رواية حكايات جدو إدريس "الواوي" الفصل الثاني 2 بقلم ريتا سليمان
رواية حكايات جدو إدريس "الواوي" الفصل الثاني 2
_وبعدين معاكي يا ميادة يا بنتي استهدي بالله كده، دي تالت مرة جوزك يجي عشان يتصالح معاكي ويرجعك وانتي رافضة، انتي شكلك بعندك ده ناوية تفضحينا بين الناس.
_اني قلتلك شرطي يمه مش راجعة للواوي، الا بعد ما يفسرلي كل حاجة حُصلت، وشفتها من يوم ما اتجوزتوا لحد اللحظة دي، ومش هغير رأي مهمن حصل، وه اخر كلام عندي.
دا كان رد ميادة بعد محاولات كتيرة من الواوي وأهلهُ انهم يرجعوها بيت جوزها، واللي زاد وغطى كمان هي الاشاعات اللي بدأت تطلع على الواوي واهلهُ من سكان المنطقة بسبب هروب ميادة، بعد اقل من شهر من جوازها، ودا واحد من
الاسباب اللي خلت اهل الواوي يحاولوا يرجعوا ميادة للبيت بكل الطرق الممكنة، وبسبب عناد ميادة واصرارها إنها تعرف سر الامور الغريبة والمرعبة اللي شافتها الواوي وعدها يحكيلها كل حاجة، بس ترجع البيت الاول.
وحصل .. وميادة رجعت البيت بعد اسبوعين بالضبط ، بس ميادة اول ما دخلت البيت، حست بموجة هوى سخنة بتحاول تدفعها لبرة، كانت دي اشارة لحاجات كانت على وشك إنها تحصل، وفي يومها بالليل وبعد ما الكل نام،
ميادة قعدت مع جوزها عشان تفهم منه كل حاجة، في البداية الواوي كان متردد، او زي ما يكون خايف. بس عناد مراته ميادة، اجبروا انه يتكلم، في ليلتها الواوي أتنفس بحسرة وقال:
_بصي يا ميادة انا هصارحك وهقولك كل حاجة ومش طالب منك غير انك تقدري وضعي، ولو شفتي ان عيشتك معاية مستحيلة اوعدك اني مش هجبرك تكملي معاية.
هنا ميادة ردت على جوزها الرد اللي طمنه منها وخلاه يحكيها كل حاجة لما قالت:
_انت بتقول إيه بس، وضعك مهمن كان هيكون وضعي أنا كمان وهتقبله بكل الي فيه، دا إني مراتك يعني سترك وغطاك، لازمن تعرف ان مشكلتي الوحيدة معاك كانت احساسي انك بعيد عني، بس لو حكتلي كل حاجة، لو شاركتني مشاكلك، فأكيد هشيل معاك يعني مستحيل اتخلى عنك" ..
الواوي أبتسم ابتسامة رضى، وقال لمراته:
_اصيلة وبنت اصول يا ميادة .. بصي .. أنا من وقت ما اتولد وانا حاسس إني مختلف عن بقية العيال اللي في سني كنت بشوف حاجات هما مكنوش بيشوفها، وكانت تحصل معاية أمور صعب تتفسر، ده غير الست اللي كانت بتظهر ليا دايماً وهي ماسكة في ايدها حبل، مربوط في
أخره خروف اسود، وبرضه مكنش حد شايفها غيري، أمي رمانة هي الوحيدة اللي كانت عارفة حكاية الست دي، لأنها ظهرت لها وقت ما كانت حامل فيا، كمان كنت بلاحظ إني كبرت وعمري ما مرضت او إتعرضت لحادثه وتعورت،
وحتى لو حصلت مشكلة كنت بخرج منها زي الشعرة من العجين، تعرفي .. انا كنت بتعمد اعمل مشاكل واتخانق واضرب واتضرب عشان أحس بالألم، لكني كنت بتفاجئ إن اللي بيضربني بيوقع على الارض، وهو بيصرخ .. وكأنه
اتضرب بدالي، محدش كان بيتجرأ يزعلني او يضايقني لو أنه لو عمل كده، هيتعرض لمصيبة في نفس اليوم، الأمور دي كنت بلاحظها وانا عندي 15 سنة، وبعدما تميت 16 سنة، الحاجات الغريبة كترت اكتر، هنا انا ربطت كل حاجة بظهور الست والخروف، واول ما ظهرت ليا قدامي تاني، أنا جريت عليها وسألتها انت مين؟
ردها بالنسبالي وقتها كان صدمة .. لما قالت لي:
_انا امك، انا اللي كنت سبب انك عايش لحد دلوقتي، انا حميتك من ام الصبيان، اللي كانت سبب موت اخواتك قبل منك، انا كنت براقبك من وانت لسا بزرة في بطن امك البشرية الضعيفة.
