رواية ضحية حب عائلتي عبر روايات الخلاصة بقلم ناريمان حسنين
رواية ضحية حب عائلتي الفصل الثالث عشر 13
_ عقل المريض بدا يستجب، بسرعة شاش ومعقم بسرعة
مكنش واعي باي حاجه، بيحاول يفتح عيونه لكنه مش قادر، فجاة سمع اصوات كتير حواليه، ومن بينهم الصوت دا..
حرك ايده بشكل مفاجا اتوجع بقوة، حس بالم غريب في كل جسمه، صداع رهيب بدا يحتل كل كيانه، مشاهد كتير بتتعاد في راسه.... مشهد لريما وهي مسافرة ونظرتها ليه...... مشهد سارة وهي بتاعني....
واخر حاجه افتكرها....
_للاسف حالة المريضة بتسوا، ولازم نولد فوراً
عند الذكرى دي، قام بشكل مباغت، الدكتور مكنش مستوعب هو بيعمل ايه..... اما هو مسك راسه بقوة بايد واحده ايده التانيه مش قادر يحركها...... فتح عيونه بالم....
وهو بيحاول يقوم وبينادي عليها:
سارة.... سارة فين..
الدكتور قاطعه وحاول يهديه:
اهدى يا فارس مش كده...... حالتك حرجة اي تهور منك ممكن يتسبب...
وقبل ما يكمل كلامه، قاطعه فارس بالم وهو بيقوم ولكنه مش قادر:
مراتي بتولد وحالتها اسوا مني وبتقولي اهدى...... اه مش قادر... رجلي
كان بيبص لرجله بصدمه وبدا يحسس عليها ويضغط عليها بقوة... ولكنه مش قادر... مش قادر يحس بيها ولا حاسس بايده عليها!؟
بص للدكتور بذهول والم:
رجلي.... رجلي مش حاسس بيهاا
ولم يكد يكمل حديثه، حتى قاطعه كريم وهو يدخل الغرفة بدهشة:
_بتقول ايه
نظر فارس إليه وهو يقول له بلهفة وخوف:
سارة... سارة بقت عاملة ايه دلوقتي يا كريم ولدت ولا لسه....
صمت كريم، لم يعرف ماذا يجيبه، اقترب منه وبدا يربط على اكتافه بحزن؛ وكانه يواسيه.... ثم نظر إلى الطبيب بتعجب من صمته هذا...
قطع فارس الصمت وهو ينظر إليهم:
في ايه..... بتبصوا لبعض كده ليه.
_فارس اهدى عشان اعرف اشرحلك حالتك
نطقها الطبيب بشفقة على حاله..
اجابه فارس باستنكار:
حالتي؟!..
وما كاد يتحدث بعد، حتى قاطعه كريم وهو يحتضنه بقوة:
ممكن تهدى وتسمع الدكتور علشان خاطري.
ابعده فارس عنه بالم وهو يقول بتعب ودموع متحجرة:
اتفضل.
تنهد الطبيب بقوة قبل ان يقول:
تتوقع تاريخ النهارده كام يا فارس.
اجابه فارس بضيق وهو يضيق ما بين حاجبيه بدهشة:
ايه العلاقة..... اعتقد 2/9/2025
التقط الطبيب أنفاسه بهدوء،ثم قال :
_للاسف غلط النهارده 5/9/2025، انت معانا هنا بقالك كام يوم، قوة الاصطدام كانت قوية وبالتالي عملتك غيبوبة مؤقتة.... وعملنا أشعة مغناطيسية
سكت قليلا، ثم نظر إلى فارس الذي يترقب حديثه بخوف، ودموعه بدات تتساقط بشكل لا إرادي وكانه يعلم ما لا يريد نطقه...
_ و اكتشفنا انه فيه تورم حوالين النخاع الشوكي، ودا للاسف اللي مش مخليك تحس برجلك، بس مع مرور الوقت بإذن الله هترجع أحسن من الأول
صدمة؛ أقل ما تقال عن حالته تلك؛ علت الدهشة ملامحه ، هو لم يتخيل بعد ان مجرد حادث ارتطام في شجرة؛ ممكن أن يتسبب له في.... في فقد حركته؟!..
_يعني أنا اتشليت
نطقها بذهول وبكاء شديد، وهو يضرب على قدماه بقوة لعله يشعر، ولكنه لم يشعر مازال كما هو.... عاجز.
