رواية سر في قلوبنا عبر روايات الخلاصة بقلم همس كاتبة
رواية سر في قلوبنا الفصل الرابع عشر 14
منى بهمس : انا حامل
مروة بصدمة و فرحة : اييييه ؟!!!! حامل ؟؟ و ده خبر يتخبى ؟؟ دي احلى حاجة ممكن تحصلك في حياتك
منى : انا عارفة … بس برضو انتي عارفة عمرو مش عايز خلفة .. و انا خططت للحمل ده من غير ما اقوله
مروة : ايوة صحيح … ازاي حصل الحمل مش كنتي بتاخدي حبوب ؟ حتى عمرو كان بيدهالك بايده
منى بتوتر شديد : انا غيرت الشريط .. بدلته بفيتامينات … عمرو لو عرف هيتجنن
مروة بصدمة : يا انهار اسود … ليه تعملي كدة .. ليه ما استشرتيه قبل ما تاخدي الخطوة دي ؟؟ … ازاي هتواجهيه ؟؟
بدات منى تبكي بهدوء
منى : مش عارفة … لسا ما فكرتش بطريقة … بس خايفة اوي من ردة فعله … انا نفسي ابقى ام .. نفسي اخلف .. بقالي سبع سنين متجوزة و بحلم باليوم الي هجيب فيه بيبي بس عمرو عايز يحرمني من الفرحة دي … قلقانة اوي و مش عارفة هقوله ازاي
مروة : ما تسبيش الخوف ينسيكي فرحتك .. بالعكس هو لما يحس ان الموضوع بجد و هيبقى عنده ابن وقتها هيتبسط … صدقيني هيفرح اوي … بس ما تخبيش عليه اكتر … قوليله باسرع وقت … لازم يوقف جنبك و يساندك
منى بحسرة : ههه …عمرو يوقف جنبي … عمرو عنده انانية باباه … عمي ما سألش على مراته و كان بيعاملها زي ما عمرو بيعاملني دلوقتي … الزمن بيعيد نفسه … خايفة اتوجع … خايفة يسيبني لما يعرف اني اتصرفت من وراه … بدات اندم اني عملت كدة
مروة : لا لا … انتي كلميه بهدوء … دي فرحة عمركم … انتي متخيلة يعني ايه يكون عندك نونو صغير كدة … هو لما يشوف بطنك بتكبر و يشوف النونو على ايده هيتغير 180 درجة … هيحس بالابوة … اولها ممكن يتعصب و يزعل .. بس بعدين هيفرح اوي
قامت منى و هي غير مقتنعة بكلام اختها
منى : هروح اقعد مع بابا شوية قبل ما اروح
مروة بحب : خودي بالك من نفسك و من البيبي .. و اوعي تتعبي نفسك في البيت .. خليكي مستريحة … و ابقي قوليلي امته موعد المراجعة عشان اروح معاكي
ابتسمت منى بسعادة و حضنت مروة … كم كانت بحاجة الى تلك الكلمات .. كلمات تعطيها الطاقة و القوة … تريد دعما مهما كان بسيط
*******
بعد عدة ايام مرت بهدوء تام … بين سكون فريد الذي انطوى على نفسه و لا يخرج من مكتبه لدرجة انه ينام فيه …. و انشغال ادهم و شيرين و ماجدة مع جوري التي لم تستطيع تحمل فكرة غياب غزل و اصبحت عصبية و لا تتقبل احد من عائلتها حتى والدها …. و عمرو الذي قضى اغلب وقته مع رحاب يعاملها كصديقة مقربة حتى اصبحت تطلع على عمله بالتفصيل و تنتظر شفاء ساقها حتى تعمل معه في الشركة … منى كانت تلاحظ تغيير عمرو و لكنها تحاول الا تصدق شكوكها …. نديم بدأ يرسم خطة واضحة لمستقبله بعيدا عن اهله و غزل بجانبه تساعده في كل شيء تقريبا …. و عمار بدا يخطط لضربة قوية لعائلة شاهين تتمحور حول شيرين
في فيلا رجب الخولي
سعاد بحنق : كنت فين كل ده ؟؟؟
عمار بغضب : و انتي مالك ؟
سعاد بجنون : انت ليه بقيت انسان عديم المسؤولية … ما فكرتش حتى تطمن على اهلك … ازاي جالك قلب تسيبنا
عمار باستهزاء : ايه ؟؟ وحشتكم مثلا ؟
سعاد : لا طبعا .. بس احب اقولك ان باباك بقاله اسبوعين في المستشفى
نظر لها عمار بدهشة و قال : ايييه ؟ و ازاي محدش يقولي ؟؟
سعاد : و احنا شفناك عشان نقولك ؟؟ سبت اخواتك البنات يتمرمطو من دكتور لدكتور عشان حضرتك تروح تجري ورا الست غزل
عمار بتحذير : مش وقت خناقات دلوقتي … ما تخلينيش افقد اعصابي عليكي .. ماله بابا ؟ ايه سبب تعبه ؟
ابتلعت سعاد غصة و جلست على الاريكة
سعاد بدموع : بابا عنده كانسر … و الدكتور قال ان مرضه ده من اخطر انواع الكانسر و ممكن يمو..ت بسببه
سرت قشعريرة في جسد عمار … مهما كانت العلاقة سيئة … انه والده … ذهب الى سيارته بسرعة و انطلق باتجاه المستشفى
عندما وصل …. نزل بسرعة و ركض الى الداخل … توقف عند قسم الاستقبال و سألهم عن غرفة والده
توجه بسرعة اليه … وجد اخته الصغرى لجين تجلس في الخارج و هي تبكي بهدوء
عمار : لجين .. ايه وضع بابا دلوقتي ؟
لجين : انت كنت فين ؟؟ بابا تعبان اوي .. الدكتور قال وضعه خطير جدا
عمار : قالك ايه الدكتور بالزبط ؟؟
لجين : مش عارفة تفاصيل كتير … تعال .. هوديك عنده و اساله انت
**************************
لميس : اسمعيني .. احنا قدرنا نفرق بين ادهم و مراته و بنشتغل حاليا على عمرو … و كويس ان نديم اعترف بجوازه عشان نبدا بيه هو كمان ….. دلوقتي انتي هتعملي مهمتين منفصلات عن بعض و دي اوامر محمد مش من عندي
رحاب بتفكير : محمد ! …. ايوة ايه هما المهمتين ؟
لميس بشر : بصي … اول حاجة هنستغل كسر رجلك دي بانك تتعرفي على غزل مرات نديم .. و المهمة التانية معروفة هي عمرو
رحاب باستغراب : غزل ؟؟؟ انا مالي فيها انا مهمتي عمرو
لميس : لا يحببتي مفيش عندي خيار تاني .. انتي الوحيدة الي عارفة السر و انا ما اقدرش ادخل حد جديد باللعبة دي … بس مهمتك مع غزل هخلي ريكو يساعدك فيها
رحاب : طب ليه هيا ذنبها ايه ؟؟
لميس : قولتلك قبل كدة مش عايزة حد من عيلة شاهين يكون سعيد بحياته .. و غزل تبقى مرات نديم يعني هتطفح المر معاه
رحاب : و المطلوب مني ايه ؟!
لميس : اسمعي الي هقوله و ركزي كويس … الهدف اننا ند.مر الثقة بينها و بين نديم … هنصدمه فيها … ريكو هيساعدك بس الاساس هو انتي لو كنتي شاطرة و عرفتي تستدرجيها هننجح
رحاب : برضو مش فاهمة يعني هعمل ايه بالزبط ؟
لميس : الخطة كالتالي … اول حاجة انتي هتتعرفي على غزل .. و تعيطيلك شويتين عشان رجلك مكسورة و تستدرجيها للشقة بتاعتي على انها بيتك
رحاب بصدمة : يا انهار اسود … انتي هتعملي ايه في البت ؟ … لا انا ما اشتركش بحاجة زي دي
لميس : ما تخافيش مش هنعملها حاجة … بس لازم نديم يشوفها مع راجل تاني … عشان يتصدم فيها
رحاب : لميس حرام عليكي .. البنت ملهاش غير سمعتها .. و هي ما غلطتش بحاجة عشان تتعاقب
لميس : رحاب … مش هتصعب عليا بعد كلامك ده … انتي عارفة اني لما بحط حاجة بدماغي هعملها … نديم لازم يفقد الثقة فيها .. عايزة حياتهم تد.مر بالكامل
رحاب : طب و نفترض معرفتش اقنعها تيجي معايا
لميس : انا قبل ما اديكي التعليمات عملت تحرياتي … غزل من النوع الخدوم .. صحيح قوية و شاطرة بس برضو عاطفية و تقدري تضحكي عليها بكلمتين .. بس المشكلة الوحيدة انها مش بتخرج لوحدها كتير .. عشان كدة حطيت وراها مراقبة و باقرب فرصة هنفذ الخطة .. خليكي جاهزي باي لحظة
رحاب : طب و هتدفعيلي كام على العملية دي ؟
***************************
اتجه الى غرفة الطبيب المختص و سال عن حالة والده
الدكتور : عنده سرطان البنكرياس .. و توقيت الاكتشاف كان متاخر … يعني بصراحة .. الحالة حرجة جدا
عمار بصوت مرتجف : يعني ايه ؟؟ هو هيعيش مش كدة ؟
الدكتور : الورم عنده كبير …و البنكرياس عضو حساس جدا … و ده اثر على وظائف الهضم و الانسولين …العلاج محدود .. في امل بالعلاج الكيميائي بس مش شافي تماما
عمار : يعني ايه ؟؟ مش هيرجع زي الاول ؟؟
الدكتور : صعب جدا يرجع زي الاول … احنا هنشتغل دلوقتي على تخفيف الالم .. بس بالنسبة لسنه صعب جدا الشفاء .. غالبا هيعيش من 3 -6 شهور و احيانا سنة بس ده احتمال ضئيل
وضع عمار يده على وجهه يمسح العرق و يحاول ان يمتص الصدمة
عمار : ممكن اشوفه ؟
الدكتور : اه طبعا … بس زيارة قصيرة
اتجه عمار ل غرفة والده وقف على الباب لثوان
كان رجب في حالة صعبة جدا .. هزيل الجسد .. شاحب الوجه … دلف عمار و بدا ينظر له بشفقة
رجب : انت ايه الي جابك ؟؟ روح لحبيبة قلبك … روح و سيب اخواتك من غير راجل عشان غزل هانم … انا مخلفتش رجالة .. يا ريت كانت امك جابت كوم بنات و لا جابتك
اغمض عمار عينيه بقوة و قال بهدوء مصطنع : بابا … حاول تهدا شوية … الدنيا فيها حياة و موت .. حاول تبص لنفسك و تصلح منها … هتاخد معاك ايه لاخرتك ؟؟ … اذيت ناس كتير .. و اولهم اولاد اخوك اليتامى … ازاي هتقف بين ايدين ربنا و انت ظالم ناس كتير
رجب : أوعي تحاول تعلمني الصح… أنا عايش حياتي زي ما أنا عايز… ومفيش حد هيحاسبني غيري… وانت ما تتدخلش في شغلي … مش عايز اشوفك … روح من هنا … اعتبر ان ابوك ما.ت من زمان .. مش عايز شفقتك دي
ادرك عمار ان والده لن يتغير ابدا … حتى و هو على فراش الموت يصارع اخطر الامراض يصر على شره … تراجع عمار ببطىء حتى وصل الباب .. فتحه و خرج بسرعة … استمر بخطواته السريعة حتى وصل سيارته … ركبها و نظر امامه بسرحان .. كأنه يسمع صدى لصوت ضميره …. بدا يتحدث لنفسه …
" كفاية يا عمار …. مش لازم تزعل عليه … هو بتعاقب على اعماله … انا مليش ذنب …. هو اذى ناس كتير … ربنا بيعاقبه بالدنيا قبل الاخرة … بس ..بس ده ابويا !
حتى لو ابويا … هو اذى اقرب الناس ليه … و كان بيستغل ضعفهم … هو الي سرق كل فلوس نزار و غزل و املاك عمي و مراته كمان … عمل المستحيل عشان يفرقنا عن بعض و دمر الصداقة الي بينا …. بس قلبي واجعني عليه … مهما كان ده الراجل الي جابني للدنيا و رباني … لا انا لازم أكون واقعي… مش أنا اللي هعدل طريقه… مش أنا اللي هقدر أغير قلبه… هو مصمم على شره … كل كلمة مني دلوقتي هتزوده عناد
لازم أبعد… وأخلي العدالة الإلهية تمشي في مجراها… هو اللي اختار طريقه… وأنا مش هشاركه في غلطه "
اخذ نفس عميق يحاول اسكات سلسلة الافكار في رأسه …. قرر ان يلهي نفسه بعيدا عن والده … لا يريد ان يراه يتعذب … و لن يستطيع على مسامحته بعد ان اكتشف سره !
****************
في مكالمة هاتفية بين غزل و نديم
غزل : حبيبي .. هتتأخر النهاردة ؟
نديم : ع الاغلب اه … عندي شوية ترتيبات في المعمل و لسه هنزل أشوف الآلات الجديدة اللي وصلت و عندي مليون حاجة في دماغي يمكن اتأخر لاخر الليل .... ليه في حاجة يحببتي ؟
غزل : طب بما انك مشغول .. مكمن انزل اشوف شيرين و جوري .. من ساعة ما سبت بيت اهلك و جوري بتعيط قطعت قلبي .. هنزل اشوفها ساعة زمن و اروح
نديم : ماشي بس هتشوفيها فين ؟
غزل : هنلتقي بكافيه جديد … بس قريب من البيت
نديم : ماشي يا حببتي .. بس خودي بالك من نفسك و كلميني لما تروحي
غزل بحب : اوك يحبيبي ..و انت كمان ما تتعبش نفسك كتير .. هروح البس انا و انزل اقابلهم
نديم بعشق : بحبك
غزل : و انا كمان يروحي
**************************
كان عمرو جالس في غرفته يراجع بعض الاوراق بتركيز
منى: عمرو … انا عايزة اكلمك بموضوع مهم
عمرو بلامبالاة : مش فاضي .. مش شايفة عندي شغل
منى : بس الموضوع ده مهم … و اهم من اي شغل
عمرو بنرفزة : قولتلك مش فاضي
منى : عمرو انا حامل
تجمد مكانه …وقع من يده القلم و رفع نظره لها … تحولت عيناه من اللون البني الى السواد القاتم
عمرو بابتسامة و عدم تصديق : قولتي ايه ؟ …….. يتبع