رواية الثالث من ديسمبر الفصل الرابع 4 والأخير بقلم هنا محمود
رواية الثالث من ديسمبر الفصل الرابع 4 والأخير
|الثالث من ديسمبر|.....الفصل الرابع و الأخير..
كان قاعد و هو بيشرب مِن السجاره و بيراجع كلامه مع مامتها لما رفض كلامها و قال أن ممكن تكون "تُقَى" بتتعامل معاه عادى!...
لكنها جاوبته بإصرار..:
_تُقَى عُمرها مكان ليها دكتور او مُدرس أو سواق راجع بتخاف تقرب منهم إنما هى راحت معاك تِعمل شوبنج...!....لو كانت مع راجل غيرك كان زمنها أتجنت بنتى و أنا عَرفها...الأعراض الى بتظهر معاك بتبقا خفيفه جدا عن الى بيحصلها..
رطب شفايفه بالسانه و إبتسامه شقيه ظهرت على شفايفه معنى كده ان ليه مكانه خاصه فى قَلبها و أن فى أمل معاها!....
بَعد عَنها أسبوع كامل كان غَصب عَنه عشان يظبط أمور الشِركه كان بيكلمها يطمن عَليها و يرجع تانى لشُغله .....و حشته ...و وحشه يشوف خجلها مِنه ....
امر الخادمه انها تحطلها الصندوق الصُغير ....
كان قاعد مستنيها تِنزل و قَلبه بيدق مِن الخوف و التوتر خايف متجيش .... خايف تكون غيرت تفكرها فيه بَعد أخر موقف ...
ثوانى و لقاها جيه عَليه مِن بِعيد و التوتر كان ظاهر عَليها حاول يكبح إبتسامته و يبعد عيونه عَنها عَشان متتوترش مِنه .....
لمح السِلسه الى كان جايبهلها لكنها إنتسبت لبابها مش ممانع طلامه هى سَعيده بِيها....
كان بيرمقها بهدوء چيبتها السوده الستان الطويله و عَليها بلوڤر بنفس للون و شعرها الأسود القُصير ختمت لبسها بُكعب متوسط باللون الزيتى..... لبسها مُختلف هى دايما كانت بتلبس مِلون و براحتها مش لبس رسمى!...
فقال بصوت هادى و هو بيحاول يبعد نظراته عَنها..:
_عَامله أيه؟...
جاوبته بخفوت و هى بترجع شَعرها لورا...:
_كويسه...
همهم ليها و قال..:
_غيرتى أستيل لبسك؟...
جاوبته بنفس الهدوء :
_حاسه ان ده البس الى يليق مَع حياتى الجديده...
ههم ليها و قَرب مِنها كوبايه الشاى فا مَدت أيدها تاخده و قَبل ما تَشرب نادت على العَامله..:
_إذا سَمح....
قاطعها هو قائلًا...:
_فيه مَعلقتين سُكر زى ما بتحبى....
أخدت رشفه مِنه و هى بِتحاول تِخفى إبتسامتها ....
بقالها أكتر مِن شَهر معاه ....مده رجعلها كُل زكريتها المُحببه لِيها تانى...شايفه جزء مِن رَيان القَديم..
لكن نسخته الرجوليه الجِديده بتخلى قَلبها يدق غَصب عَنها و تداهمها مشاعر جديده عَليها .....تَبعت أخباره و حساباته كُلها فى اليومين الفاته حاجه جمعت بين الأمان و الخوف....
قاطع أفكرها هو :
_البسى زى ما تحبى يا تُقى كده كده أى حاجه بتبقا حِلوه عَليكى....
الخجل سيطر عَليها شدت على الكوبايه فى مُحاوله أنا تبعد كسوفها...
بص لساعته بَعد ما تابع خجلها المُحبب لقلبه..:
_المَفروض نروح الشِركه دلوقتى...
جَعدت حواحبها بتعجب قاطعه هو..:
_أنا هَعلمك تديرها إزاى و هَفهمك الشُغ ده طلب والدك...
جاوبته بنفى..:
_بس أنا تَخصصى مُختلف!...
جاوبها فى نفس الوقت..:
_و أنا هِنا عشان أعلمك...
جاوبته بخوف و براءة..:
_مش شايفه إن ليا لازمه طلامه إنتَ بتديرها...
_بَس أنا مِش هَفضل موجود على طول هيجى اليوم الى همشى فيه و اشوف حياتى و افتح شركتى و أنتِ هَتعملى نفس الحاجه...
غصه علقت فى حَلقها و شعُر موجع داهمها هى خايفه ...انه يسبها تانى و خايفه تتعامل مع البشر هى مِش هتقدر لما لقت الإصرار فى عينه قالت متحججه :
_بس أنا عَندى رهاب إجتماعى اكيد بابا قالك...
_و عشان كده هتعتزلى العالم؟!....
شاف طبقه الدموع التكونت فى عنيها...
اعتدل فى جلسته و قال بهدوء..:
_أنا هَبقا معاكى بِصفتى أبن عَمك قَبل ما أكون الواصى ليكى.... هبقا ريان الى كان بيخلى باله عَليكى ....
نطقت بإنفعال مهزوز..:
_مش هَتعرف فى حاجان كتير أتكسر و أتغير جوايا...
فاجئها لما قرب و حضن كَفها بإيده و بدأ يمسح عَليه بِرفق...و اتكلم بنبره عَميقه...:
_و أنا هَسعدك يا فسدقه رغم انى مش شايف حاجه مكسوره إلا أنى هحاول أصلحها....
**********
كانت ماشيه جمبه و لازالت تحت تأثير كلامه هو قالها فسدقه؟!...لسه فاكر دلعه لِيها؟!...
و قَف قُصاد الأسانسير مِستانيها تدخل بصتله بَعد ما فاقت مِن شرودها....
هو عايز تركب معاها الأسانسير لوحدهم؟!....
قالت بسُرعه و خوف..:
_أنا بخاف من الأسانسير هطلع على السِلم....