وأثناء بكائه تلك، ومحاولته البائسة في ضرب قدماه، تفاجأ بيده، يد توقفه عن ضرب نفسه، وما إن فعل ذلك حتى احتضنه بقوة..... وهو يبكي، وما كان ذلك سوى والده......
_اهدي يا فارس مش كده يا بني
نطقها بألم وهو يتذكر ما فعله.... لقد كان يراقبه من بعيد، بعد آخر مواجهة بينهم.
flash back..........
_أنتَ هطلق بنت عمك غصب عنك، للأسف طلعت متستحقش وجودها
ضغط على آخر حديثه بقوة؛ وكأنه يؤكد له حقيقة قوله....
اقترب منه فارس بحزن وهو يبكي:
مش قادر يا بابا...... مش قادر اشوفها كده، وفي نفس الوقت مش قادر اقولها انتي طالق بعد ما عرفت حقيقه مشاعري
سكت قليلا ثم قال:
للأسف أنا جبان أوي يا بابا...... أنا مش قادر ابص في وشها ولا قادر ابص في وش سارة... أنا ظلمت الاتنين معايا
رد عليه والده بعتاب:
للأسف أنت متستحقش ولا واحده فيهم.
_بس أنتَ السبب، أنتَ اللي دمرتني..... كان في ايدك تسيبني اشوف حقيقة مشاعري بنفسي.... يمكن وقتها مكنتش ظلمت.... ريما.
_أنا السبب
نطقها والده باستنكار وغضب من تفكيره، ثم قال
تقدر تجاوبني شعورك وقتها هيبقى ايه، لما كونت تشوف ريما بتتزف لواحد تانى غير، كنت هتقول يا ريتني...... بس تصدق معاك حق أنا السبب فعلا.
ما أنت في كلتا الحالتين بتقول ياريتني....
انهى حديثه وهو يقترب منه بألم...
ثم قال:
أنت هتطلق بنت عمك غصب عنك..... وهي مستحيل ترجعلك، كفايه كده وحاول تصلح أغلاطك وحافظ على الإنسانه التانية اللي في حياتك، لو أنت بتحبها زي ما بتقول........
وحسك عينك يا فارس أشوفك تاني في مصر، وإلا....
أنت عارف أنا ممكن اعمل ايه.
نهاية الفلاش باك.............
تذكر ما قاله له، كان وقتها يود أن يضربه أن يلقنه درساً على أفعاله، ولكنه لم يقدر فذاك ولده الوحيد، وفلذة كبده من حبيبته التي رحلت عن الدنيا، ولكنها مازالت حيّ في قلبه......
أفاق من شروده، على فارس وهو يشدد على احتضانه أكثر.....
ويهمس له بوجع:
أنا اسف يا بابا...... يمكن اللي حصلي دا ذنب ريما... أنا مكنتش متخيل اني أذيتها أوي كده، حتى سارة
عند نطقه اسمها، ابعد والده عنه بقلق وهو ينظر داخل عيناه بخوف:
سارة..... سارة يا بابا طمنيني عليها بالله عليك
أجابه والده بألم وهو يرفع يده لكي يزيل دموعه:
للأسف
قاطعه الطبيب بسرعه:
عمي حسن ممكن كلمة برا
امسك فارس يد والده بقوة وهو يوجهه حديثه له بابتسامة مؤلمة:
قولي يا بابا..... أنا راضي والله باللي بقضاء ربنا اي ان كان قولي طمن قلبي..... بلاش تحسسني بالعـ
ولم يكد يكمل حديثه، حتى قاطعه والده بسرعه، فهو لا يتحمل تلك النظرة من ولده، فيكفي عليه ما مر به من معاناه بسببه وبسبب تضحيته بريما من أجله...
لذا قال وهو ممسكا وجهه بين يده:
الحمدلله سارة كويسه بس هي حاليا في غيبوبة مؤقته والدكاترة قالوا هتفوق قريب.
فارس بترقب وخوف:
الحمدلله بتتكلم بجد يا بابا..... و والولد
_بجد طبعاً يا حبيبي، الحمدلله كويس في الحضانه.
