📁 أحدث الفصول

رواية زهرة العاصي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم صفاء حسني

رواية زهرة العاصي الفصل السادس والعشرون 26 بقلم صفاء حسنى



رواية زهرة العاصي بقلم صفاء حسني

الفصل  ٢٦

كافيه في شارع جانبي هادي، فيه موسيقى خفيفة


رامي قاعد قدام اللاب توب، بيشرب قهوته. بيبص في ساعته، وقبل ما يفكر يقوم، ييجي عاصي ويقعد قدامه بسرعة، شكله مرهق وتعبان لكن عنيه مصممة .)


رامي (بابتسامة خفيفة):

ـ " فينك أخيرًا شفوتكم أنا قولت مصلحتكم خلصت معايا ونسيتونى ؟"


ابتسم عاصي  وبهدوء (من غير لف ودوران):

ـ " المرة ده جاية للمصالحة بردوا أنا محتاجك تعلّمني أراقب مكالمة فيديو...

تعلّمني أتتبع الإشارة، أعرف المكان اللي الطرف التاني بيتكلم منه."


رامي (يتفاجئ، بيرجع بظهره على الكرسي):

ـ "يعني إيه؟ حد بعتلك مكالمة فيديو؟"


عاصي (بنبرة هادية بس وراها نار):

ـ "لأ، زهرة بتكلم جده فيديو  ، أنا عايز أكون جاهز،

لو زهرة كلمت جدي تاني،

أنا عايز أعرف هي فين... قبل ما تسكت تاني وتختفي."


رامي (نبرته بقت جد):

ـ "عاصي، اللي إنت بتطلبه ده مش لعبة...

يعني هتتجسس، وهتدخل منطقة رمادية."


عاصي (يحط إيده على الترابيزة ويتكلم بصوت واطي):

ـ "أنا مش طالب أؤذيها...

أنا طالب أوصللها...

زهرة تعبت كفاية، وهربت عشان تحميني،

بس أنا مش عاوز حمايتها... أنا عاوزها هي."

(يسكت لحظة، وعينه تلمع)

ـ "وأنا عارف إنها مش هتسمحلي أرجع بسهولة،

بس على الأقل أعرف مكانها... وأبقى قدّامها لما تحتاجني."


رامي (بعد لحظة تفكير):

ـ "طيب... أنا هعلمك.

بس بشرط..."


عاصي (بنبرة قلقة):

ـ "شرط؟"


رامي (بص له بتركيز):

ـ "لو لقيتها... متقتحمش  حياتها كده.

تستأذن الأول.

ولو قالت لأ... تحترم ده."

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 


زهرة (بنبرة صادقة فيها خضة):

ـ "هما... أهل كريم احتمال يوافقوا واحتمال لا ؟

... لمجرد إن محدش كان يعرف مين أهلك؟

مع إنك بنت ناس وأشرف من مليون... بس نظرة المجتمع؟"


زينة (بتسكت لحظة وتبص في الأرض):

ـ "أنا فكرت في ده... كتير.

بس لما شوفت كريم واقف زي جبل قدامي... عرفت إن الرضا مش بييجي من الناس.

رضا ربنا... وقلبي، بس."


زهرة (تبلع ريقها وعيونها تلمع):

ـ "طيب... أهل عاصي؟

لو عرفوا إنه بيحب واحدة... مطلقة،

وكانت متهمة بجريمة قتل،

واحتمال... متخلفش؟

هيعملوا إيه؟"


زينة (تبص لها بهدوء لكن في صوتها قوة):

ـ "هيعملوا اللي هما عايزينه... بس السؤال الحقيقي:

هو عاصي هيعمل إيه؟

لو هو شايف إنك عبء... يبقى ما يستاهلكيش من الأول.

ولو بيحبك بجد... هيقف قدّام الدنيا كلها عشانك."


زهرة (بهمس):

ـ "بس أنا مش عايزاه يدفع التمن...

مش مستعدة أكون السبب في حرب بينه وبين أهله."


زينة (تمد إيدها وتاخد إيد زهرة في هدوء):

ـ "مش الحب اللي بيولّع حروب...

السكوت هو اللي بيكسر.

سيبيه هو يختار، ووقتها... انتي اختاري قلبك.

متنسيش... انتي مش بس كنتِ متهمة،

انتي كنتِ ضحية... وناجية."


زهرة (عنيها تدمع):

ـ "أنا تعبت من كوني قضية...

نفسي أكون بس... بنت عادية بتحب وبتتحب."


زينة (بابتسامة فيها حنية):

ـ "وهو... شافك كده من أول يوم.

فاكرة أول مرة ، كان شايف الحقيقة، مش التهم."

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 

(عاصي بيقف قدام باب البيت وهو ماسك شنطة صغيرة فيها هدوم. وشه فيه نظرة تعب وحيرة. بياخد نفس طويل، ويفتح الباب بالمفتاح اللي معاه بهدوء.)


(بيمشي جوه، خطواته بطيئة... متردد، عينه بتدور في المكان كأنه بيدور على ذكرى.)


(يوصل ناحية أوضة المكتب اللي كان الجد بيستخدمها. الباب موارب، وفيه نور بسيط طالع من جوه.)


(بيوقف مكانه... بيشوف انعكاس على المراية الصغيرة اللي فوق التسريحة – زينة  قاعدة، قدام لابتوب، وبتتكلم في مكالمة فيديو. باين صوتها واضح، بس هي مش شايفاه.)


زهرة (منعكسة على المراية – صوتها هادي لكن فيه مرارة):

ـ "أنا عارفة إن أهله ممكن يكونوا عائق...

يعني، إنتي شايفة، أنا إيه بالنسبالهم؟

مطلقة، متهمة، ومش متأكدة حتى ممكن هتخلف ولا لأ."

(تسكت لحظة وتتنفس بعمق)

ـ "بس... مش قادره أطلب منه يختارني لو أهله مش موافقين،

أنا مش ناقصة وجع تاني."يبقي البعد أهم من القرب 


(عاصي قلبه بيقف. عيناه بتتسع، بياخد خطوة صغيرة لقدّام، لكنه يقف تاني، صوته الداخلي بيصرخ، بس لسانه ساكت.)


(الكلمات بتتردد جوه ودنه: "أهله ممكن يكونوا عائق...")


(يبص لفوق كأنه بيستجمع شجاعته، وبعد ثواني يرجع يمشي بهدوء بعيد عن الباب، من غير ما زينة  تشوفه. بيقف في الجنينة، يطلع موبايله ويتصل برقم...)


عاصي (بنبرة مصممة):

ـ "مساء الخير يا ماما... محتاج أقعد معاك ومع بابا ضروري.

في موضوع مهم... ومينفعش يستنى."


(عاصي قاعد على الكنبة، شايل الموبايل ووشه باين عليه تردد… بيفتح الرسائل وبيبدأ يكتب رسالة لأمه.)


عاصي (بصوت داخلي، بنبره تفكير):

ـ "أنا لازم أروح لهم… لازم أكلمهم عن زهرة…

اللي جاي مش سهل، ومينفعش أبص ورايا من غير ما أواجه ده."

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى


(يضغط على زر الاتصال، المكالمة بتطول شوية لحد ما ترد واحدة من خادمات البيت.)


الخادمة (بلهجة لبنانية ناعمة):

ـ "أهلا أستاذ عاصي، اشتقنالك كتير… بس العيلة مش هون."


عاصي (واقف فجأة، قلبه يدق):

ـ "مش هون؟ راحوا على وين؟"


الخادمة:

ـ "مدام سارة ومستر كنان  سافروا من كام يوم…

قالتلي إنها رايحة تزور صديقة قديمة إلها بتركيا،

ببلدة صغيرة اسمها 'صافران بولو'… مكان كتير حلو وهادي."


عاصي (بدهشة وتوتر):

ـ "تركيا؟! من غير ما يقولولي؟"


الخادمة (بهدوء):

ـ "قالت إنك مشغول… وإنها فترة صغيرة وراجعين."


(عاصي يقفل المكالمة، ويرجع يقعد ببطء، عنيه متعلقة بنقطة في الفراغ)


عاصي (بهمس):

ـ "صافران بولو… طب حتى السفر ما بقى سهل.

بس يمكن… يمكن دي علامة…

يمكن لازم أروح لحد عندهم… قبل ما يفوت الأوان."


(بيفتح اللابتوب بسرعة، ويبدأ يدور على رحلات الطيران، أصابعه بتترعش من التوتر، لكن عينه فيها عزيمة قوية.)


عاصي (بصوت حاسم):

ـ "أنا مش هخلي الزمن أو المسافات توقفني…

لو دي آخر محطة توصلني ليها… أنا رايح."


تمر الأيام 

الجالسة الثالثة 

زهرة سكتة، بتفرك في إيديها، زي طفلة خايفة تتكلم... الدكتورة تقرب منها بنظرة حنونة.


الدكتورة نادين:

ـ "حاسه بإيه دلوقتي؟"


زهرة (بصوت مكسور):

ـ "ذنب...

زي اللي يسرق حلم حد ويهرب.

بس كنت متأكدة إن حبه ليا هيخلص بيه لنفس الطريق اللي أنا جيت منه... وجع، خيانة، جروح."


الدكتورة نادين:

ـ "بس هو مش زي اللي خدوك، ولا خانك،

هو كان سند...

وإنتي أول ما لقيتي سند...

جريتي."


زهرة:

ـ "جريت عشانه...

بس آه، كنت خايفة... يمكن أكتر من اللازم."


فى  بيت الجد عزيز، في القاهرة – الصالة متوضبة ومرتبة، في طابع ريفي بسيط.

بعد العصر، الجو فيه هدوء متوتر.


الحضور:


كريم ووالدته (مدام ليلى) ووالده (الأستاذ سامي)


زينة وجدها عزيز


الجد محمد (جد زهرة) حضر مخصوص للزيارة


الجد عزيز (بابتسامة فيها هيبة وترحاب):

ـ "نورتونا يا جماعة، البيت بيتكم."


الأستاذ سامي (بأدب):

ـ "ده شرف لينا يا حاج، والحقيقة كريم أصرّ إننا نيجي رسمي، وده أقل واجب."


كريم (بيبص لزينة بنظرة دافيه):

ـ "أنا ما طلبتش منكم غير اللي بحبها... ومش شايف قلبي في حد غيرها."


زينة (بتخفض عينيها، وشها بيحمر):

ـ "ربنا يقدم الخير يا كريم."


مدام ليلى (بابتسامة رسمية، لكن فيها فضول):

ـ "معلش يا زينة، ممكن أسأل سؤال؟

مين والدتك؟ أصلنا معرفناش عنها حاجة؟"


(لحظة صمت تقيلة تسيطر على المكان... زينة بتشد في طرف إيدها، والجد عزيز بيبص للجد محمد اللي قرر يرد)


الجد محمد (بصوت هادي لكن حاسم):

ـ "زينة بنت بنتي... بنتي الوحيدة، ماتت وهي بتولدها... وأنا اللي ربيتها مع جوز بنتي، الحاج عزيز."


مدام ليلى (برفع حاجب وابتسامة شبه ساخرة):

ـ "بس مدام حفيدك... ما اعترفتش بيها ليه طول الوقت؟

يعني، ليه الكل بيقول إنها يتيمة؟"


(زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 


الجو يتوتر، وزينة تحس بكهربا في جسمها، تبص لأرضها، ووشها يحمر من الإحراج)


الجد محمد (نظراته حادة، لكن صوته هادي):

ـ "مكنتش محتاج أقول إني جدها عشان أثبت قيمتها...

هي اتربّت وسط رجالة، واتعلمت الكرامة من سكوتي مش من لقبي.

وأنا جيت النهارده عشان أكون شاهد، مش مجرد ضيف."


الجد عزيز (بهدوء لكنه مليان معاني):

ـ "وكل كلمة كان ساكت عنها... هي اللي عملت من زينة البنت اللي انتو شايفينها.

بنتنا، مش محتاجة لقب... محتاجة ناس تحبها وتحترمها."


