رواية ليتني لم أفعل عبر روايات الخلاصة بقلم أمل صالح
رواية ليتني لم أفعل الفصل الخامس 5 والأخير
- أمي ماتت منتـ.ـحرة بسبب بابا، اللي كان دايمًا..
سكتت ورجعت كملت بوجع - دايمًا بيعايرها.
- لا حول ولا قوة الا بالله، لي بس؟ دا استاذ شاهين محترم جِدًّا ومبتطلعش منه العيبة والله، دا كتر خيره أول ما قولتله على الواد ياسر وافق على طول.
- بقى محترم يا طنط، إنما قبل كدا، فَـ بابا دا كان أسوأ حد ممكن تعرفيه، ماما قبل ما تتجوزه كانت بتشتغل في محل هدوم صُغير كِدا..
- مالها شُغلانتها بقى؟!
كمِلت بشوية احساس من الوجع - مِش احسن مَـاتشتغل مع عمال النضافة.
- بُصي يا طنط، أيًا كان الشغل اللي أي حد في الدنيا بيشتغله فَـمش من حق حد يقلل منه. طالما الشغل دا حلال..
اخدت ساندي نفسها وكمِلت - المُهم، بعد ما بابا اتجوزها مَابقتش تنزل تشتغل وعاشوا حياتهم عادي، دا اللي ماما كانت بتحكيه ليا كأي ام بتحكي لبنتها عن قصة لقاءها مع باباها..
بصت قدامها لِـ اللاشيء وكمِلت بسرحان - لكن مكنتش دي الحقيقة، من بعد ما بقيت واعية وفاهمة لقيت إن الكلام العادي اللي بسمعه منه كان مجرد معايرة، زي " دانتِ كنتِ حتة بياعة وانا لميتِك" و "هو أنتِ كنتِ تحلمي باللي أنتِ فيه دا" وغير دا كتير .... لحد ما في يوم اعتقد إن الإهانة كانت أكبر فَـ قررت تنتحر..
مسحت دموعها اللي محستش بيها غير بعد ما خلصت كلام وقالت وهي بتبتسم ليها - فَـ عايزاكِ تعرفي إنك بجد حاجة جميلة ومِش شغلك اللي يحدد قيمتِك، ويكفي إنك عملتي كُل دا عشانه.
طبطت سماح على كفها - ياعيني عليكِ يابنتي.
- قوليلي بقى عملتي اي في الفلوس اللي هتجهزي بيها بيت ياسر ابنِك؟
ابتسمت سماح وبدأت تجاريها في الكلام - اخدت الورقة اللي مليتها ليكِ وحطيتها مع الفلوس في الدولاب، أول ما أشوفه هقوله على الفلوس دي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دخل ياسر الشركة ومنها على مكتب المدير "شاهين"، دخل وقف قصاده وقال - اتصل ببنت حضرتَك وخليها تجيب أمي وتيجي أو تديني عنوانها.
ساب شاهين الورق اللي معاه بإستغراب - ساندي! وهي هتعمل اي مع امك يا ياسر؟
- لو سمحت يا أستاذ شاهين كلمها بس.
اتنهد شاهين واتصل بِـ ساندي اللي كانت عاملة حساب كل دا - ألو.
-الو يا ساندي، أنتِ فين؟
- هكون فين، في البيت عندي.
- السِت سماح معاكِ؟
- لأ، هو إبنها الحـ.ـيوان لسة مَـالقهاش؟؟
بصت لسماح قِصادها وحركت شفايفها بِـ "آسفة" وردت على شاهين اللي قال بتحذير - ساندي .. مِش عايز مشاكل، لو معاكِ هاتيها، أو هضطر ابعت ياسر للبيت ياخدها هو بنفسه.
- ينور والله..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نزل ياسر من التاكسي بعد ما خرج من الشركة واخد العنوان من شاهين.
رن جرس البيت وحط ايده في جيبه بإنتظار الباب يتفتح..
فتحت ساندي اللي ربَّعت إيدها وقالت ببرود - افندم؟
- امي فين؟؟
- امك؟؟ وانا إش عرفني
- بقولك اي أنا عارف إنك اللي اخذتيها، فَـ...
قطع كلامه لما طلعت سماح من ورا ساندي؛ بصلها بلهفة وقرب منها - ماما...
ورغم إن دي كانت المرة الأولى من بعد فترة طويلة سماح تسمع منه كلمة ماما الا إنها تماسكت وهي بتضغط على الباب وكأنها بتستمد قوتها منه وقالت ببرود - نعم.
بلع ريقه وقال بتوتر - مِش .... مِش هتيجي معايا نروَّح.؟
شدت ساندي لجوة وقالت بجمود - لأ.
وقفلت الباب في وشه بقوة حسسته بوجع،
وجع الفقدان..♡
جوة، وقفت سماح قصاد ساندي وقالت بقلق - لأ لأ قلبي مِش مطاوعني يا سلمى يابنتي.
مِشَت ناحية الباب وقالت وهي على وشك تفتحه - أنا هكلمه و...
شدتها ساندي بسرعة - طنط! إحنا مَـااتفقناش على كِدا،
لأ لأ خالص يعني.
- أنتِ شفتي شكله عامل ازاي؟! دا بهتان خالص كبدي عليه
- بهتان مين يا طنط هو لِحِق؟ دانتِ مكملتيش يوم من غيره.
قعدت سماح على الكنبة وهي لازالت متوترة وقلقانة وخايفة عليه، جواها حاجات كتير ولكن هي مضطرة تمسِك نفسها عشان زي ما ساندي قالت .. إبنها لازمه رِباية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما ياسر، رجِع الشفة ودخل مباشرةً على أوضتها، قعد على الأرض جنب سريرها وغطى وشه بإيده وبدأ يعيط بقوة وشعور الندم غامره كُليًا..
رفع راسه وبص لسقف الأوضة وقال وهو بيشهق - ياريتني ... ياريتني قدرتها وقدرت قيمتها يارب..
شهق وهو بيكمِل - يارب لو يرجع بيا الزمن يارب، يارب..
وطىٰ صوته - يارب دي كانت بتعملي كُل وأي حاجة نفسي فيها من غير تردد رغم حالتنا.
طلع على السرير ونام فوقه وهو بيكمل عياط، دخل إيدها تحت المخدة بحركة تلقائية فَـ حس بحاجة كبيرة تحتها..
اتعدل ورفع المخدة ولقى علبة تلفون ملزوق عليها ورقة مكتوب فيها "التلفون اللي نفسه فيه"، فَـرفع وشه وعيط اكتر - لي يارب، لي كُل الحاجات دي بانت دلوقتي؟؟
زعق - لي مِش من زمان؟
ليه يارب.
تاني يوم، وقفت ساندي قصاد سماح وقالت - احنا وصلنا زي ما حضرتك شايفة، مهما عمل ومهما سوا مِش هتتعاطفي معاه صح؟
ردت سماح بثقة - دا لو عمل اي، لو عمل اي كِدا لا يمكن ولا يمكن أبدًا اتعاطف معاه.
إبتسمت ساندي وطبطبت على كتفها - جدعة يا طنط.
- هو جوة دلوقتي صح؟
- إحنا لحقنا.
- خلاص داخلة.
دخلت سماح المكان الخاص بالعُمال زميلها، إتفاجئت بكم الحُب اللي في وشها، ناس عمر ما كان ليها كلام معاهم جايين يسألوا عن سبب غيابها ليوم.!
اكتشفت إن الحُب دا بيكون حُب صافي مِش تصنع لمجرد ارضاء الوجهة العامة، وفعلًا .. مِش دايمًا القريبين منك هما اللي بيحبوك بجد، هتتفاجئ بناس غريبة بيكنولك حُب غريب ياسيدي والله...♡!
نزل ياسر من التاكسي على مدخل الشركة، وقف مكانه وهو بيبص على مكان عُمال النظافة وبتلقائية لَف رجله وراح ناحيته..
عينه دمعت وقال وهو رايح ناحيتها هي تحديدًا - ماما..!!
سابت اللي في إيدها ولسة هتتكلم لقيته بيحضنها وبيعيط، وهنا بقت في حيرة، تحضنه وكأن حاجة محصلتش ولا تزقه زي ما اتفقت مع ساندي؟؟!
بس أولًا عن آخر هي أم، هتقدر مثلًا تزقه؟!
بادلته الحُضن وعينها اتملت دموع وهي بطبطب على ضهره وهو بيعيط بصوت ولسانه موقفش للحظة وهو بيردد - حقك عليا والنبي، حقك عليا يا ماما.
مسحت على ضهره وقالت وهي بتعيط هي كمان - ياض هو أنا هزعل منك؟ دانتَ ضنايا يالا .. ضنايا.
بعد عنها ومسِك إيديها الاتنين وبدأ يبوس فيهم - أنتِ أعظم حد قابلته في حياتي، في حياتي كلها والله.