نظر فارس إلى أعلى وظل يشكر الله كثيرا، فرغم ما فعله.... لقد منحه الله فرصة آخرى؛ لكي يكفر بها عن ذنوبه...... لا يهمه ان كان قد فقد قدماه بشكل مؤقت أم لا، بل ما يهمه فعلا هو أن الله قد تقبل دعائه كل ليلة... الله يسمعه.... ما ابتلاه إلا لأنه يحبه....
وفي وسط كل تأملاته تلك فيما رزقه الله إياه.... تذكر الآية الكريمة " ولئن شكرتم لأزيدنكم"....
بكى أكثر وهو يردد بيقين:
شكراً يا رب..... شكراً يا رب على كرمك وعطائك... شكراً يا رب على وجودك معايا وتقبلك توبتي رغم ما فعلت... شكرا يا رب على حال، الحمدلله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه......
...............................................
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
بعد مرور سنة........
وتحديدا في منزل ريما......
كان تجلس مع صديقتها نانسي التي كانت تصر عليها بقوة أن تحكي لها ما حدث، فهي لم تكن هنا بسبب زوجها وسفره المتعدد، لذا فهي لا تعرف اي شيء ولم تجتمع مع ريما إلا الآن، لذا قصت ريما عليها كل شيء، كي تبعد عنها قليلا.......
_يا بنتي ازاي قدرتي تسامحي بجد، ازاي بعد كل اللي عمله دا
نطقتها بصدمة واستغراب وهي تنظر إليها بذهول، فهي مازالت لم تستوعب بعد ما قالته الآخرى، ماذا فارس كان لا يحبها..... كيف وهو...
قطع تفكيرها ريما وهي تقول:
تتوقعي اني كان سهل بالنسبالي أسامح بجد لا خالص بالعكس أنا مكنتش قادرة اعمل كده بس لما عرفت الحقيقة يمكن قدرت اتقبل الواقع.
شردت قليلا وهي تتذكر تلك الفتاة، التي لو لم تحدثها لما عرفت حقيقه ما مرت به...
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
flash back........
_هتتقبلي الواقع يا ريما، بلاش تكوني ساذجة كده تاني.... فكري بالمنطق وبالعقل محدش يستاهل مشاعرك... للأسف كان حب من طرف واحد
سكت قليلا ثم قالت بسخرية وهي تنظر إلى نفسها في المرآة:
وبقا من طرفين، بعد ما الطرف الأول اتأذى.
وما كادت تكمل حديثها مع نفسها، حتى جائها اتصال من رقم غريب، هي في البداية لم تهتم ولكن عندما رن أكثر، ظنت أنها صديقتها...
لذا قالت وهي تحاول الثبات:
السلام عليكم، مين
جائها الرد مباشرة:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ريما أنا راضية فكراني، كنت حابة اتكلم معاكي في موضوع
راضية.... لقد حاولت ريما أن تتذكرها، ولكن يبدو أنها فقدت ذاكرتها أيضا....
لذا ردت عليها بيأس:
راضية مين
ترددت الآخرى كثيرا، فإذا قالت لها من تكون، من الممكن أن ترفض مقابلتها، لذا قالت...
_زميلتك في الجامعه، ممكن تفتكريني اما نتقابل، ممكن نتقابل محتاجه اشوفك ضروري
كانت هترفض، ولكنها لم تشهر بنفسها إلا وهي تقول:
نتقابل في الجامعه بإذن الله بعد يومين.
انهت المكالمه، ثم قالت لنفسها مرة آخرى.....
_مش هتقفي هنا يا ريما.... كملي الي بدأتيه وانسي
بعد مرور يومين.....
كانت، كالتائها، تنظر أمامها بتشتت، هل لأن المكان قد تغير أم أنها نست جامعتها أيضا....
قاطع شرودها، ذلك الصوت الذي يأتي من خلفها ويرحب بها:
ريما نورتي الجامعه
استدارات ريما للخلف بتعجب، فصوتها يبدو مألوفا وكذلك شكلها:
أنتِ راضية صح، مش عارفه ليه حاسه اني شوفتك قبل كده مع...
قاطعتها راضية وهي تقول بلطف:
مع كريم يمكن
أجابتها ريما بحزم:
أنتِ عايزه مني ايه
-ممكن نقعد ونتكلم وهشرحلك كل حاجه
أنهت حديثها وهي تسحب ريما معاها لكي يجلسا، في تلك الحديقة التي تقع بالقرب منهم....