الواوي سكت لثواني وهو منتبه لصدمة ميادة، هي كانت مستغربة الكلام اللي بتسمعه، وكان عندها مليون سؤال نفسها تعرفلوا اجابة، ومن ضمن الاسئلة الكتيرة كان في سؤال محيرها ومكنش ينفع يتأجل، ميادة سألت الواوي وقتها عن السبب الحقيقي اللي دفع جنية تظهر لامه، من بين ستات كتير والجواب كان؟
دموع أمي على الجمر ساعة المغربية هو اللي كان سبب حضور الجنية دي.
_طيب ايه سر الاسم اللب هي اختارته ليك من بين اسماء كتيرة ؟.
_يا ميادة الاسم مكنش مهم، الاسم كان مجرد خيط يعني، لما الجنية اقترحت على أمي إنها تسميني الواوي، امي وافقت من خوفها عليا، وموافقتها دي كانت اشبه بالعهد بينهم، كان عهد حماية وكفالة في نفس الوقت، الجنية ارتبطت بيا بسبب الاسم الي هي اختارته بنفسها، وامي وافقت عليه.
_طيب أنا كده عرفت حكاية اسمك وظهور الست دي، ودلوقتي عايزة اعرف إيه حكاية الاميرة اللي انت متجوزها ؟.
_دي بقى يا ميادة الغلطة الوحيدة اللي عملتها من غير ما احسب لها حساب، انا بعد ما تميت 18 سنة كنت مرتبط ارتباط قوي بالجنية أمي، لدرجة كنت بروح عشانها المقابر كل ما فترة غيابها عني تطول اسبوع او اكتر، وبسبب ترددي للمقابر ابتديت أقابل الكيانات اللي هناك، الجن السفلي وخدام السحر وسكان المقابر، كنت بشوفهم
ويشوفوني، ومحدش منهم كان بيتعرضلي بالضرر، والسبب هو حماية الجنية امي، للاسف الوضع مستمرش كتير، في مرة رحت المقابر زي عادتي، لكن المرة دي امي مكنتش موجودة، دورت ولفيت المقابر كلها شبر شبر، من غير فايدة، والاغرب ان رؤيتي للكيانات اتحجبت تماماً، كنت مستغرب، وشعور الخوف والوحدة زاد عندي، كنت
ماشي وسط ظلمة المقابر كنت بتلفت يمين وشمال زي العيل التايه، عدت حوالي ساعة وانا ماشي بلف حولين نفسي وسط المقابر المظلمة وهنا سمعت صوت خطوات جاية نحيتي، اتلفت لقيت رجل شبه عريان، هدومه كانت متقطعة وكان ماسك في ايدو عصاية، ملامحه كانت غريبة، دقن طويلة، نحيف واسنانه صفرة، من الاخر كان شكله كانه شيطان، لما شفته رجعت خطوتين ورى، هو كان مركز
نحيتي ومبتسم بشكل مستفز، مكنش قدامي غير إني اسأله وافهم هو عايز مني إيه، وهنا قالي حاجة غريبة، الرجل قال وقتها:
_هااا يا واوي، أنت شكلك بتدور عليها مش كدة ؟.
