📁 أحدث الفصول

رواية زهرة العاصي الفصل الثلاثون 30 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي الفصل الثلاثون 30 بقلم صفاء حسني


رواية زهرة العاصي بقلم صفاء حسني

 قطع شروده عاصي (من غير ما يقرب تحدث ):


ـ "كل ما الشمس بتغرب، بتفكرني بيكي...


ساعة الغروب دي، فيها نفس السكوت اللي في عنيكي."


زهرة تلف وشها ناحية الصوت، تلقاه واقف وراها بخطوات، لكن سايب مسافة محترمة... بتحس بقلبها بيرتعش، بس بتحاول تسيطر على نفسها.


زهرة (بنبرة هادية):


ـ "الغروب... دايمًا بيقول للنهار: استريح.


ويمكن أنا كمان... محتاجة أستريح شوية."


عاصي يقرب خطوة بسيطة، لسه سايب المسافة، ويبص في نفس الاتجاه اللي بتبص فيه.


عاصي (بابتسامة خفيفة):


ـ "أنا مش مستعجل.


مش طالِب منك غير الوقت...


وإنك تبقي بخير، حتى لو مش جنبي."


زهرة تبص له، عنيها بتلمع، بس فيها صراع بين الحنين والخوف.


زهرة:


ـ "أنا بتعلم من أول وجديد...


أصدق إن فيه حب، من غير ما يكون وراه وجع."


عاصي ينزل بعينيه شوية، وبعدها يبص لها من بعيد:


عاصي:


ـ "أنا مش جاى أديكي وجع...


أنا جاى أطبطب على كل وجعك القديم...


حتى لو من بعيد."


سكون لحظات، والنسيم يعدّي، والشجر يتهز كأن الكون بيطبطب معاهم.


زهرة تشاور على الكرسي اللي جنبها، بهدوء...


زهرة:


ـ "بس من بعيد... اقعد هنا.


مش مستعدة أقرب... بس مش عاوزاك تبعد تاني."


عاصي يقعد، عنيه عليها، وقلبه بيردد: "أنا لسه هنا..."


---


زهرة قاعدة على الكرسي الخشبي، لسه بتستوعب اللي حصل في آخر يومين، وعاصي جنبيها، مسيب مسافة بسيطة بينهم... لكن بين كل خطوة وكلمة، في كتير مشاعر.


عاصي يمد إيده في جيبه، يطلع ظرف كبير ومعاه تذكرة طيران مطوية وأوراق فيها ختم رسمي، ويده tremble بسيطة وهو بيقدمها ليها.


عاصي (بهدوء وصدق):


ـ "دي مش هدية... دي فرصة، يمكن تتأخر، بس مجتش متأخرة."


يبصلها ويكمل:


ـ "كل ده خاص بقبولك في جامعة خارج البلد، تخصصك... نفس القسم اللي كنتي بتحلمي تكلمي فيه رسالتك.


ده مكان إقامة، وده الجدول، والتأشيرة، وكل حاجة..."


زهرة تمد إيدها بتردد، تاخد الورق، تقلب فيه بسرعة، عينيها بتتهز، وتبص له باستغراب، وقلبها بيضرب.


زهرة (بدهشة، صوتها مكسور):


ـ "إيه ده؟ وليه؟ ليه دلوقتي؟"


عاصي يتنهد، ونبرة صوته فيها دفء وعتاب حنين:


عاصي:


ـ "فاكرة لما قلتيلي زمان إنك مشيتي من حلمك؟


اتهمتيني أنا وزينة إننا السبب،


وإن الجامعة ضاعت، والسجن أكل أوراقك ومستقبلك...


أنا ساعتها صدقتك... ووجعتني،


بس قلبي عمره ما نسي إنك كنتي بتحلمي تكبري، مش تهربي."


زهرة تلم الورق في حضنها، عينيها بتدمع وهي بتصرخ... الصوت مش عالي، بس كله وجع دفين:


زهرة (بصوت مكتوم):


ـ "شايف إن الجامعة كانت حلمها؟


أنا... أنا كسرت حلمها لما وافقت على سليم...


كسرتها لما ماتت وهي مقهورة مني...


كسرتها أكتر لما سليم خطفني وأنا ماشية على عزاءها...


أنا... حتى مالحقتش آخدها بالحضن وأقولها سامحيني..."


بلعت ريقها بصعوبة، صوتها يرجّف:


ـ "أنا كسرت أمّي ألف مرة... ومش متخيلة حد يرجع يصدق إني أستحق أبدأ من جديد."