ومن بعيد كانت واقفة ساندي وهي ساندة على الباب، نفت براسها وقالت وهي بتبتسم بيأس وعينها مدمعة من المنظر - خلت بإتفاقنا برضو.
**********
ياسر وسماح كانوا قاعدين بياكلوا بعد ما عدا 3 أيام على اليوم دا، اتغير تمامًا، معقول في شخص يتغير 180 درجة خلال فترة قصيرة زي دي؟!
مِسِك إيدها زي عادته الايام اللي فاتت لما بيجي يكلمها - بالنسبة للصندوق، مين اللي كِتِب اللي في الورقة؟
رفعت راسها - دي ساندي ربنا يبارك فيها، أصل أنا عارفاها من فترة من قبل ما تروح تشتغل هناك وخليتها تكتبلي الورقة دي والورقة اللي على التلفون.
هز راسه وهو باصص قدامه بسرحان وبتلقائية رفع ايده حطها على وشه وهو بيفتكر القلمين اللي خدهم منها وبيبتسم.
تلفونه رن بإسم حسين، قفل التلفون وإبتسم وهو بيردد في سِره - مِش دا الصاحب اللي بجد يا ياسر .. مِش دا.
**********
- السِت دي، هي بفضلها وصلت لهِنا ولولاها مكنتش الشركة دي اتبنت ولا كنتوا هتبقوا هنا دلوقتي، خلينا أختم بإنها الأعظم في حياتي.
كان واقف على منصة الشركة الخاصة بيه بعد ما تم الـ40، خلال فترة من دعمها ليه وعمله وصل ياسر أخيرًا وبقى حاجة.
مسك إيدها وباسها وهي طبطت على راسه، نزل من على المنصة وفتح ايده لإبنه اللي كان واقف مع مراته تحت..
دخل أوضة الاجتماعات وقعد قصاد مدير شركة تانية واللي كان شاهين اللي وقف قصاده وقال وهو بيحضنه - عملتها يا ياسر.
- بفضل معلم شاطر زيك يا أستاذ شاهين.
خِلِص الإجتماع وكانوا قاعدين كلهم في مطعم، هو وأمه ومراته وابنه وشاهين وأخيرا ساندي، كانوا بيضحكوا لما فجأة خبط على الترابيزة وقال - طبعا دا شُكر متأخر شوية، بس أنا في قلمين خدتهم من شخص هنا فوقوني، شكرا يا هذا الشخص.
كُلُهم ضِحكوا بما إنهم فاهمين قصده، إبنه شاور على صورة في محفظة ياسر وقال وهو بيضحك - بابا شكله هنا يضحك اوي.
ردت زوجته - ايام الكحرتة يا ميزو.
كلمة بسيطة من طفل غير واعي، لكن الكلمة حسسته بشيء غريب، حسسته بوجع!
افتكر طريقته زمان مع مامته وبصلها، لما كلمة زي دي دايقته أومال هي .. كان اي شعورها.!!!
يمكن الحكاية مخلصتش،
مِش يمكن لسة هيواجه الأسوأ مع إبنه!
وفي الختام...
الأُمْ، هِيَ تِلْكَ اليَد المُعِينَة لكَ فِي وَقْتِ الحَاجَة، صَاحِبَة ذَلِكَ العِنَاقْ الدَافِئ المُزِيلْ لِهُمُومْ الحَيَاة، تَرْبِيتَة مِن كَفِّهَا فَوَّق الرَأس كَفِيَلة بِجَعْلِ الحَيَاةَ وَمَا فِيهَا مُنِيرَة، لَنْ يَأتِي بِمَنْ هِوَ مِثْلَهَا عَلَىٰ مَرِ الزَمَانْ، وجُودَها حَيَاة مُشْرِقَة وَفُقْدَانَها حَيَاة بِلا حَيَاة ♥️".. #بقلم_أمل_صالح
وهنا نقول بكُل حُزن "تمت يا سُكَرِي" 🤎🦋
بشكر اي حد كمِل وأي حد حبها وحبني، واي حد قال كلمة حلوة واي حد قال كلمة مِش لطيفة برضو عادي، بحبكم كلكم عادي. 😂🤎.
وفي النهاية لازم أوضح إن القصة مكتوبة من ٢٠٢٢ فلو في أي شيء من عدم المنطقية - رغم استحالة الأمر - فاعذروني، كانت إعادة نشر ماتوقعتش تأثر فيكم بالشكل ولكنها أثرت فيا صدقًا.
ليس وداعًا وإنما إلى اللقاء، سلام. 🫂🤎