جاوبها ببرود..:
_هتطلعى 77 دور...
شهقت بِصدمه..:
_ياخبر 77؟!...
أومئ ليها ببرود و هو بيحاول يِخفى إبتسامته دخل الأسانسير ...:
_هتركبى ولا هتطلعى على رجلك؟....
وقفت ثوانى و هى بتتغط على شفايفها بِحيره...
وقبل ما يِقفل رمت نَفسها فى .....و هْنا إبتسامته ظهرت كانت حشره نَفسها فى الحِطيه و هو مَحبش يقرب عشان ميحصلهاش حاجه...
كانت بتلزق فى الحيطه كُل ما بتطضر تِمشى مِن جمب حَد ....
قال بِسُخريه و هو شايفها حَشره نفيها ازاى فى الحيطه...:
_أوعى تخشى جواها بالغلط...
رمقته بضيقه و هى بتعانى عشان توصل للمكتب ....
شاور ليها ...
_ده مكتبك و الى هِناك ده مَكتب رزان...
همهمت ليه و بدأ يِعَلمها الشُغل الى كان صَعب عليها
*************
_ليه يخدها هى لوحدها؟!...
كانت "رزان" بتتكلم بِغَضب و حِقد ...
_هيقرب مِنها و يسبنى.....
من شدة غضبها حدفت كوبايه كَعدتها لَما تِغضب...
قربت مِنها الخادمه بسُرعه و خوف..:
_ماذا حدث سيدتى؟!....
جاوبتها بغضب..:
_حادثى ريان أجعليه يأتى حالًا أخبريه أنى مَريضه...
فركت يدها بتوتر و نبست..:
_لكن سيدى سيغضب إذا عَلم أنى أكذب....
رمقتها بِغضب و قربت من الإزاز المكسور حطت قطعه بين إيديها و قفلت عَليها لحد ما جابت دم تجاهلت صوت الخادمه القلق و شهقتها المَصدومه....:
_أصبح لديكِ سبب حتى تُحادثيه.....
*************
لى أول مَره من زَمن متبقاش مرعُبه هى خايفه لكن مش زى العادى....قاعده بتاكل مَعاه على ترابيزه واحده و فى نَفس المَكتب....
ابتسامه صُغيره ظهرت عليه لما شاف الكوره الى جابهلها فى شنطتها
قال بَعد ما لأحظ أنها بطلت أكل .....:
_شِبعتى...
همهت ليه بِصمت و هى حاسه بِخجل .....
ثوانى و سمعه خبط عَلى الباب فتح هو و أخد كيسه و حطها قُصادها سألته بتردد...:
_أيه ده ؟!....
لبس چاكته بَعد ما لقى إتصال بإسم الخادمه الى فى الڤيلا....عَرف ان فى مُشكله..:
_لَما تروحى ابقى شوفى....
**************
سأل الخادمه علي "رزان" بَعد ما "تُقَى" طَلعت أوضتها...
طلب مِن الخادمه أنها تَخليها تِنزله فى الصاله ....
أتعجبت "رزان" من امره هو فى العادى كان هيطلع يشوفها و يطمن؟!...
نزلتله و هى جواها ضيق لكنها حاولت تتجاهل ده و قَعدت على مقربه مِنه بِصمت...فا أتكلم هو بعد ما لاحظ أيديها الملفوفه بالشاش.:
_أيه الى خله النوبه تجيلك؟!....
جاوبته بهدوء...:
_أنتَ السبب يا ريان....أهمالك ليا و إهتمامك بيها وصلنى لكده ليه بِعدت عَنى؟!....
إتنهد بكآبه و قال...:
_أنا مبعدتش يا رزان لكن أنتِ الى بقيتى غريبه أنا مش عدوك و لا تُقَى عدوتك أدى الى حواليكى فُرصه أطلعى من القوقعه الى انتِ فيها ....
قَرب مِنه و مَسكت أيده عيونها إتملت بالدموع..:
_أنتَ بَقيت قاسى ليه كَدا يا ريان؟....أتغيرت معايا ليه ؟....عشانها هى صح عشان ظهرت فى حياتك ....طب و أنا يا ريان..
سحب أيده مِنها و ربت عَلي كفها بِخفه...:
_أنتِ أختى الصُغيره يا رزان...
قاطعته هى بسُرعه...:
_طب و هى؟!...
إتنهد بضيق مِش عارف يقولها أيه مِش عايز يزعلها اكتر لكن مِش عايزه تعيش فى وهم...:
_أنا عُمرى ما أعتبرتها أختى...
بإجابته دى كأنه بيثبت ليها الأفكار الى بتدور فى بالها بطريقه غير مُباشرة...
أسترسل كلامه لما لقى حُزنها...:
_أنتِ عندك أطيب قَلب يا رزان متخليش حقدك يغيرك أنا عايزك ترجعى رزان القَديمه الى أنا ربتها مش عايز النسخه الوحشه دى مِنك....يا رزان...
************
فَتحت الكيسه بِحماس و لقت فِيها المكسرات و الفسدق الى بتحبه !....يَعنى هو لسه فاكر؟!...
و غصبًا عَنها إبتسامتها إتسعت اكلت أول حبه بإبتسامه خجله ....هى مش فاهمه شعورها لكنها فرحانه بإهتمامه بيها ....
جاوب على تليفونه بعد ما سمع رنته ..:
_فى ورق مهم اتسرق من المكتب يا مستر ريان و اخر حد دخل كانت الأنسه تُقَى....
إعتدل فى قعدته و استمع لبقية الحديث..:
_الكاميرات جايبه أن الملف كان فى أديها من شركة اوجست .....
صمت لثوانى و أفتكر انه سابها فِعلا فى المكتب لوحدها ..:
_بس ده مِش أول ورق يتسرق الملفات بتختفى مِن قَبل ما تيجى فى حد بيعمل كده و لو مسكته مِش هسيبه....
قفل الخط و هى بيتنفس بصوت عالى و الغضب سيطر عاليه المعلومات بتتسرق مِن الشركه بطريقه مِش طبيعيه مين بيعمل كده؟!....مَهما يدور مش بيلاقى حد !....
*********
بَعد يومين كان بيدور فِيهم بأقصى من عنده الموضوع اتحول لشخصى ازاى حد بيقدر يسرق المَعلومات مِن مَكتبه؟!....
كانه مِتجمعين على السُفره و معاهم شخص جديد "مُصطفى".....
بَص "مُصطفى" ل "رزان" و قال..:
_أنتِ بقا رزان؟...بنت عَمى ممدوح....
رمقته "رزان" بقليل مِن الحِده.....و مجوبتهوش..
فا إتدخل "ريان" و قال ببرود...:
_أنتَ قاعده فى فرنسا كتير؟!....ايه خلاك تسافر اصلا...
إتنهد "مُصطفى" بضيق...:
_أنتَ اكيد عارف أن عَمى ممدوح دخل معايا فى شراكه فى شركتى الجديده عَشان يساعدنى و أنا جيت هِنا عشان أدرها و اخلص إجراءات نَقلها لِمصر.....
همهم ليه "ريان" بِصمت و هو بيكمل أكل ...
فقال "مُصطفى" موجه كلامه ل "تُقَى" الهاديه زياده عن اللزوم كانت بتحاول تتقبل فكره أنه بتاكل مع راجلين غُراب عَنها؟!...الى كان مهديها أن "ريان" مِن ضمنهم...:
_طمنينى عليكى يا توتا عارفه تتأقلمى هِنا و مع أختك الغَريبه دى....
شاور على رزان فى نهايته كلامه فكان تَعليقه على لبسها و تبرجها الصاخب و لا كأنهم بياكله فى بيت....
أومئت ليه و هى حاسه بِخجل من كلامه على "رزان" ....:
_الحمد الله يا مُصطفى ......
الجو مبينهم كان مشحون بالتوتر قاطعه "ريان" و هو بيتكلم بنيه مخفيه..:
_لما كُنتِ فى الشركه يا تُقَى لقيتى مَلف مكتوب عليه شركة أوجست...
بصتله ثوانى بتحاول تفتكر و قالت بَعدها ..:
_مش فاكره كان فى ملفات كِتير....
همهم لِيها و هو بيقوم و يتجه لمكتب عَمه "ممدوح" الى كان فى الڤِيلا..:
_تعالى ورايا يا تُقَى"...
بصتله بخوف بِسبب نبرته الكانت حاده لكنه وجهلها نظره طمئنها بيها ....قامت وراه بِصمت و مشت وراه....قَفل الباب أول ما دخله و قعد على الكُرسى بهدوء...:
_أقعدى يا فسدقه متخفيش.....
قعدت بتردد و هِنا شاف الكوره الصُغيره فى كَفها ....الأمل أتسرب لقلبه أكتر هى بتستعمل هديته !....و بتحاول تتجنب نوباتها ....
أردفت بتردد..:
_هو فى حاجه؟!...
اصدر صوت بيدل على الرفض من بين شفايفه و قال ..:
_لاء كُنت عايز أقعد أتكلم معاكى....
************
إستقامت مِن مكانها عشان تشبع فضولها و تتخلص مِن نظرات "مُصطفى" الى كانت بتحرقها
قال بسُخريه..:
_القعده فى فرنسا خلتك متحترميش الضيوف و لا أيه؟!...
رمقته بإحتقار و كَملت طريقها لِبعيد عَنه ....
إبتسم بجانبيه عَليها و جواه شعُر من التحدى بيكبر......
كانت واقفه بتسمع "ريان" و هو بيكلم "تُقَى" بِحده....
_أنتِ أخر حَد شاف الملف و من بَعدها أختفى...رجعى الملف النهارده يا "تُقَى" و هتعامل و لا كأن حاجه حصلت...
إبتسمت "رزان" بإنتصار و هى سامعه أتهام "ريان" لِيها .....
_بتلمعى الأوكر ولا أيه؟!...
إلتفت بسُرعه و خوف لما سمعت صوته من وراها لدرجه إنها كانت هتقع.....
ساندها هو بدراعه بسُرعه و إبتسم بسُخريه على فجعتها و قال...:
_هو فى فرنسا عادى نتصنت على الناس؟...
قَبل ما تجاوب سحبها هو لبعيد عشان محدش ياخد باله مِنهم مُجرد ما بَعده سحبت أيديها مِنه بِحده..:
_إبعد عَنى يا مجنون أنتَ...
بصلها "مُصطفى " و قال بهدوء و هو بيقرب مِنها بطريقه وترتها...:
_مجنون؟!...
مَثل التَفكير و قال بَعد ثوانى..:
_سَمعتها فين قبل كِده؟!...
أدعى أنه أفتكر و اتكلم بِحده..:
_آه....أنتَ مجنون أزاى تخش المكتب عَليا كِده؟!...أنتَ مين ؟...فين الأمن أزاى سمحه لواحد زيك أنه يدخل؟!....
كان بيتكلم و هو بيقلد طريقتها المُتعجرفه إتسعت عيونها بِصدمه لما أفتكرت كلامها هى قالته ليه لَما دخل مكتبها فى الشركه كان شكله داخل مكتب غَلط لكنها طلعت ضيقتها فيه و طلبتله الأمن كَمان!....
إبتسم بسُخريه لما تابع صدمتها....فأتكلم...:
_نظراتك دى معاناها إنك أفتكرتينى ....
طالعها من فوق لتحت و قال بإزدراء...:
_إرتباكك لَما شوفتك و أنتِ بتسمعيهم يثبتلى حاجه واحده...
قَرب مِنها أكتر لحد ما لزقت فى الحِيطه و أتكلم بهدوء..:
_تُقَى عُمرها ما هتاخد مَلف لإن ملهاش مصلحه هى أصلا مش بتفهم فى الشُغل ده ...أنما أنتِ أكتر حد مُستفاد....فا يترا هترجعى الملف و لا هتعملى أيه؟!...