كريم (بصوت واثق وهو ماسك إيد زينة):

ـ "وأنا عايزها زي ما هي... بتاريخها، بحياتها، بكل تفاصيلها.

ولو ده مش عاجب أي حد، يبقى أنا اللي مش مناسب ليكم."


مدام ليلى (تبص ليه وتتنهد):

ـ "واضح إنك واخد قرارك خلاص..."


الأستاذ سامي (بهدوء):

ـ "وإحنا جايين نفرح... مش نحاسب."


(الجو يهدى تدريجيًا... زينة ترفع عينيها لجدها محمد، تلاقيه بيبصلها بنظرة فخر وسند)

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 

🎬 الجلسة الرابعة: الحقيقة المؤلمة


الدكتورة نادين (بحدة ناعمة):

ـ "عارفة يا زهرة...

أحيانًا بنفكر إن التضحية حب،

بس في الحقيقة... هي هروب.

حبك الحقيقي ليه...

كان يخليكي تحاربي،

مش تسيبيه لوحده يحارب ذكرياتك."


زهرة (بصوت واطي):

ـ "أنا ماكنتش جاهزة،

ماينفعش أكون في حضن حد وأنا كل ما أقفله عيني، أشوف ماضيي بيصرخ.

ماينفعش أكون لحب جديد، ولسه قلبي بينزف القديم."


الدكتورة نادين:

ـ "بس دلوقتي إنتي بدأتي تطهّري جرحك...

وكل خطوة بتخديها ناحية الشفاء،

هي كمان خطوة ناحيته، لو لسه واقف مستنيك."


---

تدخلي سيدة   باب المستشفى الرئيسي، لابسة جاكيت بسيط وشنطة كتف جلد، خطواتها واثقة بس ملامحها فيها تركيز وهدوء.)


تتحدث (بلهجة مهذبة):

ـ "لو سمحتي، أنا كنت جاية أشوف الدكتورة نادين. قالتلي أعدي عليها هنا النهاردة."


الممرضة (بابتسامة بسيطة وهي بتبص في دفتر المواعيد):

اسمك ايه حضرتك 

تبتسم السيدة 

قولى ليها الدكتورة سارة عزيز لوسمحتى 

تهز راسها الممرضة 

ـ "الدكتورة نادين لسه في جلسة دلوقتي، تحبي تنتظريها شوية في الكافيه؟ هو ورا الجناح ده على طول."


سارة (بابتسامة خفيفة):

ـ "ماشي، شكراً ليكي."


الممرضة (وهي بتقوم):

ـ "هبلّغها حالاً إنك وصلت، وأول ما تخلص هتيجي لحضرتك."


(سارة تومئ برأسها وتمشي بخطوات هادية ناحية الكافيه، الكاميرا تتابعها وهي بتعدي في ممر المستشفى، هدوء عام في المكان، ناس قليلة ماشية بهدوء، موسيقى هادية جدًا في الخلفية. 

وهى مشي تسمع صوت أنين زي البكاء 

كانت إنتهت  زهرة من الجالسة ولجيت ل ربنا 

ساجدة على سجادة الصلاة، دموعها نازلة وهي بتدعي، ملامحها فيها خضوع وتسليم… بعد شوية تخلص، تطوي السجادة بهدوء، وتحمل مصحف صغير وتخرج للحديقة.)


(تقعد على طرف دايرة زرع، تفتح المصحف، وتبدأ تقرأ بصوت خافت، في خشوع. 

لفت سارة (بابتسامة خفيفة):

– "مش غريبة تكوني قريبة كده من رب الكون… وهنا؟"


(زهرة تبص لها، تضحك بخجل وهدوء، صوتها فيه صدق دافي.)


زهرة:

– "فعلاً… ربنا هو أكتر واحد لازم نرجع له… وقت ما نحس إن مفيش أمل… أو مفيش ضهر.

بس أنا مش هنا لأني فقدت الأمل…

أنا هنا… مش معنى كدة انى ملقتش حد أتكلم معاه وأنا جوّه الزحمة."