عاصي قرب منها شوية، صوته واطي وحنون جدًا:


عاصي:


ـ "أنا آسف... لو وجعتك...


بس أنا هنا... عشان أكون سند، مش شوك.


جدك وصاني، قبل الحب  التعليم...


إنك ترجعي قوية، تقفي على رجلك من تاني،


وتمشي طريق أمّك، مش تهربي منه."


زهرة تبصله بعنيها، فيها وجع... وفيها بداية رجوع الثقة...


زهرة (بهمس):


ـ "أنا... مش عارفة إذا كنت أقدر...


بس أول مرة... أحس إني مش لوحدي."


عاصي يبتسم، ويمد إيده، مش يلمسها... بس يفتحها ليها:


عاصي:


ـ "وإنتي مش لوحدك...


بس القرار دايمًا ليكي."


فناء المستشفى – صباح جديد – الشمس بتطبطب على الوجوه، الهواء نضيف، فيه حركة غير معتادة، الكل متجمع حوالين زهرة.


زهرة لابسة لبس سفر بسيط وأنيق، شنطة ضهر صغيرة، وحقيبة يد، وقلبها متقلب بين الفرحة والخوف والحنين.


نادين تقرب منها، تحضنها بحنان: ـ "أنا فخورة بيكي... وده مش وداع، ده بداية."


سارة بابتسامة فخورة: ـ "وإحنا مستنيينك ترجعيلنا دكتورة كبيرة... ومُلهمة زي ما أنتي دلوقتي."


زهرة تبتسم وهي بتحضنهم، وبعدين تقرب من جميلة اللي عنيها مليانة دموع، بس بتحاول تضحك.


زهرة (بصوت مليان شغف ودموع): ـ "عارفة يا جميلة... البلد اللي هسافر أدرس فيها، هي نفسها اللي بتدعم التكنولوجيا اللي بيتزيف بيها الحق... وعلشان كده أنا رايحة أتعلم كل حاجة... أتعلم إزاي أفهم ده... وأغيره."


توقف لحظة، تبص في عيون الحضور، عنيها بتبرق.


زهرة (بصوت ثابت وواثق): ـ "عاوزين يوم من الأيام يكون عندنا موقع... مش تابع ليهم، موقع اسمه "صوتنا"، إحنا بس اللي نكتبه... عننا، بصوتنا، من غير ما حد يزوّرنا، ولا يبدّل وجعنا بكلام مزيف."


جميلة تبكي وهي بتضحك وتشد إيد زهرة: ـ "وهتسميه فيس ل وحدنا؟"


زهرة تضحك من قلبها، وتهز راسها: ـ "بالظبط... ويبقى حلمنا الكبير، إننا نعمل مواقع ومجلات وقنوات هدفها التوعية مش التسويق، هدفها الحقيقة مش الربح."


زهرة (بشغف): ـ "لازم يبقى عندنا علماء ذرة، وكيمياء، وفيزياء ورياضيات... مفكرين، مشاعل علم، ناس ماتبعش ضميرها بكنوز الدنيا... ناس تكشف الفساد، وتقول كلمة حق من غير خوف."


سارة (بتدمع): ـ "أنتي مش بس زهرة... أنتي بذرة، وهتكبري في كل أرض تروحيها."


زهرة تبص لعاصي اللي واقف من بعيد، عنيه فيها أمان وصمت، وعيونه بتكلمها، تهز راسها له باحترام وابتسامة صغيرة، وكأنها بتقول له: "أنا جاهزة أبدأ، استناني وأنا راجعة."


الكل يسقف، جميلة تحضن زهرة مرة كمان، وتقول لها: ـ "متنسيش تكتبي عني في الموقع بتاعنا... وقولي إني صاحبة أجمل قصة تعافي في الشرق الأوسط."


الضحك يعم الجو، والكاميرا تتابع زهرة وهي ماشية للباب، بخطوة ثابتة، على أمل جديد... وقلبها شايل حلم مش بس ليها، لكن لأمة كاملة.


زهرة العاصي 


مدخل الجامعة – صباح مشمس – علم البلد بيرفرف – وزهرة واقفة قدام بوابة الجامعة، عنيها فيها رهبة وفرحة.


زهرة لابسة لبس بسيط، شنطة ضهر، ووشها منور بنور الحلم اللي كان بعيد، ودلوقتي بقى واقع...


زهرة (بتهمس لنفسها وهي بتبص حوالينها): ـ "كنت دايمًا بشوف المكان ده على الإنترنت... وفى قلبي دايمًا إحساس إني هكون هنا... بس ماكنتش متأكدة إمتى ولا إزاي..."


تدخل من البوابة... وتبدأ يوم طويل من الاستكشاف... تقابل طلبة من العراق، المغرب، فلسطين، لبنان، السودان، ومصريين كمان اجانبي ... لكن العرب فى اي مكان بيعرفوا بعض بيرحب .


اقتربت طالبة لبنانية (بابتسامة): ـ  بملابسك ده يبقي بتتكلمي عربية أنا من لبنان وانتى 


ابتسمت زهرة أنا من مصر أهلا بيك 


تبتسم الطالبة 


"أهلا فيكي، أول مرة بتدرسي هون؟"


زهرة (بابتسامة فيها رهبة وفرحة): ـ "أيوه... بس حاسة إن المكان مش غريب... حسيته دايمًا في أحلامي."


بعد يوم طويل... تروح لمكان السكن الجامعي... أوضتها بسيطة، سرير، مكتب، شباك بيطل على حديقة داخلية، تحط شنطتها وتتنفس بعمق.


زهرة (بصوت هادي): ـ "أنا وصلت... وأنا هكمل... وهحقق حلم ماما."


---


زهرة العاصي 


قاعة الاختبار – الساعة 8 صباحًا – ورق الامتحان بيتوزع – صوت الدكتور المشرف بلهجة أجنبية:


ـ "ده اختبار تحديد المستوى... هيحدد قبولكم في التخصص... بالتوفيق للجميع."


الامتحان بيبدأ... ووش زهرة بيتشد أول ربع ساعة... صعوبة الأسئلة مرعبة... لكن بعد كام دقيقة تبتدي تفتكر دراستها القديمة... كتبها... محاولاتها...


زهرة (بهمس): ـ "أنا مش جاية أضيع وقت... أنا جاية أكمل الطريق اللي كنت هكمله من زمان..."


تبدأ تجاوب بثقة... ومع نهاية الوقت... تكون خلصت الورقة بابتسامة رضا...


---


بعد ساعات من الانتظار 


يتم  إعلان النتائج – الممر الرئيسي في الجامعة – صوت طالبة بيقرا اسم زهرة:


ـ "زهرة صالح محمد ... من مصر... متفوقة! أعلى الدرجات في اختبار القبول!"


زهرة عنيها تدمع من الفرحة... تبص للسما وتقول: ـ "شكراً يا ماما... دي أول خطوة بس..."


---


زهرة العاصي 


: أول يوم في المحاضرات – زهرة قاعدة في المدرج، دفتر جديد، ألم جديد، وشغف حقيقي


يدخل الدكتور الأول... يشرح ويمشي... ثم الثاني... الكل بيركز... المحاضرات قوية... زهرة بتكتب كل كلمة...


الساعة توصل 3 عصرًا... والقاعة تتهامس فجأة...


طالبة ورا زهرة (بصوت متحمس): ـ "الدكتور الجاي ده وحش المجال... كان مختفي بقاله شهور... ولسه راجع النهارده..."


زهرة (تسأل وهي مش مركزة): ـ "مين؟"


الباب يفتح... صوت خطوات هادية داخل القاعة... الطلبة كلها تبص ناحيته...


زهرة ترفع وشها...


وشها يتغير... وقلبها يضرب... عنيها تتسع... وبتشهق بصوت واطي:


ـ "عاصي؟!"


هو بنفسه... لابس بدلة رسمية، إزاز نظارته بيتلألأ، واقف بثقة وهو بيبص للطلبة... وعينه تعدي على زهرة... تسكن لحظة... لكنه يكمل كلامه كأنه ما شافهاش.


عاصي (بصوت رزين): ـ "أنا الدكتور عاصي كنان .. وهكون المشرف الأكاديمي على مشروع التخرج... وهنبدأ النهارده أول خطوة في رحلتكم..."


الكاميرا تركز على وش زهرة، اللي ما بين الدهشة والذهول والفرحة، وقلبها بيرجع يدق...


زهرة وقفة قدامه، عينها هربانة، صوتها واطي، لكن مليان مشاعر كانت مستخبية سنين.


زهرة (بهمس وهي تبص له):


ـ "يعني حتى هنا... قدرت توصل لي؟"


سكتت لحظة، وبصت على الأرض، تكمل بصوت أكتر حنان:


ـ "كنت فاكرة إنك نسيت... بس الحقيقة... على قد زعلي إنك هنا على قد إنك  وحشتني كل حاجه فيك، حتى سكوتك..."


عاصي كان واقف قدامها، وبيكتم وجع شهور، لكن عنيه كانت بتلمع بالحنين، ويهمس في سره كأنه بيرد على نبضها:


عاصي (لنفسه):


ـ "أنا جبتك هنا... نفس المكان اللي بشتغل فيه، عشان تكوني تحت عيني، أطمن إنك بخير... وأتابع خطواتك من بعيد...


بس وعدتك، ووعدت نفسي، إني مش هفرض نفسي عليك...


ولا هطلب غير اللي قلبك يختاره... بحرية."


يبص لها، ويكمل بصوت هادي، لكن صادق:


وهى خارجة وقفها عاصي دقيقه وهو بيهمس :


ـ "أنا مش هنا عشان أعطلك... ولا ألخبطلك مستقبلك...


أنا هنا... عشان لما تبصي وراكي، تلاقيني واقف...


مش مستني منك حاجة، غير إنك تكوني بخير."


زهرة ترفع عينيها ليه، وبصوت بين الرجفة والصدق:


مع نفسها :


ـ "أنا لسه بتعلم... إني أسمح لنفسي أكون سعيدة...


بس وجودك... بيهون كتير."


وترد عليه 


ضحكت عليا وخلفت الوعد، لكن بعد اذنك تعامليني ذي ذى اي حد هنا ممكن 


يهز راسه بالتأكيد وياخد اورقه ويخرج 


زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 


صالح قاعد في الصالة، قدامه صينية شاي بردان، والنور الخفيف من المصباح بيتسلل فوق وشه المتعب. عيونه باينة فيها الوحدة، والحزن الساكن.


يدخل عليه أبوه "الجد محمد"، بيبص عليه وهو ساكت، حاسس إنه فيه حاجة تقيلة على صدر ابنه.


الجد محمد (بصوت هادي):


ـ "مالك يا صالح؟ بقالك ساعة سرحان... مش دي عادة ناس الغيط اللي بيناموا أول الليل؟"


صالح يبتسم ابتسامة باهتة، ويشاور له يقعد جنبه.


صالح (بصوت مخنوق):


ـ "بابا... أنا عاوز أقولك على حاجة... يمكن تتفاجئ، ويمكن تزعل... بس بلاش تقاطعني لحد ما أخلص."


الجد محمد يهز راسه بالإيجاب، ويقرب بإيده من كتف ابنه، يشجعه يتكلم.


صالح:


ـ "أنا حبيت وردة من أول ما شفتها... وعمري ما فكرت أتجوز عليها، ولا حتى حلمت بحاجة غيرها... لكن السنين عدّت، وأنا كل يوم أستناها تقول لي: "مبروك يا صالح... هتبقى أب ".


الجد ياخد نفس طويل، ويسكت.


صالح (بيكمل بصوت مكسور):


ـ "خفت أجرحها... خفت أقولها وعيونها تتملي دموع... وكنت راضي، وقانع، ومشيت أموري... لحد ما زهرة جات، قلت خلاص... دي بنتنا، اللي من نور عينيها هنعيش، ونكبر سوا... لكن حتى هي راحت."


الجد محمد (بهدوء):


ـ "هي ما راحتش... هي بتحاول تلاقي نفسها، وبعدها هترجع، إن شاء الله."


صالح (بعين فيها دموع):


ـ "أنا مش هصبر أكتر من كده... أنا راجل في آخر العمر، ووحيد... عثمان سافر وهرب بعد ما سليم فضحهم، ومحدش بيسأل علينا... وأنا كل ليلة بنام في بيت فاضي."


الجد محمد (بحزن):


ـ "يعني... قررت تتجوز؟"


صالح (بهمس وندم):


ـ "آه... بس مش عشان نقص... عشان أعيش الباقي من عمري، وأنا حاسس إني مش لوحدي...بعد موت وردة ؟ لو رجعت. زهرة .. هقولها الحقيقة، مش هخبي."


الجد محمد يسند ضهره على الكنبة، وعينيه تلمع بالحزن، لكنه يهز راسه بمعنى "افعل ما تراه صح".


الجد محمد:


ـ "أنا مش همنعك... ولا هزعل... بس اوعى تنسى تترحم على وردة لأنها  حبتك حب مش عادي... ولو كنت هتجوز، لازم تكون قد قرارك... وقد قلبك."


صالح يحط إيده على صدره، ويمسح دمعة نزلت على خده.


صالح:


ـ "بدعي ربنا يسامحني... ولو لي في العمر باقي، أتمنى أعيش يوم واحد أب، تانى  قبل ما أمشي."


---


زهرة العاصي 


بعد مرور أسبوع من بداية


زهرة قاعدة في الصف الرابع ، دفترها مفتوح، وعنيها على السبورة... لكن قلبها مشغول...


عاصي واقف قدام الشاشة، بيشرح بنبرة هادية واحترافية، متجاهل وجودها تمامًا... لا نظرة، لا تلميح... ولا حتى مرور عابر للعيون.


عاصي (بثقة وهو بيشرح): ـ "الاختراق الأخلاقي أو الـ Ethical Hacking، هو ببساطة: استخدام نفس أدوات وتقنيات الهاكرز، بس بهدف الحماية مش التدمير... إحنا بنحاول نعرف إزاي موقع إلكتروني ممكن يُخترق، عشان نحميه... وده بيحتاج مش بس مهارة... لكن أخلاق، مسئولية، وضمير صاحي."


زهرة تكتب كل كلمة، بس عينيها على حرف صوته... على نبرة الحماس وهو بيتكلم عن مجاله، وعلى البرود المقصود اللي بيتعامل بيه معاها.


إحدى الطالبات (بهمس للبنت اللي جنبها): ـ "بجد الدكتور عاصي عبقري... طريقته في الشرح تخليك تحبي المجال، حتى لو عمرك ما فهمتيه."


طالبة تانية (بضحكة صغيرة): ـ "مش بس عبقري... هو كمان غامض... عمره ما بيبص لحد... مايعرفش كلمة مجاملة... وفيه حاجة في عيونه... كأنها حزينة... بس قوية."


زهرة تسمع كلام البنات... قلبها بيتشد أكتر... بتحاول تبين إنها عادية... لكن بتحس بوخز في صدرها.


بعد انتهاء المحاضرة، الطلبة كلها بتقف تسأله، وهو يرد بابتسامة بسيطة... ولما تيجي زهرة تقوم، هو يبص ناحيتها لحظة... لكنها تدّي له ضهرها وتمشي، وكأنها ما شافتوش...


يتجمد مكانه لحظة... لكنه ما يتحركش...


المشهد التالي: داخل الكافيتيريا الجامعية – زهرة قاعدة مع بنت فلسطينية وبنت مغربية، بيكلموها:


سلمى (من غزة): ـ "بصراحة زهرة، شكلك بتحبي المجال ده من قلبك، بتحسي بيه صح؟"


زهرة (بابتسامة): ـ "يمكن عشان بحس إن ورا كل معلومة هنا... قدرة على إنقاذ ناس... أو فضح ظالم... أو حتى حماية فكرة من السرقة."


ليلى (من المغرب): ـ "الدكتور عاصي قال جملة خلتني أبكي يومها، قال: أكتر ناس محتاجين الحماية مش مواقع البنوك... لكن الحقيقة."


زهرة تبص لبعيد... وتهمس في سرّها: ـ "


الهواء بيهز طرف طرحتها، وهي بتهمس لنفسها من غير ما حد يسمع:


زهرة (بهمس في سرّها):


ـ "زي ما كان دايمًا بيحميني... أنا كمان لسه بدوّر على أمان...


بس هو الأمان ولا الخوف؟ هو الونس... ولا الغياب إللي بيحمي؟"


شرودها يتقطع بصوت شاب بيقرب منها، شكله لطيف، بس نظرته جريئة شوية.


الشاب (بابتسامة هادية):


ـ "هاي... أنا لاحظت إنك كتير لوحدك هنا... ممكن أتعرف؟"


زهرة تندهش، وتبص له بسرعة، تحاول تخبي ارتباكها، ترد بصوت منخفض:


زهرة:


ـ "أنا... لسه جديدة هنا، وبحب الهدوء بس."


الشاب يبتسم، ويقعد على الطرف التاني من المقعد:


الشاب:


ـ "أنا كمان كنت كده أول ما جيت... بس الصُحبة بتساعد... خصوصًا لما تكون جميلة زيك."


في نفس اللحظة... من بعيد، عاصي كان واقف ورا زجاج مبنى الإدارة، بيتابع المشهد من بعيد، عينه اتحولت لهدوء ناري، وبيكتم غيرته...


وتتتبع

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية زهرة العاصي )


للناس اللي بتقول باقي القصه فين اعمل متابعه لتصلك باقي الفصول كامل الاجزاء تاكد انك عامل متابعه ليصلكم باقي الفصول حكايات كامله

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات