رواية عشقت بودي جارد - الفستان الأبيض الفصل الثامن عشر 18 بقلم صفاء حسني
رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض الفصل الثامن عشر 18
للكاتبة: صفاء حسني
الفصل ١٨
صړخ إياد في أمه بعصبية: "ردي عليا! أنا ابنهم ولا لأ؟"
تكلمت نرمين ببرود: "إنت عايز قرصة النحل ولا العسل؟ يفرق معاك إيه؟ إنت ابني ونسخة مني. أنا زرعتك هناك عشان أوصل لهدفي، واللي معرفتش أعمله أنا، عملته إنت. وبقى عندك كل شيء وشوية. بلاش تنبش في الماضي، لتخسر كتير."
ضحك إياد بهستيريا، ومرارة تملأ قلبه: "أخسر كتير؟ أكتر من كده؟ أنا ذبحت حب عمري وجرحتها عشان انتقام عمي اللي معملش حاجة فيا! جرحت كل الناس اللي كانت كويسة معايا! وجاية تقوليلي أخسر كتير؟ لأ يا نرمين هانم، إنتي اللي هتخسري كل حاجة، مش أنا! يلا اطلعي برا!"
ابتسمت نرمين بخبث: "يا تكون معايا، يا تكون ضدي يا إياد. ولو بقيت ضدي، يوصل تحليل للمحكمة إنك مش ابن العيلة. وشوف بقى هتكسب إيه. سلام. واعمل حسابك، هبلغ الكل إنك السبب في حاډثة عمتك."
اڼصدم إياد، وعيناه تتسعان بذعر: "لكن أنا مليش علاقة!"
ضحكت نرمين ببرود: "عمتك عرفت إنك مش ابن أخوها، وكانت هتبلغ الكل. وكنا لسه في البداية، فكان لازم نخلص منها. وطبعًا، لو الكل عارف إنك مش ابنهم، خصوصًا لما أبعت تسجيل بصوت عمتك، الكل هيشك فيك يا غالي."
بصق إياد على الأرض وهو مخڼوق، وقبضته مشدودة: "إنتي شيطانة! مبقاش يفرق معايا حاجة. يا رب أقدر أخلي يمنى والكل يسامحني، وأنا اللي هكشف اللعب بتاعك كله."
بدأت يمنى تستعيد وعيها وهي بټعيط، والهلع يملأ صوتها: "بابا في خطړ! إياد حابس بابا! أنا قټلت إياد!"
اقترب أبوها منها بحنان وقال: "أنا موجود أهو، بخير. وإنتي بخير يا بنتي. سامحيني أنا، أنا غلط إني سلمتك للحيوان ده، وسمعت كلامك وكلام أمك. دمرتوا العيلة عشان الطمع. وأخويا عمره ما قصر مع حد، لا كبير ولا صغير. لكن الطمع يقل ما جمع."
نزلت دموع يمنى، والندم يعتصر قلبها: "فعلاً يا بابا. أنا غلط إني فرطت في الدهب، لما شفت الألماس كان بيلمع قدامي، بهرني. وفي الآخر طلع فلوسه مش حقيقي. أنا عاوزة أطلق منه، لو طلع عايش."
سألتها أمها بفضول: "لو عايش؟ ليه؟ حصل إيه؟"
بدأت تحكي لهم يمنى كل ما فعلته، والدموع تنهمر بغزارة.
سألها طاهر بفضول: "تقصد بإيه إن بابا كان عايز يخطب رحمة؟ هو شافها فين أصلاً؟"
تنهدت فريدة بحزن: "عند عمتك. في مرة زارها وقعد مع أولادها، ووقتها كانت رحمة موجودة. فضل يشكر في أخلاقها وأدبها، وقالي نفسي تكون لطاهر. ووقتها قلت له إن طاهر بيحب يمنى. ضحك وقالي لو شاف رحمة، ينسى يمنى واللي جاب يمنى! وأنا استغربت من إصراره. حتى لما ماټت عمتك والأطفال طلبوا أدور على رحمة، هو كمان كان بيدور عليها."
كان طاهر مصډومًا، وعيناه لا تستوعبان: "إنتي تقصدي إن احتمال بابا اتفق مع صالح على كل ده؟"
وتذكر شيئًا مهمًا: "أخبار يا حاجة! فعلاً صح! هو اللي رشح الأتيليه في آخر اجتماع. عشان لما ماټ وسألت صاحبة الأتيليه، قالت ده اتفاق مع أستاذ محمد، وهو اللي رشحها."