سارة (بتقرب وتقعد جنبها):

– "طيب… ليه آنتي هنا؟"


زهرة (تبتسم بهدوء ونظرتها على ورق المصحف):

– "عشان أسيب فرصة لشاب يشوف غيري…

هربت منه… عشان هو رفض يسيبني."


سارة (تستغرب):

– "وليه تهربي منه… مادام بيحبك كده؟"


زهرة (تبص لها وتتنهد):

– "حضرتك عندك أولاد؟"


سارة (تهز راسها بابتسامة فخورة):

– "عندي… ولد وبنت.

ابني دكتور في جامعة في مصر… وبنتي بتدرس في أوروبا."


زهرة (بصدق):

– "ربنا يبارك فيهم يا رب."

(وبعد لحظة صمت، تبص لها بعين حزينة وتقول بنبرة مكسورة):

– "تقبلي ابنك يحب واحدة…

كانت متجوزة…

وجوزها اغت*ص*بها؟

وجُرح*ت في رحمها؟

وحملت… وسق*طت؟

واتسجنت في جري*مة ق*تل؟"


(سارة تسكت، عينيها تلمع، تتنهد وهي بتحاول ترد، لكن مش قادرة.)


سارة (بصوت واطي):

– "عشان كده… آنتي جيتي هنا؟"


زهرة (تهز راسها بالإيجاب):

– "أنا اتثبتت براءتي… وفي نفس اليوم… عرفت إني حامل… وسقطت.

وكان في شاب… بيحبني… آمن ببراءتي… عمل المستحيل عشان يطلعني.

بس… معرفتش أربطه بيا…

ولا أخليه يعيش القرار ده…

يختار بيني وبين أهله."

زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسنى 

(سارة تمد إيدها وتربت على كتف زهرة بحنان أمومي، دموعها في عينيها.)


سارة:

– "آنتي قلبك طيب… ومع ربنا…

وأنا متأكدة إنك هتكوني زهرة في أي بيت.

ومهما كانت الظروف اللي مريتي بيها…

هتلاقي قلوب بتحبك بجد.

أنا عن نفسي… حبيتك لله…

وبعد اللي سمعته…

أتمنى تبقي من نصيب ابني.

لأني اتعلمت منك درس النهاردة…

إن الأم كانت بنت…

وكانت ممكن تبقى مكانك…

بس بننسى… بنسى لما نبقى أم… وبنخاف زيادة، ونظلم."


زهرة (بصوت خافت وضحكة خفيفة من غير فرحة):

– "شكراً على المجاملة…

بس أنا مش هحط نفسي في اختبار…

يمكن أنجح… ويمكن لأ…

فاهماني؟"


(سارة تبتسم بحزن، وتبص للمصحف اللي في إيد زهرة، وتسكت، بس في عنيها احترام كبير ليها تتركها .)


وتتجه سارة عند كافية المستشفى ، تبص حواليها، تختار ترابيزة جنب الشباك، تقعد وتخرج دفتر صغير من شنطتها، تفتحه وتبص فيه، تكتب ملاحظة صغيرة كأنها بتجهز نفسها للجلسة.)


الممرضة  تخبط على باب مكتب نادين، تدخله بهدوء وتقول بهمس وهي بتبتسم):

ـ "دكتورة نادين، دكتورة سارة وصلت، وبتنتظر حضرتك في الكافيه."


(نادين تبتسم وتومئ برأسها):

ـ "تمام، شكراً ليكي."


تتجه نادين إليها  (بابتسامة دافية وهي ماشية ناحيتها):

ـ " مش معقول  أخيراً النور نور! سارة بنفسها!"


سارة (ترفع رأسها وتضحك بخفة):

ـ "نادين! والله واحشاني من آخر مؤتمر شوفناك فيه."


(نادين تقعد قصادها وتفرد إيديها على الترابيزة بحماس بسيط.)

ـ "إنتي اللي واحشتيني يا بنتي! قلت أدعيلك تشاركيني في الجلسات، لقيتك بتتحققيلي زيارة كده من السما."