وما إن جلسوا حتى بالت ريما:
احكي
نظرت راضية إليها بترقب، ثم قالت:
بصراحه معتز حكالي عن كل حاجه عملها في حقك هو و رامز... فا مقدرتش اعرف الحقيقة واسكت
صمتت قليلا ثم قالت:
علشان كده لما عرفت انك هنا، رنيت عليكي
_رامز مين، قصدك ابن خالتي
أجابتها راضية سريعا:
اه هو ومعتز صاحبه
- وايه علاقتك بيه
نطقتها ريما بشكل مباشر، مما أصار الخجل والخزي عند الآخرى.
لذا قالت وهي تلتقط انفاسها بقوة:
معتز كان بيحبني إنسان مريض كان كل هدفه انه يتحكم فيا.... بس الحمدلله ربنا نجاني منه.... ولقيت
ترددت كثيرا في نطق اسمه، لذا قالت وهي تدخل في صلب الموضوع مباشرة:
ريما اللي عرفته انه كل اللي حصل بينك وبين فارس كان متخطط ليه خطوة بخطوة
ردت عليها ريما بتعجب:
قصدك ايه
-قصدي انه رامز ومعتز كانوا مخططين يوقعوا بينك وبين فارس، وأول خطوة عملوها أنهم بعتوا تسجيلك أنت وصاحبتك لفارس
وعدلوا فيه، علشان يقتنع أنك سبب جوازكم.
صمتت قليلا بحزن وهي تكمل حديثها بألم، فما ستقوله الآن ليس سهلا:
وكمان يوم الفرح كانوا حاطيين حاجه في العصير لفارس، بس مكنوش يتوقعوا انك تشربي منه.... وهما السبب في كل اللي حصل بعد كده.
وكل دا كان هدفهم الانتقام من فارس، اظن أنتِ كنتي عارفه رامز ابن خالتك كان عدواني ازاي معاه.
عارفه انك يمكن متصدقنيش بس دي.
سكتت قليلا وهي تفتح هاتفها وتناولها اياه:
دي اعترفات معتز بكل حاجه.
نهاية الفلاش باك.........
.....................................................
استغفر الله العظيم الذي لا إله إلاّ هو الحي القيوم واتوب اليه.
افاقت من شرودها على تلك الدمعه الهاربة من عينها، وهي تزيلها بابتسامة:
بس تعرفي الأهم من كل دا عرفت حكمة ربنا في اللي حصلي.
انا كنت متسرعة اوي في مشاعري ودا كان غلط، مكنش ينفع اعمل كده، كان لازم احافظ على مشاعري.
مكنش ينفع احب فارس، وبصراحة هو مكنش حب، هو كان تعلق؛ للأسف اكتشفت دا مأخراً.. شوفتي انتي الطفلة لما تتعلق بعروستها اللي دايما بتلعب معاها....
هو دا اللي كنت بكنه لفارس جوايا، يمكن اتعلقت بيه بسبب اني لما فتحت عيوني مشوفتش غيره، لما طلبت العب لأول مرة ملعبتش غير معاه....
يمكن بسبب كده هو كان حاجه بالنسبالي.... بس حاليا هو ولا حاجه، بجد القرب من ربنا حاجه جميله اوي بجد، بمجرد ما تقربي، تنسي حزنك بالكامل.
تبدأي تشوفي الدنيا صح، وتفتكري دايما ان ما هي إلا دنيا، عبارة عن تعب وحزن وهم وسعي، والمستراح
قالت وهي تلتقط أنفاسها بأمل ويقين واشتياق، ودموع عالقة في عيناها:
والمستراح...... كل المستراح في الآخرة.
وفي الختام...
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه....
صلوا على الحبيب محمد ﷺ♥🫶🏻.
#يتبع
دي مش النهاية خالص، بل بداية.....
بداية حياة جديدة وتفسير الهدف من القصة.... البارت مش كافي بالنسبالي انه يكون النهاية...
لذا احب اقولكم ترقبوا القفزة الأخيرة♥🥹😂.
وهل تتوقعوا ريما تقدر تحب من جديد، حاسة انها صعبة..... وفي نفس الوقت بشوف تجارب قدامي بتقول غير كده♥🫶🏻😂.