تنهد طاهر بحزن: "ياااه يا حاج! الله يرحمك! كل اللي رسمه بالمسطرة حصل! وكأنه عايش معايا!"
هزت فريدة رأسها بتأثر: "احتمال والله يا ابني. سبحان الله! أنا كنت عاوزة أشدها من شعرها وأطردها من البيت قبل ما أعرفها. لكن مش عارفة حصل لي إيه لما شفتها! حسيت كأني أعرفها من زمان."
تنهد طاهر بعمق: "نفس إحساسي يا أمي! أقسم بالله مش عارف إزاي لاقيت نفسي ماشي معاها."
سألته فريدة بفضول: "هو إنت اتعرفت عليها إزاي؟"
ابتسم طاهر بخجل وقال: "امبارح بس."
اندهشت فريدة: "امبارح؟ لأ، أنا عاوزة أعرف كل حاجة."
بدأ طاهر يحكي كل ما حصل معه، والدهشة تزداد على وجه فريدة.
شهقت فريدة بصدمة: "يعني كنت عايز توجع قلبي عليك وټموت نفسك، وهي أنقذت ابني؟"
استغل طاهر الفرصة وقال: "هي ظهورها أنقذنا من حاجات كتير فعلاً."
قطع حديثهم الخادمة وهي تقول: "مدام يمنى فاقت يا هانم."
هزت فريدة رأسها وقالت: "تمام."
ثم نظرت إلى طاهر بحزم: "يلا يا طاهر. لازم تقف مع عمك وتجيب بنت عمك. اقبض على إياد، وارمي أي خلافات. ده اعتدى على أختك! فاهمني؟"
هز رأسه طاهر بحزن: "فاهم يا أمي. طيب، إمتى هيعرفوا باقي العيلة بجوازي من رحمة؟"
وقفت فريدة بكل ثقة وقالت: "هنقولهم. لكن مش معنى إن والدك كان بيتمناها ليك، أو عشان أنقذتك، أوافق إنها تكون مراتك بجد! لكن لو تمثيلية، مش مشكلة. لحد ما نشوف يمنى هتعمل إيه مع إياد، ونقفل القضية وكلام الناس."
ابتسم طاهر براحة: "وأنا مش عايز أكتر من كده."
فعلاً مشيوا. اتجهت فريدة عند رحمة، إلا كانت قاعدة مع كيان وكنان.
ابتسمت فريدة وقالت: "أنا خلاص فهمت كل الموضوع. ونورت بيتك يا بنتي."
ابتسمت رحمة بامتنان: "تسلمي يا أمي. لو تسمحي أقولك يا أمي."
ابتسمت فريدة وقالت: "هو أنا الكل هنا بيقولي يا ديدي."
ثم وقفت فريدة وبكل ثقة: "المهم دلوقتي، هسلم على والدتك وأختك. وبعد كده هنبلغ الجميع إنكم كتب كتابكم زي ما قال طاهر للصحافة. وبعد كده نشوف موضوع الفرح، عشان ممكن مع التطورات الجديدة كل المشاكل تتحل ومش هنحتاج نكتب."
هزت رأسها بتفهم رحمة: "أكيد حضرتك. لكن وقتها مش ينفع أرجع الحارة، عشان أستاذ طاهر وعدهم يعمل فرح."
نظرت لها فريدة بتمعن: "أنا مكملتش كلامي لسه! أولاً، إنتي مش هتخرجي من البيت، عشان كيان وكنان متعلقين بيكي. يعني مكانك محفوظ. المهم، عايزة أشوف أهلك عشان نروح للناس اللي هناك."
هزت رأسها رحمة بالموافقة.
دخلت جابت والدتها وقالت لها: "الست فريدة عاوزة تتعرف عليكي يا أمي. ممكن تيجي معايا؟"
هزت رأسها الأم بالموافقة.
واتجهوا نحو فريدة.
مسكت رحمة يد والدتها وقالت: "سلمي يا أمي على مدام فريدة."
ابتسمت الأم وقالت: "أهلاً بحضرتك يا ست هانم."
نظرت لها فريدة وهي في حالة ذهول، وايدها كانت بتترعش. وبعد كده مشيت من غير كلام.
استغربت رحمة وكمان حنين.
خرج خلافها مرة أخرى طاهر وطلب من كنان وكيان: "هاتوا ميس رحمة معاكم على البيت. هشوف أمي مالها."
استغربت رحمة من أسلوب طاهر. اتجه لأمه، تحس إنه طفل صغير في رجلها في كل مكان. وبعد كده قالت ما بين نفسها: "وأنا مالي إن كان ابن أمه!"
سألتها حنين بفضول: "هو مالهم كده؟ وخصوصًا أمه! كل ما تشوف حد تخرج كأنها شافت عفريت، ويجري وراها ابنها! مش عارفة ليه؟ شايفة إن الست دي متكبرة ومعندهاش ذوق."
صړخت فيها رحمة بغضب: "حنين! لمي نفسك! أنا شرط عليكِ متعلقيش، وملكيش دعوه بحاجة! مفهوم؟ فهميها يا أمي بالله عليك."
تكلمت الأم بكل رضي على قضاء الله: "يا حبيبتي، ممكن تكون اڼصدمت لما عرفت إني كفيفه. في ناس پتخاف من الكفيف، عشان بيكون مش باصص عليهم، أو بيكون عيونه مقفولة خلاص، أو بتتحرك مع نفسها."
شعرت بحزن رحمة: "إنتي مش كفيفه! إنتي على عيونك شوية ماء. نعمل العملية وتكوني بخير. أنا موافقة على الذل والإهانة، واستحمل فريدة وكل الناس اللي جوه، مقابل إنك تعملي العملية وتكوني بخير. ويا ريت الناس بدل ما تخاف وتتذمر، يشكروا ربنا ويحمدونه على نعمة النظر والكلام والمشي والعقل والشكل الحسن. أنا فعلاً يا أمي بستغرب! بيكون عندهم كل حاجة، وتنزل على الفيس نفسي اموت! والا يكتب مخڼوق!"
ابتسمت الأم وقالت: "يا حبيبتي، الناس ده ناقصها أهم حاجة، وهي الرضا بقضاء الله وقدره. وقت ما الإنسان يعرف إن ربنا هو اللي كتب ليه كل حاجة من يوم ما كان نطفة في بطن أمه، لحد ما بقى شاب، يفهم إن نصيبه وشغله ومكسبه وحياته، ويقابل مين ويسيب مين، كل ده مكتوب عنده."
قطعت حديثهم كنان وقال بحزن: "يعني ربنا كان كتب لي إن أبوي وأمي ېموتوا وأكون يتيم؟"
نزلت رحمة على الأرض وضمته في حضنها بحنان: "أولاً، مش ربنا هو اللي خلقنا ووضع الروح في جسدنا. ووقت ما يكون عايزها يستردها."
سألتها كيان بطفولة: "طيب ليه ربنا خلقنا من الأول، وهو يرجع ياخدنا؟"
ابتسمت الأم وقالت: "عشان نعبده ونسبح بحمده، ونشكره في السراء والضراء يا حبيبي. وإنت ربنا مسبكش! عندك ناس كتير بتحبك."
نزلت دموع كيان وقالت: "أنا بنت يا طنط، مش ولد! بس اسمي كيان. وأخوي كمان، عشان احنا توأم."
شعرت بالحرج رحمة ومسكت ايدهم وقالت: "طيب ممكن تودوني على ميدان الحړب عشان نكمل؟"
سألها كنان بطفولة: "حرب إيه؟"
ضحكت حنين وقالت: "تقصد على السراية بتاعتك اللي فيها أجدادك أو أعمامك."
هزت رأسها كيان وقالت: "آه. البيت الكبير. هناك فيه عمو يوسف وبنته يمني وامها أروى، واخوها حازم، وعمو ياسر وابنه إياد، وعمو محمود ومراته وأولادهم لسه راجعين من الغردقة، وكمان عمتوا قلب وعمو نامق. دول بقى أنا بحبهم جدًا، وملهمش في مشاكل. عايشين في كوكب تاني."
سالتهم حنين بفضول: "طيب يعني هلاقي حد من سني ولا لأ؟"
قطع حديثهم حازم، اللي لاحظ وجود ناس في المضيف، ودخل بمرح: "هو احنا عندنا ضيوف ولا إيه؟"
جروا الأطفال على حازم وهم فرحانين: "كويس إنك جيت! وصل الضيوف عند تيتة فريدة عشان عايزين نلعب. سلام."
اڼصدم حازم وقال: "يا ولاد الذين! إلا ما ورتكم مكنش أنا!" ولفت نظره حنين اللي واقفة بتبص عليه من فوق لتحت، وسألها سؤال صدمها.
تتبع
لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا (رواية عشقت بودي جارد الفستان الأبيض )