رديت بقلق وتردد وقلتله:
_با بدور على مين، مش فاهم قصدك ايه؟.
_اقصد الجنية أمك، اللي كانت بتحميك من وانت عيل في اللفة.
_وهو انت تعرف هي راحت فين.
_اه .. انا عارف هي فين، هي بتتحاسب دلوقتي لأنها مكنش ينفع تعمل اللي عملتوا من غير اذن.
_تتحاسب... تتحاسب ليه، وهي عملت إيه عشان تتحاسب، ومين اللي هيحاسبها اصلاً ؟.
_لا .. هي من نحية عملت، فعملت كتير اوي، دي كفاية ظهرت ليك اكتر من مرة، مكنش ينفع تظهر كتير لحد من جنسكم من غير اذن.
_طب دلني على مكانها، عايز اشوفها.
_مش هينفع ادلك، بس هينفع اخذك لهناك لو حابب؟.
الرجل الغريب قال كلامه ده وانا شايف جوى عنيه لمعة شر ومكر، كنت خايف، بس في نفس الوقت كنت حابب اشوف الجنية أمي، وافهم إيه اللي حصلها، ورغم خوفي وترددي، مشيت ورى الشخص ده، كنت زي المنوم، مشيت كتير لحد ما وصلت لقبر مفتوح، وهنا الرجل دخل القبر، او زي ما يكون القبر بلعوا، كل دا حصل قدامي، كنت سامع صوته
بيطلب مني ادخل القبر، والصوت كان بشع بس بعد دقايق إتحول لصوت ناعم ورقيق، كان صوت ست، ولما جيت ادخل القبر، سمعت صوت تاني من برة القبر، والصوت دا كان بيطلب مني اخرج من المقبرة بسرعة، الصوت كان جاي من حتة بعيدة، اللتفت لمصدر الصوت، ولما حاولت امشي، حسيت بأيدي كتيرة مسكت في رجلي وحاولت تسحبني
بالعافية لجوى القبر، بدأت اعافر واحاول افلت منها، لغاية ما لقيت ايد مسكتني من دراعي وسحبتني بقوة، وساعاتها بس قدرت افلت من الايادي الكتيرة اللي كانت ماسكة فيا، هنا فتحت عيني، لقيت اثنين رجالة بيحاولوا يطلعوني من قبر كان مهدوم، أنا اكتشفت إني كنت نايم جوا قبر قديم ومعزول او شبه مهجور، فضلت باصص ليهم، وانا مش فاكر حاجة، واللي عرفته بعدين، ان دول اخوات دخلوا المقابر،
عشان يدفنوا طفل اتولد ميت وبالصدفة شافوني نايم في القبر المهدوم، في البداية افتكروا إني ميت، بس لما ركزوا انتبهوا إني بتنفس، وبعد لما رجعت للبيت، عرفت كارثة تانية عرفت اني كنت مفقود بقالي يومين، وأهلي وكل اللي في القرية كانوا بيدوروا عليا، مكنش فاهم او مستوعب
اللي حصلي، انا كنت لسا سامع صوت الست اللي كلمتني من جوى القبر، كانت بتنادي عليا بأسمي وتقول:
_تعال ارجع، انت مش عايز تشوف أمك، مش نفسك ترد الدين اللي عليك، ارجع للمقابر، تعال ساعدها هي محتاجه لك.
استمر الصوت ده معاية لمدة ثلاث ايام، وبعدها أختفى، لكن اللي حصل بعدين كان اسوء، كنت بشوف منامات غريبة، وكانت بتتكرر معاية، حلمت في مرة ان شباك اوضتي خبط وقمت من فرشتي وفتحت الشباك، وهنا لقيت بنت كانت غاية في الجمال كنت مركز معاها، ومش قادر
اشيل عيني من عليها، لحد ما البنت دي اتكلمت، و كسرت حالة الذهول اللي عندي، وطلبت مني طلب غريب، طلبت اني امشي وراها، ومن غير اي تردد نطيت من الشباك، ورحت زي المنوم ماشي وراها من غير حتى ما افهم هي مين وعايزة مني إيه، فضلت ماشي وراها وانا فاقد
السيطرة على كل حتة في جسمي، لحد ما وصلنا القرافة، البنت دخلت القرافة وفضلت ماشية لحد ما وصلت لقبر مجهول، هنا طلبت مني احفر القبر ده، وحصل ومن غير حتى ما اسأل ليه وازاي، رحت احفر تراب القبر بظوافري حفرت كتير لحد ما كفن الميت خرج، بعدها هي قربت من القبر بأبتسامة خبيثة، نزلت لحفرة القبر واخذت حتة من الكفن وقالتلي:
_لحد هنا ومهمتك خلصت، يلا ارجع البيت، واوعى تحكي لحد عن اللي حصل هنا مفهوم.
كنت بعد كلامها ده بصحى وانا نايم في فرشتي، كنت بفتح عيني كل يوم الصبح وانا مرهق وتعبان كنت بفكر ازاي كل ليلة بشوف نفس المنام، بنفس التفاصيل، عدا طبعاً تفصيلة القبر، بصراحة كل منام كنت بحفر قبر مختلف عن التاني، استمرت المنامات دي لمدة شهر كامل، لحد ما في يوم
رحت الجامع عشان احضر خطبة يوم الجمعة زي عادتي، هنا اتفجئت بالشيخ بيقول، ان في ظاهرة حصلت من ايام في المقبرة، الظاهرة دي كانت نبش القبور في حد مؤذي بينبش القبور وبيقطع الاكفان ويمثل بالجتت بتاعت الميتين بطريقة مهينة، معرفش ليه لما الشيخ قال كده انا خفت وافتكرت الاحلام اللي كنت بشوفها بعد ما الخطبة
خلصت، وفي نفس اليوم بالليل حاولت انام معرفتش، كنت قلقان وخايف وفجأة سمعت الشباك يخبط ، وقتها انا اتفزعت وقلبي كان هيطلع من مكانه، قمت بتردد وفتحت شباك اوضتي مكنش في حاجة، قلت بيني وبين نفسي، اكيد ده وهم ومش حقيقي، روحت نحية فرشتي ونمت
وانا بفكر في موضوع نبش المقابر وانا بجاهد إني اطرد من بالي فكرة ان نباش القبور هو انا بس اول ما رحت في النوم، إتكرر نفس المنام، ولحسن حظي ان المرة دي كنت مركز اكتر في التفاصيل، لدرجة اني بعد ما صحيت الصبح بدري، أول حاجة عملتها بصيت على صوابع إيدي وهنا
شفت تحت ظوافري كمية تراب كبيرة، كان تراب لونه أحمر، كان واضح إنه تراب مقبرة، فزيت من مكاني وانا مش قادر استوعب سبب وجود التراب تحت ظوافري، رغم دا كنت محتاج دليل اكبر عشان اقتنع، ومكنش قدامي غير إني اروح المقبرة وتحديدا المكان اللي شفته في المنام، وحصل ورحت لنفس المكان عشان اتصدم من المنظر،
لقيت القبر محفور والكفن ظاهر، نفس المنظر اللي شفته في المنام بنفس التفاصيل، مأخذتش وقت عشان افهم اني مكنش بحلم، كنت فعلاً بروح المقابر وبنبش قبور الناس الميتين.
ميادة كانت مصدومة ومش عارفة تنطق، لكن في نفس الوقت كانت حابة تعرف إيه السبب، او الهدف من إن الجن يخلي الواوي يحفر مقابر الميتين والرد كان كالاتي، الواوي قال:
_انا بعد ما عرفت حقيقة، اني طول الشهر مكنتش بحلم، قررت اطلب المساعدة من شخص صاحب خبرة بالحاجات دي، رحت لشيخ اسمه ( جبران ) وحكيتله كل حاجة وهو ساعدني، عملي حجاب تحصين وطلب مني البسه ديماً،
الحجاب إتسبب ليا بضيق مكنش معروف سببه، كانت عندي رغبة شديدة إني اولع في الحجاب، بس قاومت شعوري، وفي نفس اليوم بالليل، سمعت صوت غليظ ومخيف بيكلمني، قالي بنبرة غضب:
_انت بتتحدانا، فاكر ان حتة ورقة هتحميك من اذانا وقوتنا، لو فاكر اننا ضعفا تبقى غلطان.
لما سمعت الجملة دي بشكل واضح، إتأكدت ان الحجاب له تأثير عليهم، المهم بعد ما نمت شفت منام غريب، شفت نفسي ماشي وسط المنطقة بتعتنا البيوت كانت فاضية
تماماً من البشر، كنت ماشي لوحدي، وفجأة سمعت خطوات ماشية وريا، لما اللتفت لقيت خروف اسود، كان باصص ليا بنظرة غريبة، مكنتش فاهم معناها، رحت متجاهل وجوده ومشيت، واول ما عملت كده سمعت صوت بيقولي:
_استنى .. انا عندي رسالة ليك.
بصيت عشان إفهم الصوت ده جاي منين، لقيته جاي من نحية الخروف الاسود، وهنا الخروف أتكلم بطريقة أشبه بالتواصل الذهني وقال:
_خلي بالك منها، هي بتتحكم فيك، بتجبرك تنبش قبور الصالحين وتدنسها، وكل دا بسبب انك استغليت عاطفة جنية من خدامها، الجنية دي هي أمي، اللي قررت تتبناك وتحميك من اذى ام الصبيان وسكان العالم الاخر، كان
ممنوع على أمي إنها تقدم ليك خدماتها من غير مقابل، هي حالياً بتتحاكم بسببك، لو عايز ترد جزء من الدين اللي عليك لازم تقدم الولاء للجنية الي بتظهرلك حالياً، بكده هتقدر تكسبها.
سمعت الكلام ده وفهمت إني لازم اكلم الجنية وافهم طلباتها إيه بالضبط، صحيت وانا لسا سامع الصوت جنبي، وفي نفس اليوم قررت اروح المقابر، وحصل ورحت هناك بعد نص الليل، ومن غير ما حد يعرف دخلت وإتمشيت
نحية قبر لشخص كان لسا مدفون من ساعات قليلة، قعدت احفر في القبر لحد ما طلعت الكفن، قطعت حتة منه رفعتها في الهوا، وإتكلمت بصوت مسموع وقلت:
_عايز اتكلم معاكي، أنا عارف انك سمعاني وشيفاني، عايز اعرف طلباتك إيه ؟.
والرد متأخرش كتي، في نفس اللحظة اللي قلت فيه كلامي ده هبت نسمات هوى، شايلة ريحة عفن المقابر وجثث الميتين، مع صوت انثوي خلاب .. رد عليا بنبرة كلها ثقة وقال:
_طلبات.. طلبات إيه اللي هتحتاجها وحدة زيي، من بشري ضعيف زيك.
_معناها ليه ظهرتي ليا وليه بتعاقبي الجنية اللي ساعدتني، انا عمري ما ضريت حد منكم، ليه بتحاولي تتحكمي في تصرفاتي وتخليني اعمل حاجات مش واعي لها.
_تقصد ساعة ما خليتك تحفر، لا دا مكنش تحكم مني، ده أمر طبيعي يخص اسمك، وانا استغليت الموضوع شوية، وعموماً لو حابب الامور ترجع زي ما كانت، لازم تكون مملوك لينا.
_مملوك ليكم ازاي، اكفر يعني، ده مستحيل يحصل.
بعد كلامي ده، الجنية فضلت تضحك وبعدها قالت:
_ههههه، الجهل عدو الانسان، مين قالك ان ولائك لينا يعتبر كفر، يعني دلوقتي ولاء الناس لحكامهم يعتبر شرك وكفر، لو دا حقيقي، معناها كلكم يا ابناء ادم كفرة مصيركم جهنم.
بصراحة كلام الجنية كان منطقي، أو هي عرفت تتلاعب بأفكاري، وافقت اقدم ليها الولاء، وكان العهد عبارة عن حاجة لازم تتعمل كل ما يظهر هلال اول الشهر، الحاجة دي
هي إني انبش قبر حد ميت بصراحة صغر سني وجهلي منعني افكر، يا ترى دا صح ولا غلط، المهم بعد ما عملت كده، الجنية امي بدأت تظهرلي من تاني، يمكن اكتر من الاول بكتير وأنا شخصياً بدأت اتغير، كنت لما بقف جنب أي شخص بعرف عنه امور كتيرة، ولو كان ملبوس كنت بشوف العارض اللي معاه، ولما بدخل بيت مسكون، بعرف اتواصل
مع الكيانات اللي ساكنة فيه، حتى إني في مرة قدرت اعالج حد أتصرع قدامي بسبب جنية عاشقة، أموري كانت بتتحسن وكنت بكلم الجنية أمي وبسمع منها اخبار كتيرة هتحصل، مين يجي، مين هيروح، مين عمل سحر لمين، ومين سرق مين، حسيت أني بملك المعرفة اللي لو
استغليتها هترفعني للسما، ولما حولت امشي في الطريق ده الجنية ظهرت بشكلها المغري وطلبت مني اجدد العهد معاها، في حال كنت حابب امشي في طريق الكشف والعلاج، بس المرة دي العهد كان مختلف، هي طلبت مني حاجات فيها كفر وشرك بربنا وللسبب ده، انا رفضت
الموضوع، بس دا ممنعش إن قدرتي في معرفة بعض الامور كانت يوم عن يوم بتقوى، لحد ما بدأت اللاحظ ان الجنية بدأت تظهر ليا كتير، وبسبب ظهورها الكتير بدأت احبها غصباً عني أو هي بطريقة ما خلتني أحبها كنت
بلاحظ انزعاج الجنية أمي من ظهور الاميرة ليا، بس محاولتش اعرف السبب، وبعد ما وصلت سن العشرين سنة، الجنية عرضت عليا أتجوزها كان منام غريب، شفت نفسي فيه وأنا في مكان مجهول، المكان كان عبارة عن مناطق
جبلية، وكان في باب حجر كبير، مرسوم عليه نقوش غريبة ومش مفهومة، اول ما لمست النقوش دي الباب اتفتح، لما دخلت كنت شايف قاعة كبيرة اشبه بالقاعات الملكية زمان، وكمان شفت ناس قصيرة القامة جسمهم كان جسم انسان، أنما ادمغتهم كأنها ادمغة فيران، منظرهم كان
بالنسبالي بين مرعب وبين غريب، فضلت ماشي لحد ما وصلت لمكان اشبه بالعرش، وقتها شفتها وهي باصة نحتي بأبتسامة بتسرق العقل، رحت نحيتها ووقفت قدامها هي قامت وقربت مني وقالت:
_انت جاهز تجوزني وتكون ملكي للابد، من غير ما حد تاني يشاركني فيك.
معرفش ليه من غير تردد وافقت، كنت مبسوط عدت فترة طويلة وأنا وهي متجوزين، كنت مرتاح، لغاية ما حصلت مشكلة بيني وبين ابوية، وفي نفس اليوم ابوية تعب وكان هيروح فيها، ابوية إتعرض لحالة تسمم غريبة ومن غير
سبب، لما حاوت اعرف السبب، عرفت ان الجنية هي اللي حاولت تقتله .. ولأول مرة يحصل الموضوع ده معاية، اه كان أي حد يزعلني يتأذي، بس مش لدرجة الموت، إتعصبت وحاولت أفهم هي عملت كدة ليه، بس هي مظهرتش في اليوم ده، وعرفت الجواب من الجنية امي، هي ظهرت ليا وانا نايم وقالت لي:
_صوم، لو عايز تأثيرها يخف عنك، كتر الصيام، هي مش بتقرب من الشخص الصايم، ولا تقدر تضر حد من عيلته، دي عشقها لعنة مش هتسمح لحد يتحكم فيك غيرها، ولا يشاركها فيك.
بعد ما الواوي حكى الجزء دا لميادة، هي فهمت اخيراً المغزى من الشرط اللي اتشرط عليها اول الجواز، وفهمت كمان ليه إتعصب لما عرف إنها فطرت، هو كان خايف عليها من اذى الجنية دي ! .ميادة سألت الواوي ساعتها وقالت له:
_طب والحل إيه، هتخلص منها ازاي، أنا من رأي تطلقها، بكده هتحل عنك.
_الموضع مش بالبساطة دي يا ميادة، الموضوع اكبر من كدة بكتير، بنات الجن يختلفوا عن بنات البشر، بنات الجن الطريقة الوحيدة اللي يطلقوا بيها هي موت البشري اللي أرتبط بيهم.
ميادة كانت عاجزة تعمل حاجة، كانت بين مصدقة ومش مصدقة، لكن مكنش عندها حل، غير إنها تقتنع بكلام جوزها وتصبر عليه، عدت الليلة بين ميادة وجوزها من غير ما يحصل بينهم إي حاجة والسبب خوف الواوي، إن الجنية تضر ميادة إو تعملها حاجة، وبرضه ميادة كانت بتحاول تلاقي حل لمشكلة جوزها، اقترحت عليه يتعالج عند شيخ
وحصل، والواوي طلب العلاج، وكان هدفه يعيش كأنسان طبيعي، كانت جلسة طويلة بحضور الشيخ وعيلة الواوي، وابو مراته ميادة، اثناء جلسة العلاج الجنية نطقت على لسان الواوي، وكانت معترضة على محاولة صرفها، فضلت تهدد إنها هتخطف الواوي لعالمها لأنه ملكها، ومش هتسمح لحد يحاول يفرقهم عن بعض، ومع استمرار جلسة الصرف
، الجنية عاندت رغم التعذيب اللي إتعرضت ليه على ايد الشيخ، بعد ما الشيخ تعب، قرر يأجل علاج الواوي لليوم التاني، اما الواوي، فكان تعبان من اثر جلسة العلاج، دخلوه اوضته وكان مش قادر يسلب طوله، وفي يومها بالليل،
البيت صحي على صراخ ميادة، كسروا عليها الباب ليقوها مبرقة للمراية وبتصرخ، حاولوا يفهموا منها سبب صراخها، بس معرفوش إيه السبب، والأسواء من كل ده كان اختفاء الواوي، المنطقة كلها اتقلبت وهما بيدوروا عليه، ومحدش للاسف عارف يلاقيه وليومنا دا الواوي مظهرش تاني.
جدو ادريس انهى الجزء دا من القصة، وكان مستغرب سكوتي فترة طويلة لدرجة انه قال:
_ايه يا طبيبة، اكيد بتقولي بينك وبين نفسك، ان حكاية الواوي دي اشبه بحكاية خيالية، مش كدة.
_بصراحة مقدرتش اخفي احساسي إن القصة مبالغ فيها بشكل كبير، واعتقد إن اسرة المتابعين هيكون ليهم نفس الراي، بس كمان حبيت اعرف تفاصيل اكتر، ورأي الناس زمان في قصة الواوي، وإيه اللي ميادة شافته ورعبها ؟.
_والله يا بنتي حسب اللي عرفته زمان، إن ميادة شافت الواوي محبوس جوى مراية التسريحة، وفي ست بشعة كانت مسكاه من رقبته وهي بتحاول تمنعوا يخرج، والله اعلم بقى من صحة الموضوع ده، بس طبعاً رأيك يهمني ونفسي أعرف، يا ترى انتي مقتنعة بالحكاية دي.
_والله يا جدو أنت عارف، انا لا بعرف اجامل ولا بعرف أكدب، وحتى لو فكرت اكدب عليك، هيكون الموضوع صعب، خاصة في وجود الأمور ابو سلسلة اللي قاعد جنبك دلوقتي يعني انا من الأخر، مش مقتنعة بالحكاية دي قناعة كاملة.
_ههههه ماشي يا طبيبة، بس للحديث بقية هوضحلك شوية أمور ممكن تخليكي تفسري اللي حصل، حسب قناعتك الشخصية، يعني تختاري النهاية اللي تعجبك.
_والله ياريت يا جدو، انا بحب استنتج الامور زي ما عقلي يتقبلها وتكون مفهومة اكتر ومعقولة كمان.
_معناها اتكلنا على الله، بصي يا ستي، بعد ما ميادة حكت قصة الواوي لأمها، أمها مقتنعتش ولا الناس زمان كانوا مقتنعين بحكاية إن الواوي اتربى على أيد عفريتة، ولا مصدقين إن الجن خطفوا.
_ازاي يعني رفضوا يصدقوا، اكيد في سبب لعدم اقتناعهم، او سر في الموضوع.
_اه كان في سبب، والسبب كان ميادة .. ميادة اللي فضلت عند جوزها شهرين ورجعت لاهلها وهي لسا بنت بنوت، فالناس وقتها قالت أن الواوي اللي ناهي خلفوا وطلع فيه من الدنيا مكنش راجل وللسبب دا، هرب خوفاً من الفضيحة وكلام الناس، بس هو قبل ما يهرب اخترع حكاية إنه ملبوس وعليه جنية عاشقة عشان يبعد الشك عنه.
_طب يا جدو ما يمكن دا صح، مع إني شايفة إن الموضوع مكنتش يستحق كل اللي اتعمل ده، يعني مش مستاهلة الواوي يخترع قصة بالدقة دي عشان يقنع بيها ميادة انه ملبوس، أو يقنع الناس بكده.
_يا بنتي الموضوع لو على وقتنا ده، اكيد هيبقى تافه ومش هيأخذ الاهمية دي كلها، ٱنما زمان كان صعب على اي حد... المهم .. ربنا وحده عالم بحقيقة اللي حصل زمان"
_طيب القصة شكلها خلصت لحد هنا صح.
_ه خلصت يا ريتا، تحبي نخش في القصة الي بعدها ؟.
_والله فكرة حلوة، بس في رأي نأجلها لبكرة، عشان انا نص صاحية، ونفسي أنام وقبل ما أقفل معاك، عايزة بس لمحة بسيطة عن القصة اللي هتحكيهالي في القعدة اللي جاية.
_ماشي.. أستني أنتي ومتابعينك قصة من العيار التقيل، و هتكون بعنوان ( سوده بنت الشيطان ) ودي قصة محتاجة قلب جامد عشان تتقرء.
_عنوان ملفت يا جدو .. واكيد انا وكل المتابعين هنستنى معرفتها بفارغ الصبر، أسيبك بقى ترتاح، وهستنى اتصالك بكرة، متشكرة على القصة يا جدو .. و تصبح على الف خير
تمت
يارب الجزء ده ينال أعجابكم وبجد مبسوطة بكلامكم وتشجيعكم ليا حقيقي ده بيفرق معاية جداً ربنا يسعدكم 🥰❤️ ومتنسوش اللايك والشير عشان أكمل 🙏 سهرتك زي الفل إن شاء الله
#قصة_رعب_ريتا_سليمان