دافعته باضب لكنه متحركش مِن مكانه و قالت بإنفعال..:
_أيه الى أنتَ بتقولو ده أنا استحاله أعمل كده...
همهم لِيها برفض و هو بيدقق فى ملامحها ..:
_شخصيه عدوانيه بترفض حد يقرب مِنها طيبه مع الواثقه فيه و القُريب مِنها بس......
إسترسل حديثه لما نظراتهم إتقابلت مَع بَعض..:
_محمله والدك الذنب هو و تُقَى عندك حقد من نحيتها لدرجه أنك عايزه تطلعيها من حياتك بأى طريقه خايفه تسرق أقرب الناس ليكى.....لَكن الى بتعمليه ده غَلط متربطيش ذنب عَمى بعلاقتك الأخويه مع تُقَى زى ما كان بيسيبك كان بيسبها عشانك ....قضت عُمرها كله نفسها فى أخ أو أخت ليها ......حَاولى تدى لنفسك فُرصه أنك تتقبليها فى حياتك أطلعى مِن و حدتك دى....
بَعدت نظراتها عَنه بَعد ما إتملت بالدموع و قالت بِحده..:
_و أنتَ بقا دكتور نَفسى عشان تقول كده...
إبتسم بإتساع و هو بيبعد عَنها و بيطلع كارتين من جيبه عطاها أول واحده كان مكتوب فيه أنه دكتور نَفسى..:
_عندك حق أن دكتور نفسى فِعلا...
عطاها الكارت التانى و هو بيخص شركته الجديده و كَمل بِمرح...:
_ورجل أعمال كمان....اصلى تعبت من شغلانه الطب النفسى دى زهقت مِن مشاكل الناس قولت انا مش ناقص هَم فوق هَمى....
ضغطت بإيديها على الكارت و قالت بتعجب مِن طريقته..:
_أنتَ مِش طبيعى أكيد مجنون....
إبتسم على كلامها...:
_فِعلا أتجنبت مِن كُتر التعامل مَع المجانين الى زيك......
دفعنه بقوه فى صَدره و هى بتبعد عَنه..:
_أنتَ مش طبيعى ...
تابعها بتسليه و هى ماشيه و اتكلم بإستفزاز..:
_و لا أنتِ دى چينات فى العيله ....ابقى رجعى الملف مكانه لحسن يجيله برد من القعده لوحده
إلتفتت ليه و رمقته بِغضب قابله هو بإبتسامه متسعه....
******
نفث الدُخان من سجارته و قال بغيظ..:
_مُصطفى مطلعش جنانك عَليا عَملت أيه؟!...
بص "ريان" بصمت و قال..:
_تعرف أنى مش بطيقك يا ريان...
إبتسم بسُخريه ..:
_شعُر مُتبادل ....
رمى "ريان" سِيجارته و استرسل حديثه..:
_أنا كلمتك عشان عارف إنك مُعجب أو مُنجذب ل "رزان" مش طبيعى انك تدور وراها و تراقبها من بعيد و تطلع مش بتحبها....
جاوبه "مُصطفى" بإستفزاز..:
_اصلى هعمل ماجستير عن المجانين و لاقتها اكتر واحده لايقه...
نفخ "ريان" بغضب من سُخريه "مُصطفى" الزايده عَن حدها ...:
_رزان فاكره ان الجواها ليا ده حُب ....طول عُمرها مفيش غيرى فى حياتها الى جواها ده وهم مِش أكتر.....
_ودى لعبتك يا "ريان" أنك تِعلق الناس بيك و بَعدها تِبعد ....خليت "تُقَى" متشوفش غيرك خلتها بدل ما تتصرف لوحدها ترجعلك الاول و أنتَ الى تتصرف خلتها تكبر و هى مش بتعرف تتصرف أو تتحكم فى حياتها عشمتها انك اخوها و هتفضل معاها لكنك سبتها فى نُص الطريق منكرش انى كُنت مُنجذب ليها لكنها كانت حاطه نفسها فى صندوق إزاز مِن بَعدك شايفها لكن مش عارف أقرب مِنها......
أسترسل كلامه بسُخريه..:
_شكلى هفضل الملم من وراك يا ريان...
زفر "ريان" بإختناق حاسس بثقل فى قَلبه لفكره أنه كان السبب فى أذاها لكنه كان غَصب عَنه !....
قَعد جمب "مُصطفى" و قرر أنه يفصح عن الى فى قَلبه و الى كان حبسه مِن سنين...:
_كان غَصب عنى يا مُصطفى....عُمرى ما شوفت "تُقَى" على أساس أنها أختى....عمى ممدوح الله يرحمه كان زى اى أب خاف على بنته لكنه للاسف خاف عَليها مِنى أنا!.....بقا بيضغطنى أنى ابعد عَنها معرفش قله ثقه و لا خوف لكنه وصل انه كان بيمنعنى اقابلها و لما بيشوفنى بتكلم معاها كان بيزعقلى .....مكنتش قادر اتكلم لان بعد موت اهلى هو كان بيساعدنا انا و مريم اختى ...لحدما جه عريس لمريم كُنت لسه طالب فى الكُليه....
ضغطت على قبضته بضيق و كَمل..:
_طالب شغال فى كافتريا اكيد مِش هعرف اشورها فرحه مريم و قتها خلتنى مش قادر ارفض مكنش قُصادى غير عَمى الى هضطر انفذ رغبته فى البُعد عن تُقَى ....
مريم اتجوزت و طلبت انى اسافر معاه عشان ارجلعها تانى ممكن و قتها عَمى يتقبل حُبى ليِها و الحمد الله قَبل ما يتوفى طلبت إيديها مِنه كُنت بَعمل كُل حاجه عشان أكسب رضاه.....
كان "مُصطفى" بيسمعه بِصمت مكنش يعرف الجانب ده مِن عَمه لانه عُمره ما عَمل معاه كده فقال "ريان"...:
_هو كان بيكرهنى لأن زى ما أنتَ عارف ابويا مش اخوهم شقيق كان مُجرد طِفل جدى اتبناه ....لكِنى منكرش انه اتغير معايا بَعد كذا سنه مِن السفر بقيت انا دراعه اليمين و صندوقه الأسود....
محبش "مُصطفى" يعبر عن حُزنه عشان ميديقهوش لكن جُزء من جواه كان حزين لانه كان عارف حُبه ل "تُقَى" الى كان اتحول مره واحده لقسوه و تجاهل...
_طب ورزان...
جاوبه "ريان" بسُرعه..:
_مفيش اى حاجه بنا هى بس متعرفش غيرى و ده بقا دورك يا مُصطفى لو بتحبها بِجد حاول عشانها رزان مفتقده حاجات كتير ....الله يسامحه عَمى .....
و قف "مُصطفى" و طبط على كتفه و قال و هو بيبص للنحيه التانيه...:
_سيب الموضوع ده عَليا أنتَ برضو عارف ابن عَمك البنات بتموت فيه...
ضحك "ريان" بخفوت على كلامه و وقف قُصاده..:
_و انا واثق فيك ....
و بحركه كانت غير متوقعه حضنه مُصطفى و ربت على ضهره...:
_متضيعهاش من إيدك يا ريان كفايه كده تُقَى محتجالك....
إبتسم "ريان" بخفوت على حركته و هو حاسس برعشه فى جِسمه مش فاكر اخر مره حد حضنه كده!....
بعد "مُصطفى" عنه و قال..:
_الملف هيرجعلك النهارده ....
*******
كان "ريان" بيراقب من الكاميرا التحركات الى فى الشركه مستنى "رزان" هو بقا متأكد ان هى الى بتسرب المعلومات كأنها كده بتنتقم مِن بابها بأنها تخسره شِركته ....
و قف مِن مكانه بسُرعه و هو شايف حد لابس اسود و مدارى وشه داخل مَكتبه و بحركه سريعه مِنه دَخل المكتب وراه و قَفل الباب...
إلتفتت ليه بِخضه و هى بتشد على ماسك وشها..:
_اقلعى الماسك يا رزان...
ارتعشت مِن الخضه و قبلها كان هيقف من شده التوتر و الخوف...صاح فيها بصوت عالى..:
_أقلعى الماسك يا رزان اخلصى...
لَما أدركت أن مافيش مهرب نزلته بإيد مُرتعشه إبتسم بسُخريه بَعد ما كشفت و شها...
كان عَنده أمل أن متكنش انتِ...:
_اكتر مِن ست شهور بتسربى معلومات الشركه سبتت خساير كتير كُنت عايزه تشوفى حُزن ابوكى على شركته ؟!...أزاى هان عَليكى....
صاحت فى بِحده و دموع..:
_زى ما أنا هُنت عَليه خبانى عن الناس كُلها و لا كأنى عندى مرض مُعدى بَعدنى عَن حياته عشانهم هُما عشان عيلته التانيه الفلوس دى كُلها كانت ليهم مِش ليا ....
جاوبها "ريان" بنفس حِدتها..:
_غبيه ليه مِش قادره تِفهمى انه زى ما كان بيسيبك كان بيسبها عشانك هو قصر فى حقك لكنه كان بيحاول عشانك الورث كتبه بالنص مابينكم بالعدل مفرقش بينكم طلب انى اجمعكم فى بيت واحد عشان تبقه سند لبعض انما أنتِ عَملتى ايه؟!...
طالعها بإزدراء و هو بيحاول يخلى ضميرها يأنبها...:
_خُنتيه و خُنتينى يا رزان ضيعتى تَعبى و تعبه عشان إنتقام وهمى بنياه بينك و بين نفسك انتِ بتنتقمى مِن نفسك مِش مِنه الحقد عماكى لدرجه انك بتخونى اقرب الناس ليكى...يخساره يارزان يا خساره...
الدموع كانت بتنساب من عنيها زى الشلال حاسه بوخذات فى قَليها نظرته ليها اعتصرت قَلبها أسترسل هو حديته...:
_اخدتى الملف عشان تبقا تُقَى هى الى اخدته و رجعتى دلوقتى عشان اكرها مِش كده و اشوفها خاينه...ليه با رزان تخلى قلبك مليان بالحقده و الكُره كِده؟!....انا مبقتش عارفك خلاص...
جربت من قُصاده بسُرعه مش قادره تِستحمل نظراته ليها هى وحشه للدرجه دى؟!....ليه مَحدش حاسس بيها ليه كُله ضدها كده؟!...
اول ما طلعت مِن مَبنى الشِركه لقت "مُصطفى" قُصادها...كان هاين عَليه يخدها فى حُضنه و يشيل اى ذره حُزن مِن قَلبها...:
_انتِ مِش وحشه الى مريتى بيه مكنش سَهل الحقد مملاش قَلبك أنتِ مافيش أطيب و أحن مِنك ....
دموعها زادت و شهقاتها عَلت هو قال الى كان نفسها تِسمعه مِن حَد هى مش وحشه ...
مسح دموعها بِحنان و قال..:
_أنتِ لسه على البر ارجعى لنفسك تانى قبل ما تغرقى أكتر ...
********
إبتسامه خَجله نمت على ثغرها و هى ماسكه ورده حَمرا فى أيديها و هى بتفتكر لما كان فى المكتب....
_أنتِ أخر حَد شاف الملف و من بَعدها أختفى...رجعى الملف النهارده يا "تُقَى" و هتعامل و لا كأن حاجه حصلت...
بَصلته بخوف لما لقتيه بيزعق و هو بيبص نحيته الباب مكنتش تِعرف أنه زعق اول ما شاف خيال حد برا...
أتكلمت بتوتر..:
_فى ايه يا ريان...الملف مِش معايا انا هاخده ليه أصلًا...
فضل ساكت لحد ما لقى الخيال راح....
قَرب مِنها ببطئ بَعد ما طلع ورده حَمرا من الدُرج....أرتعشت لَما حَست بإيده بتمسك كَفها و قربها لشفايفه طبع عَليها قُبله حانيه...:
_مكنش قصدى أزعقلك ...كان لازم اعمل كده لسبب ...
جعدت حواجبها بتعجب و قالت بتقطع..:
_أن..أنا مش فاهمه حاجه....
إبتسم على توترها و قدملها الورده..:
_ده أعتذار مِنى ليكِ ....أتمنى تِقبليه....
ضمت أيديها ليها بَعد ما بَعدتها عَنه....
فقال و هو بيحط الورده فى كَفها..:
_انا لازم امشى لكن لما ارجع هيبقا ورانا كلام كتير..
فاقت من ذاكرتها و هى بتخفى وشها بِخجل ...افعاله البسيطه بتحرك مشاعر جواها هى مِش عارفه أخرتها أيه ؟!...
قاطعها خبط على باب اوضتها...سمحت للطارق بالدخول لتتفاجئ ب "رزان" !....
وشها كان احمر متغرق بالدموع ..:
_انا بكرهك يا تُقَى سامعه؟!...بسببك كُله بقا شايفنى وحشه و حقوده...أنتم السبب فى تدميرى انتِ و هو الى خلتونى بالوحاشه دى بقا عندى استعداد انى أذى اى حَد...
دفعت "تُقَى" بقوه فى نهايه كلامها لدرجه انها اتخبطت فى الحيطه تبعت انهيار "رزان" بِصمت لكنها اكتفت اول ما لقتها بتجيب سيره مامتها تانى...:
_اسكتى بقا...مزهقتيش من كُتر ما أنتِ عايشه دور الضحيه بابا زى ما كان بيسيبك كان بيسبنا بالشهر عشانك لكنى مبقتش زيك هو خلاص مات و سابنا عمل الى عَمله و خلاص الموضوع خِلص ده الواقع...
نهرتها "رزان" بِحده ..:
_اشمعنا انا حاسه بكل الكره ده و مش عارفه اعيش و انتِ شايفه حياتك و عايشه عادى اشمعنا أنا واقفه زى ما انا...
لما لقت نظرات "تُقَى" الصامته غضبها زاد قربت من الترابيزه لما لقت عَليها كوبايه معايه و كانت عايزه تكرر فعلته اول يوم قابلتها فيها لكن "تُقَى"
كانت اسرع بأنها فضت محتوى الكوبايه فى وشها
حطت الكوب على الطاوله بقوه و قالت بحده..:
_عشان انا مش زيك مش هفضل عايشه فى الماضى وحبسه نَفسى فيه بابا غلط و غلط كبير كَمان و ربنا يغفرله لكنه خلاص مات عُمرى ما هكن بالكُره لشخص بين أيدين ربنا فمابلك لو ده ابويا؟!...انا أختك سواء اعترفتى او رفضتى ده ...
مش عيزانا فى حيات بَعض برحتك لما الست شهور يخلصه كُل واحد يروح لحاله لكن خَليكى فاكره أنتِ الى استغنيتى مِش أنا....
كانت "رزان" بتبصلها بصدمه من تصرفها و حدتها المايه كانت مغرقه وشها فقالت بهستريا..:
_اسكتى مِش أنا الى وحشه انتم السبب انتِ بتعملى كده عشان تبقى الكويسه فى عيون الكُل...
أنهت كلامها و هى بتقعد على الارض و رجليها بَقت ضعيفه مِن كُتر الضغط شهقاتها زادت و دموعها حالتها خلت دموع التانيه تنساب على وجنتاها....قربت مِنها بتردد و قعدت قُصادها عشان تواكب طولها فتحت درعاتها ليها بتردد لكن "رزان" فجئتها لما رمت نَفسها فى حُضنها
ربتت على ضهرها و قالت بهدوء...:
_مِش أنتِ الى وحشه يا رزان الدنيا هى الى أذتك لكن متنحرفيش ورا الشعور ده .....
*********
اسبوع عدا علاقتها بى "رزان" اتحسنت نوعًا ما او بقا فى علاقه بمعنى اصح ....
"مُصطفى" مسبش "رزان" كان بيحاول معاها كُل الطُرق....
_انتَ عارف تُقَى هى الى عَملت الكيك علشانك...
بصت لمامتها بضيق و هى بتبعد نظراتها عنه
أتكلم "ريان" بمرح..:
_و انا اقول مالها حلوه كِده ليه؟!...
بَعد نظراتها عنه و هى بتحاول تخفى إبتسامتها
إستأذنت "فاطمه" بإنها هتجيب الشاى عشان تسبهم لوحدهم....
ثواني عدت كانه فى حالت صَمت لاحظت هى الحُزن المُرتسم على محياه....
فركت إيديها بتردد و قالتله..:
_هو أنتَ كويس؟!...
بصلها شويه و ادعى الحُزن و قال..:
_عندى مُشكله فى الشُغل ...
أومئت ليه بحُزن ..:
_متقلقش خير إن شاء الله هتعدى...
نفى ليها و قال ..:
_مش هتتحل للأسف غير فى حاله واحده...
بصتله بإهتمام فإسترسل حديثه..:
_الحل انى اتجوز...
جعدت ما بين حاجبيها و قالت بتعجب..:
_تتجوز؟!...
أومئ ليها بحُزن مُصتنع و قال..:
_فى ديون على شركتى الجديده و شريكى مُصمم انى اتجوز بنته لكن لو لقى انى متجوز أصلًا مِش هيقبل انى اتجوز بنته و القانون كمان مش هيرضى ....
همهمت ليه بهدوء لكن شعور من الضيق داهمها ...يَعنى أيه هيتجوز؟!...و هيتجوز مين ..:
_طب و هتِعمل ايه؟!...
أدعى اللاه مُبلاه و هو ملاحظ ضيقها..:
_مش عارف هدور على عَروسه هَعمل أيه بَقا؟...
حاولت تدراى ضيقها بإنها تِشد على قبضتها أكتر....إتدخلت "فاطمه" مره واحده..:
_تدور على عروسه و بنت عَمك موجوده اخص عَليك يا ريان....
بصت لمامتها بِصدمه تجاهلتها "فاطمه" و كَملت كلامها ..:
_انتَ ياما وقفت جمبنا و جمب المرحوم و دلوقتى جه دورنا و اكيد تُقَى مِش هتعترض...
جاوبها ريان بتصنع..:
_انا مقدرش اطلب مِنها حاجه زى دى انا هدور على عروسه هبقا اشوف حَد مِن ولاد عَمنا ....
و هِنا صدمتها أتحولت لغضب وجهت "فاطمه" كلامها ليها تانى..:
_لا طبعًا يا ريان اكيد تُقَى مش هترفض تساعدك مِش صح يا تُقَى...
فركت ايديها بتوتر اكتر هى مش عايزاه يسبها ايقنت خلاص إنها بِتحبه لكنها خايفه الكلمه الى هتطلع مِنها هتبقا مصيرها معاها يا الفُراق تانى يا اما لقُرب مِنه ...
اتدخل "ريان" و هو نيته يحطها تَحت ضغط..:
_متتغطيش عَليها هى أكيد مِش هتيجى على نفسها عشانى انا هتصرف او هتجوز الفرنسيه دى و خلا...
_موافقه....
نطقتها بسُرعه و مِن غير تَفكير حست إنها اتسرعت لوهله لكنها مش هتقدر على فراقه ....
***********
بَعد شَهر رجعه تانى مَصر
كانت لابسه فُستان ابيض ستان ضيق من فوق و بينساب على جسمها بارز جمالها مع ميكب بسيط
سابت شَعرها مفرود....
_حاسه انه مكنش ليه لازمه انى البس فُستان انا مش عارفه ازاى وافقت أصلًا ....
ربتت "رزان" على كِتفها ...:
_ريان بيحبك يا تُقَى انا واثقه مِن ده...
بصتلها "تُقَى" بِحُزن هى مش واثقه فى حُبه مِش قادره تحدد مشاعرها او مشاعره هى خايفه ...
قَعدت على الترابيزه بتردد وقف مُصطفى جَمبها ..:
_أنتِ عندك أخ بيحبك و بيخاف عَليكى يا تُقَى حتى لو بعدنا فتره مكانتك متغيرتش عَندى انا فى ضهرك...
غصب عَنها عيونها أتملت بالدموع و نبست بتقطع...:
_شُكرا يا "مُصطفى"...شكرا على كُل حاجه...
شَهر كَامل كانت بتروح عيادتة اتغلبت على رهابها بتتوتر لكن مِش زى الأول...
و هِنا شافت "ريان" داخل عَليها مِن بِعيد كان لابس بَدله بيج و قميص ابيض ورافع شَعره لفوق و فى أيد بوكيه ورد أبيض زى ما بتحب؟!...
قرب مِنها بخطوات بطيئه و الإبتسامه مش مفرقه وشه...:
_إتفضلى....
أخدت مِنه الورد بإبتسامه...
عيونه كانت مليانه مشاعر ..:
_انا مشوفتش فى حلاوتك ولا رقتك يا تُقَى شبه الأميرات بالظبط...
إبتسمت بخجل قابله هو بغمزه و هى بيدقق فيها
دقائق و المأذون أعلن فيهم إنها بَقت مراته رسمى ....
مال "مُصطفى" على "رزان" و قال بِمرح..:
_مش كان زمانا قعدين جمبهم دلوقتى..
بصتله بِخجل فقال هو ..:
_هتخفى امتى من جنانك بقا عشان نتجوز يا عسليه..
ضحكت بصخب على كلامه "مُصطفى" بيتعامل مع حالتها النفسيه بطريقه غريبه بيقولها مجنونه لكن عمره ما حسسها بكده..:
_مش هينفع يا مُصطفى كده العيال هيطلعه مجانين لأمهم..
خبطها فى كتفها و اتكلم بشقاوه..:
_مش مهم يا جميل امال انا دكتور نفسى ليه مِش عشان اعالج المجانين ....
*******
_ريان لو سمحت براحه انا حاسه انى هقع ...
حاوطها أكتر و هو بيمشى بيها على الرمله
و بَعد ثوانى و قفها قُصاده تحت ستاير مِن الشيفون الأبيض المتعلق فى الخشب و مِتزين بالورد الأبيض ....بصتله بصدمه ...
و هى بتجوب بعيونها فى المكان
وقفها قُصاده و حاوط كفوفها ....
أخدت نفس عَميق و قال..:
_أنا بحبك و مِن زمان يا فسدقه من لما كنتِ لسه بضفاير .... حق على قلبى يا تُقى انا اسف لو اذيتك فى يوم لكن كان غَصب عَنى مهما اتكلمت مش هوصف مكانتك فى قَلبه انتِ غير الكُل...
عنيها اتملت بالدموع و قالت ..:
_طب ليه سبتنى كُل ده يا ريان ....انا مريت بحاجات كتيره اوى مِن غيرك كُنت محتجالك...
حَس بطبقه مِن الدموع على عنيه و جاوبها بخفوت و هو بيبعد عن السبب الرئيسى عشان ميوحش صوره و الدها قُصادها...:
_خوفت عَليكى منى انتِ كنت لسه صُغيره عمرك ما كنت هتفكرى فيها زى ما بفكر فيكى انتِ مكنتيش شايفانى غير أخ ليكى و بس لو كنت فضلت معاكى هتفضلى شايفانى كده ده غيره انى مكنش معايا حاجه انا سافرت عشانك كُنت بَعمل اى حاجه و انتى فى عقلى و قلبى لانك اهم حاجه عَندى....
الدموع انسدلت على وجنتاها و الحُزن اتملكها كان نفسها يفضل معاها دايما فى حاجات كتير كانت محتاجه فيها...
مسح دموعها بحُزن..:
_لو ليا خاطر عَندك متعيطيش يا حبيبتى لو مش متقبله حُبى مِش هتغط عَليكى ..
اتكلمت بدموع.:
_خطط الجواز دى كانت لعبه مِنك انتَ و ماما صح؟!...
أومئ ليها بهدوء و هو بيضم أيديها لصدره.:
_ده كان الحل الوحيد لانى متأكد من أنك مكنتيش هتقبلى انك تتجوزى الا لو اتحطيتى تحت ضغط احنا مش ضمنين عُمرنا حرام نضيع و قت تانى انا عارف انك بتحبينى بس خايفه لو كنت اتقدملتك مُباشر مكنتيش هتوافقى
انتهد بحُزن و هو شايف سكوتها حاول يلعب على مشاعرها..:
_انا مش هجبرك على حاجه الى عايزه هعمله لو عايزانا نمشى هروحك زى ما تحبى و هبعد عن حياتك و هسافر تانى لوحد...
قاطعته هى بحُضن مُفاجئ حركه جريئه عُمرها ما كنت تتوقع انها تِعملها لكنها حست بخطر انه يسبها تانى!....اتشبث فى حُضنه و قالت و هى مخبيه وشها...
_انا مش عايزاك تبعد و تسبنى تانى يا ريان...مش عارف ايه شعورى ده لكن انت مصدر الامان ليا عايزه افضل معاك على طول ...مِش هستحمل أنك تسبنى تانى...
بَعدها عَنه بُراح و بص لوشها بعين كانت كفيله لوصف الى جواه رفع كفها بعد ما طبع قُبله عَليه و حطها على قلبه الى كان بيدق بطريقه جنونيه..:
_شايفه انتِ عَملتى أيه بحركه صُغيره مِنك تفتكرى ان قلبى ده يقدر يفارقك تانى او يبعد عَنك؟!...
طبع قُبله على و جنتاها بحُب و سند جبينه على جبينها غمضت عيونها مُستمتعه بقُربه ...:
_لو فى كِلمه اكبر مِن العِشق حهديها ليكى يا فسدقه...
طبع قُبله سطحيه على ثغرها ...
إبتسم على صدمتها و قال بمُشاغبه..:
_عرفتى ليه بقا كتب الكتاب؟!...
إبتسمت بِخجل عَليه و هِنا سألها..:
_يَعنى إحنا كِده مَع بَعض صَح؟!...
أومئت ليه بخجل قابله هو بحضن و فى لحظه كان بيلف بيها بقوه...مكنش مسموع غير صوت ضحاتهم الصاخبه....
******
"ليه يلمونى الناس على حُبك؟!... كُل كلامهم مش هيأثر و انا ولا هبعد و لا هتغير....يكمن حتى هقرب أكتر..."
حاوطت كتفه و هى بتغنى بكُل حُب قهق برجوليه و هو متابع شقاوتها ...و قال بمرح و هى بيضمها ليه..:
_انا شكلى اتخميت البضاعه دى مغشوشه فين فسدقه العاقله و الهاديهه..
إبتسمت بدلال و جوبته..:
_الحق عليا بعملك كُل يوم شخصيه عشان متبصش برا...
قربها ليه اكتر و هو بيطبع بوسه على خدها..:
_ابقا اعما لو عملت كده حد يبقا معاه الألماظ و يبص على الفضه؟!...
******
_ميت مره اقولك يا مصطفى ابعد ابنك المجنون ده عن بنتى ...
اتكلم "ريان" بغيظ و هو شايف ابن مصطفى بيحاول يشيل بنته
فقالت "رزان" بضيق..:
_ريان متقلش كده قدامه عشان بيزعل...
فتح مُصطفى درعاته ليها عشان تقعد جمبه و قال..:
_سيبك مِنه المهم إن ابننا مبسوط...
استرسل كلامه بمناغشه و هو بيقرب "رزان" ليه..:
_و لا أيه يا عسليه؟!...
إبتسمت ليه بخجل قابله "ريان" بضيق و قال..:
_مجانين أنتِ و جوزك و أبنك...
_فى أيه يا ريان بتزعق ليه؟...
إبتسم ليها و نسى كُل غضبه فا هى كانت بايته عند مامتها يومين بسبب تَعبها ......
و مِن غير كلام سَحبها من إيديها لأوضتهم...
و أول ما قفل الباب ضمها ليه بقوه سمعت صوت تنهدته المُتعبه...:
_يومين كتير اوى يا فسدقه...
ضمته ليها بحُب و قالت..:
_و حشتنى اوى يا ريان...بس اعمل ايه ماما كانت تعبانه و أنتَ عندك شُغل...
بَعدها عنه و قبل جيبنها بحُب و إشتياق..:
_انا هبقا اكلم طنط و هخليها بعد كده تبات عَندنا...
طبع قُبلات كتير على و شها فقالت بإبتسامه..:
_يلا عشان نطلعلهم عيب كده ..
ضمها ليها و قال بمُناغشه..:
_عيب ايه بس ده أنا...
قاطعته و هى بتحط ايديها على بقه. و بتقول بتحذير..:
_ريان..
قبل كفها الى على ثغره وقال بهيام..:
_قلبه...
تمت
كده تكون انتهت حكايه "تُقَى و ريان"
رأيكم؟...
#بقلم_هَنا_محمود
#الثالث_من_ديسمبر
#روايات_واسكريبتات_مميزة
♥️♥️ .. تمت بحمد الله .. ♥️♥️
اقرأ روايات مكتملة فقط من هنا (روايات كاملة ♥️)
اقرأ الرواية كاملة من هنا (رواية الثالث من ديسمبر)