سارة (بابتسامة ناعمة):

ـ "بصراحة لما قلتِلي عن النموذج اللي عندك هنا… اتحمست. محتاجة أرجع أشتغل في الجو اللي فيه إنسانية أكتر من الورق. وكمان تركي ومدينة صافران بولو

جميله زى ده أنا عن نفسي نفسيتى ارتاحت فيها "


نادين (بتومئ برأسها وملامحها فيها جدية):

ـ "وعندنا هنا حالة بجد تستحق المراقبة والدعم. اسمها زهرة. داخلة في مرحلة مهمة، ومحتاجة سند ناعم وعقل فاهم زيك."


سارة (بترفع حاجبها باهتمام):

ـ "إيه اللي بيميزها؟"


نادين (بتاخد نفس عميق):

ـ "واجِهت صدمات متتالية، من كل الاتجاهات. بس لسه فيها أمل... فيه نور تحت الرماد. ودي مش حاجة بتشوفيها كل يوم."


سارة (بصوت فيه حنية وفضول):

ـ "حابة أقابلها. بس مش من باب الاستشارة، من باب المشاركة. لو تحبي أدخل معاك الجلسة النهاردة."


نادين (تضحك بهدوء):

ـ "ده كان هدفي من الأول. تعالى نبدأ الجلسة مع بعض ونشوف تأثيرك هيكون إزاي. بكرة الجالسة لكن ممكن آنتى تتجولى فى المكان "


هزت راسها سارة بالتأكيد


سارة (بتبتسم وترد على المكالمة):

– "حبيبي، اشتقت إليك… إيه الغيبة دي؟ يا عمري، مصر أخدت مني."


(الكاميرا تنتقل إلى عاصي الذي يظهر على الطرف الآخر من المكالمة، مبتسمًا بخفة وهو في مكان ما، يتحدث بحب.)


عاصي (بصوت دافئ وعاطفي):

– "ما أنا دايمًا بتكلم معاكِ يا أمي وعارفة كل كبيرة وصغيرة… لكن إنتِ سافرت فين؟ وليه ما قلتِ لي؟"


(سارة تبتسم بخفة، وابتسامتها تتحول إلى لهجة لبنانية خفيفة.)


سارة (بتتكلم بلهجة لبنانية):

– "جيت أحضر مع صديقي لي عزيز فتح مشفى للمرضى النفسيين في تركيا، كانت عاوزة تاخد رأيي في شوية حالات عندها وطريقة العلاج. وابوك راح لتوأم روحه."


(يضحك عاصي على الطرف الآخر من الهاتف.)


عاصي (بضحكة صغيرة):

– "صح! طبعًا هي تشتاق ليها كتير. أما أنا ميسأل عني؟ طيب، هترجعي إمتى؟"


(سارة تهز رأسها بابتسامة حزينة.)


سارة:

– "بإذن الله، أخلص وأجي، أنا وابوك وعيون على القاهرة. نفسي أشوف أبوي وبنات أخوي… إلا طلعوا من تحت الأرض. كنت زمان نفسي علاقتي تكون حلوة مع عصام وأبوي، لكن ما تصورتش إن أخوي يكون عنده بنتين ويعيشوا كل واحد في عالم تاني. دول محتاجين جلسات نفسية، وكمان تأهيل."


(يضحك عاصي من الطرف الآخر.)


عاصي (بمزاح):

– "حبيبتي كمان عاوزة منك ده."


(سارة تضحك بخفة، لكنها تُفاجأ وتبتسم بحيرة.)


سارة (مستغربة):

– "حبيبتك؟ إنت حبيت؟ هي مين؟"


(في اللحظة التي تبدأ سارة في الاستفسار، يظهر شيء غريب أمامها، وهي تكاد تتعثر في سلك كهربي مكشوف . بسرعة، يظهر شخص آخر، ويُمسك بيدها.)


زهرة (بابتسامة هادئة، وهي تمسك يد سارة بلطف):

– "حسبي ، لو سمحتِ، خلي بالك."


تتبع 

لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية زهرة العاصي )

---

كل سنه وإنتم طيبيبن اكلتوا اللحمة وعيدوا نكمل عيدنا مع زهرة وعاصي

Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات