوى شعب اللي اسمه بس يشرف أي حد ليه تفكري انك مشردة انتي مالكيش ذنب باللي بيحصل تمارا ارجعي وأي حد يضايقك ما تعيطيش وتجري خودي حقك وماحدش هيمنعك "
عادت برفقته شاردة تائهة فقدت طعم كل شئ مشت الى شقة أختها ودخلت غرفتها وأخفت نفسها تحت غطاءها تبكي بصمت ...
توقف خليل أمام ليلى بخجل وهيا تنظر له تنتظر أي شئ يبرد نارها رفع عينيه بضعف وقال " قوليلي أعمل ايه "
تنهد وتابع " أم ابني ماقدرش أعمل حاجة عشانه لو تعرفي غلاوتك انتي وتمارا عندي قد ايه ومستعد أعمل أي حاجة عشانكم بس انا استحملت منها كتير أوي عشان خاطر مروان "
شعرت بضعفه وعجزه لتلتزم الصمت هو ليس لديه ذنب لتهمس بجدية " يبقى مروان يشوف بيت تاني ليا أنا واياه وأختي "
نظر لها بصدمة ووجع ابتلع غصة مريرة هل سيرحلون ويتركوه وحده تماسك قليلا وقال بهدوء " مش هتسيبي بيتك وتروحي مكان تاني اللي ما تعرفهوش اني البيت ده مكتوب بإسمك اصلا ودي كانت هدية جواز مروان لما رفض أتنازل عن حقي في البيت ليه اتفقنا يتكتب بإسمك تأمين ليكي لو حصل حاجة كان هيقولك أما تولدي بس جه وقته "
سكت يتنفس قليلا تحت صدمتها أن بيت بهذا الحجم أو تقصد قصر باسمها ليكمل هو " عشان كدة انتي اللي تاخدي حقك وحق أختك يا تمارا وانتي اكيد فهماني وأنا آسف جدا على اللي حصل "
تركها وغادر تحت صدمتها وبكاءها على كل ما يحدث ...
بعد وقت دخل مروان الطابق التي يسكنه برفقة ليلى وأختها وجدها تجلس وجهها شاحب ..
انقبض قلبه وركض لها بلهفة " حبيبي مالك وشك أصفر كدة ليه "
كانت تحتاجه وبشدة كانت ردت فعلها أنها رمت نفسها في حض.نه جعله يقلق أكثر وهتف بقلق " في حاجة بتوجعك نروح مستشفى "
هزت رأسها بالنفي وهمست بضعف " أنا تعبت يا مروان تعبت أوي "
لم يفهم أنه تعب نفسي كل ما فهمه أنها تشكو من شئ قال بلهفة " نروح مستشفى نطمن البسي بسرعة "
أمسكت يده وهمست " مافيش حاجة بتوجعني بس أنا حاسة اني لوحدي أنا وأختي "
سكتت عندما شعرت أنه قد يحزن بسبب كلامها تنهد براحة عندما فهم أنها لا تشكو من شئ أمسك يدها وسأل بحنان " ايه اللي حصل خلى حبيبي كدة "
نظرت للمعة عينيه لتهتف بدموع " كنت جاية أنادي تمارا عشان تنام كفاية سهر عند مارو لمحتها واقفة مع مرات اخوك "
سكتت تتنفس بضيق تمنع دموعها من الهبوط ثم تابعت " شت..متها وقالت عنها كلام وحش وفي الأخير ضر..بتها بالألم "
تشجنت ملامحه من شدة غضبه حتى برزت عروقه وكاد يحطم أسنانه بسبب عجزه أنها زوجة أخيه لا يحق له حتى أن يكلمها بطريقة سيئه ..
شعرت بما يشعر به لتمسك يده وتهتف بصدق " عارفة بتفكر في ايه ومش بطلب منك تعمل حاجة أنا أساسا لولا احترامي ليك كنت جبتها مش شعرها "
" ده أنا كنت هديت الدنيا "
نظرت له بصدمة ليكمل بمزاح " من غير ما أتفرج وانتي بتجبيها من شعرها لا يمكن "
ابتسمت وارتمت بين ذراعيه حيث بيتها وأمانها رفعت رأسها تنظر له وقالت بامتنان " هو البيت فعلا بإسمي يا مروان "
ابتسم وأجاب بصدق " كل الدنيا قليلة عليكي يا ليلى "
سكت قليلا ثم قال بحزن " آسف اني مش هأقدر أعمل حاجة ولا أجيب حق تمارا "
تنهد يفكر بأخيه الذي بالتأكيد يتألم بشدة لأجله قبلت يده بامتنان وأجابت بصدق " ولا يهمك يا حبيبي يلا غير هدومك لغاية ما أجهز العشا "
هز رأسه وقبل أن يدخل غرفته أوقفته رسالة من أخيه " انزل تحت عايزك "
في اليوم التالي كان الجميع على طاولة الفطار ما عدا تمارا وتلك الصوفيا تجلس بكل غرور ...
هتف مارو " أين تمارا لماذا لا تتناول الإفطار برفقتنا أخبرتني أننا سنخرج للتنزه اليوم "
صوفيا بحدة " لن تخرج مع تلك المتشردة مرة أخرى يا مارو "
ليلى بابتسامه " مارو روح انده ليها وتعالا "
هز رأسه وركض يناديها وجهت ليلى نظرها لصوفيا وقالت
" المتشردة هيا التي تجلس في بيت ليس بيتها وتش.تم أصحابه "
فغر فاهها وقالت بعدم فهم " بيت من أيتها المجنونة "
أمسك مروان يد حبيبته وقب.لها بعشق وأجاب " ألا تعلمي يا زوجة أخي أن خليل تنازل لي عن حصته في القصر هدية زواجي وأنا كتبته لزوجتي كمهر لها "
حدقت بعينيها تستوعب ما سمعت صد..مة لم تتلقى في حياتها أجمد منها كتلك المتسولة في نظرتها حاظت في ذلك القصر التي تمنته من قبل زواج خليل به قصر يعتبر من أجمل قصور إيطاليا كادت تصاب بذ...بحة صدرية نظرت لخليل تنتظر منه أن ينفي كلامهم لكنه كان يأكل كأن الموضوع لا يعنيه ...
وقبل حتى أن تستوعب ما قيل وصلتها رسالة شلت تفكيرها ابتسم مروان وهمس " يبدو أن مفاجأتي الثانية قد وصلتكي زوجة أخي "
هتفت بتهتهة وصوت متقطع " ما.. ماذا هل تم خروجي من مسابقة هذا العام "
سكتت تستوعب ما قرأت ونظرت لمروان بعدم تصديق " هل أضعت عليا تعب عامين "
هز رأسه وأجاب ببرود " ولولا مكانة أخي في قلبي لكنت أريتك كيف ردي على اهانتك لزوجتي وأختها"
انتفضت تقوم من مكانها تصر..خ بكل جنون هل أضاع حلمها بمسابقة أجمل وجه في العالم وهيا تخطط لعروض منذ عامين ليس فقط أيضا قصر بهذا الحجم كانت هيا أولى به من تلك المتسولة..
هرولت لخليل وقالت بعدم تصديق " خليل أرجوك تصرف أخوك أضاع تعبي وحلمي "
رفع نظره لأخيه وسأله بجدية " هل فعلت ذلك مروان "
كتم مروان ضحكته وهز رأسه بنعم ليهتف خليل ببرود " كدة يا مارو أنا هخاصمك ومش هكلمك "
فتحت فمها من صدمتها تحاول الرد على برود زوجها لتصر.خ بمروان بجنون باللغة العربية " انت مجنون مش كدة ايه سحرالك ماشي وراها تتتنازل عن كل حاجة عشان دي "
اقترب منها خليل الذي هدوءه يرعبها أكثر من صر..اخه وقال " تمارا هتنزل دلوقتي هتعتذري ليها هيا وأختها وبعد كدة ان حبيبتي تيجي تشرفيهم تحترمي صحاب البيت "
أرادت الكلام ليقترب منها أكثر ويهمس بفحيح " مروان كل الخطوط الحمر اللي في الدنيا وعشانه مستعد أعمل أي حاجة ياريت ما بلاش تكوني عدوتي زوجتي العزيزة "
تهابه بشكل جنوني هزت رأسها بسرعة ليذهب مروان يجلب تمارا بعد أن غادر خليل ..
وقفت تمارا أمامها بعدم فهم لتهتف صوفيا " أعتذر لك لم أقصد ما حدث لن أزعجك مجددا "
استدارت تريد الذهاب ليوقفها صوت مروان " وليلى "
كزت على أسنانها حتى كادت تدميهم والتفت بابتسامه " ليلى الجميلة أعتذر بشدة عما حدث أرجو منك أن تسامحيني"
غادرت والشيا..طين تلاحقها لكنها لا والله لن تترك حقها ستنتقم أشد انتقام منهم فلينتظروا ...
ضمت ليلى خصر مروان بسعادة شديدة ابتسم مروان وشدد من ضمها ثم نظر لتلك التي تنظر للأمام بألم يعلم بما تفكر هيا كانت تريد من خليل أن يجلب حقها وليس مروان هيا ظنت أن خليل سيقيم الدنيا لأجلها ابتلعت مرارة ما تشعر وعادت غرفتها تجر خيبتها ...
أيام وهيا تتجاهله وان حدثها لا تكلمه حتى وفي يوم تجهزت لتذهب الى مدرستها هبطت السلالم وهتفت تسأل مروان " مروان ان رايحة الشركة ينفع تاخدني في طريقك ولا أطلب أوبر "
كان خليل يشرب قهوته يريد الذهاب الى الشركة ليقف يحمل مفاتيحه " أنا رايح هوصلك "
تجاهلته كأنه غير موجود وعادت تسأل مروان " ها يا مروان هتوصلني "
مسح خليل وجهه بتعب كلما حاول أن يصلح العلاقة بينهم يأتي شئ ويفسدها يعلم ما سبب حزنها أغمض عينيه بتعب ثم نظر لمروان يهز رأسه له أن يأخذها في طريقه ليهتف مروان " تمام استنيتي عشر دقايق "
هزت رأسها وجلست على الأريكة تنتظره وذاك ينظر لها بهدوء يفكر في طريقة يك..سر بها رأسها ..
تنهد ثم غادر وهيا استدارت تنظر لأثره بحزن شديد ...
بعد وقت هبط مروان السلالم توجه بأنظاره لها وقال بجدية " ينفع اللي عملتي ده "
نظرت له بعينين امتلأت بالدموع وهتفت "كان نفسي ياخد حقي كان نفسي يعمل أي حاجة عشاني "
نظر لها طويلا يفكر في اخبارها ليتكلم أخيرا " ومين قالك انه مش خليل اللي أخد حقك "
بعدها بأسبوع كان يجلس برفقة ابنه يلعب برفقته ليشحب وجهه حينما استمع لكلام ابنه " أتعلم أبي عندما أكبر سأتزوج تمارا "
يتبع...