📁 أحدث الفصول

رواية زهرة العاصي الفصل التاسع عشر 19 بقلم صفاء حسني

 رواية زهرة العاصي الفصل التاسع عشر 19 بقلم صفاء حسني


رواية زهرة العاصي بقلم صفاء حسني 

--زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسني
 
الفصل التاسع عشر
 
في شقة رامي - وقت متأخر من الليل - ضوء الشاشة منور وشه، زينة قاعدة جنبه، وعاصي واقف وراهم بيترقب.
 
كان بيتابع تليفون زياد، وفي نفس الوقت قال (بصوت متحمّس):
 
ـ تمام... دخلت على أرشيف كاميرات المستشفى، اليوم اللي اتقال إن زهرة مكنتش فيه هناك وخرجت...
 
زينة (بقلق):
 
ـ لقيت حاجة؟
 
رامي (بيشاور على الشاشة):
 
ـ بصوا هنا... الكاميرا دي على بوابة الدخول... مفيش أي دخول باسم زهرة، حتى اللي دخلوا في الوقت ده... مفيش حد من ملامحه شبهها.
 
عاصي (اتنفس بقوة):
 
ـ يا ولاد الحرام، عاوزين يثبتوا إنها ما كانتش هناك... الأدلة كلها ملفقة!
 
بيكمل رامي (وهو بيقلب الفيديو):
 
ـ استني... استني كده... في فيديو من سطح المستشفى... فيه صوت خناقة.
 
زينة (بترفع حواجبها):
 
ـ خناقة؟!
 
......
 
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسني
 
رامي زوّد الصوت، وبدأوا يسمعوا همسات متقطعة، وبعدها صوت خناقة واضحة.
 
الصوت الرجولي (حد):
 
ـ دكتور عصام، أنا بلغت إن البنت دي خرجت مع نيفين!
 
دكتور عصام (غاضب):
 
ـ ما خرجتش! أنا استلمتها من الممرضة بنفسي، وكانت في حالة نفسية سيئة... وأنا سجّلت ده في الدفتر.
 
الصوت الثاني (بهدوء مرعب):
 
ـ اسمك مش لوحدك يا دكتور... في تعاقد مع المستشفى هنا ومدام نادية وهي اللي طلبت كده، ولو ما وقّعتش التقرير الجديد، إنت عارف هتخسر إيه!
 
دكتور عصام (بتوتر):
 
ـ وليه عايزين تتهموا بنت صغيرة وتدخلوا فيها حوارات ملهاش ذنب فيها، يا أستاذ سامي... اللي بيحصل ده جريمة!
.....
 
عاصي عض شفايفه وهو بيقرب ناحية الشاشة، وبيقول بصوت مشدود:
 
عاصي:
 
ـ الدكتور ده ممكن يكون شاهد... لازم نوصله، تقدري تعرفي لي إن كان مازال شغال هناك ولا لأ؟
 
هز راسه رامي بالتأكيد (وهو بيكتب ملاحظات):
 
ـ أيوه... ودلوقتي نقدر نوصل للدكتور ده... لو اعترف رسمي، هنقلب القضية كلها.
 
عاصي (بحسم):
 
ـ لازم أوصله، حتى لو كشفنا وراه ألف اسم... لازم نجمع كل دليل ضدهم، دي روح واحدة كانوا هيضيعوها.
 
الكاميرا تقرب على الشاشة، والكل ساكت، والجو مشحون بالأمل والقلق معًا.
 
يظهر في نفس الوقت مكان زياد في التتابع لرامي.
 
عبارة عن مخزن مهجور – إضاءة خافتة – صوت صرير الباب الحديدي.
 
ياسمين مربوطة في كرسي خشب، ووشها عليه آثار تعب وبكاء، بتتنفس بسرعة وكل حواسها مستنفرة. فجأة الباب بيتفتح، وتدخل إضاءة خفيفة... يظهر زياد، متخفي، بيقرب منها بسرعة.
 
ياسمين (بخوف):
 
ـ زياد؟! إنت إيه اللي جابك هنا؟ الحقني... الحقني بالله عليك.
 
زياد بيقرب وبيفك الحبل من إيدها بهدوء:
 
ـ اهدي يا ياسمين... أنا جيت أخرجك من هنا، بس في حاجات لازم تعرفيها قبل ما نطلع.
 
ياسمين (بتبص له بقلق):
 
ـ إيه اللي تقصده؟
 
زياد (بصوت هادي بس عينه فيه غليان):
 
ـ نادية... رئيسة الشبكة بتكون... هي أمك الحقيقية.
 
ياسمين اتجمدت، وشها اتصدم، وكأنها مش مصدقة.
 
ياسمين (بصوت واطي):
 
ـ بتقول إيه؟!
 
زياد:
 
ـ ناديه لما خرجت منصور عزيز من السجن واتجوزت منه، كانت نفسها تقدر تجيب ولاد وعملت المستحيل عشان تكون هي الكل في الكل في الموسسة، مش مجرد لوحة شطرنج، لكن مرة من المحاولات نجحت وحصل حمل، لكن هما ضحكوا عليها واخدوا العينة المكتملة وزرعوها في رحم ولدتك اللي إنتِ عايشة معاها.
 
ياسمين (بدموع في عينيها):
 
ـ مستحيل... مستحيل تكون هي أمي!
 
زياد (بيكمل وهو بيتنقل بين صدمة وهدوء):
 
ـ إنتِ ناسية إن نادية شغالة مع عصابة تجارة بشر، لكن الحقيقة طلعت أبشع... كانوا ضاحكين عليها من الأول، فاهمة؟ الحِقَن المهجنة اللي عملوها... إنها فشلت، بس خدوا العينة، وباعوها لناس بره، بمبلغ كبير. وبعد كده بقت لعبة، وبيجربوا على أطفال الشوارع، ياخدوهم على حساب جمعية لرعاية الطفل، وياخدوا عينة من بنت ومن ولد، وأول ما تتطابق يبيعوها لناس معندهمش ولاد... والكارثة إنها كانت جزء من اللعبة من غير ما تحس.
 
ياسمين:
 
ـ طيب ليه عايزين ينتقموا من زهرة؟ مالها زهرة؟
 
وضح زياد وهو بيتنفس ببطء وبيكمل:
 
ـ زهرة ملهاش علاقة بالموضوع، هما كانوا فاكرينها بنت منصور، لكن طلعت زينة بنت عمتها هي الأساس، عشان زينة بتكون بنت منصور زيك بالظبط، وبتكون أختك يا ياسمين...
 
انصدمت ياسمين، اتنهدت، وبصت على الأرض:
 
ـ أنا كنت عارفة إن أمي مش أمي، عرفت الموضوع ده لما تعبت وكانت الفصيلة مختلفة، عشان كده انهارت ومشيت الطريق ده، بقت مدمنة مخدرات وبعد كده ببيع، كنت بدور على نفسي وأصلي أو أضيع، وإنت كنت عارف ومحكيتش، استغلتني زي الكل...
 
اعتذر زياد وقرب منها:
 
ـ أنا كمان كنت زيك ضايع، لكن الفرق إن ربنا بعت لي النور، زهرة... لكن و بندم لما خطفتها، لما كانت هتهرب، وقتها كانت بتقرأ سورة النور، وقتها سمعتها بصوتها العذب بتقرأ الآية دي، حفظتها، طالقينا:
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم (35) في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال.
صدق الله العظيم
 
تحدث بندم:
 
إن ما كنتش عملت لها حاجة أو اغتصبتها، آه كنت مش في وعَيّي وقلبي موجوع إنها فضّلت عاصي عليا، لكن الآية بترن في ودني من بعد ما أخدها سليم مني، أنا كنت عايز أتفّق معاها تكون معايا وأشهد على اللي حصل وتتجوزني، وتستنّي بعد ما اعترف إني قتلت نيفين بالغلط وأنا بحوش ما بينكم، لكن لما وصلت مكانها لقيت عاصي بيتغزل فيها، ولقيتها بتعترف إنها مش حبيتنّي، قلبي وجعني، وبعد ما مشيت وفوقت على نفسي ندمت. أنا لما عرفت مكانك وصلت ليك وعايزك تكوني معايا وتنقذي نفسك وتنقذي زهرة... لازم تشهدي على كل حاجة... وتواجهي نادية.
 
ياسمين (بصوت ضعيف):
 
ـ هشهد... حتى لو حياتي كلها راحت. بس رجعيني لأختي.
 
زياد:
 
ـ أوعدك، هترجعي ليهم... وهترجعي لنفسك.
 
أصوات خطوات سريعة، وزياد بيشد يد ياسمين، بيجروا في الظلمة، ووراهم صرخات رجال العصابة.
 
زياد (بهمس وهو بيشدها):
 
ـ ياسمين، الطريق ده بيودي للشارع الرئيسي، فيه عربية مستنياكي هناك... امشي، وأنا هأشغلهم!
 
ياسمين (مرعوبة):
 
ـ لأ، تعالى معايا، هيمسكوك!
 
زياد (بصوت حازم):
 
ـ مش يهمني... المهم تطلعي وتفضحيهم. لو مسكوني وما رجعتش، قولي لزهرة... إني آسف... وإني حبيتها بجد، حتى لو أنا ما استاهلش ده. واديها الرسالة دي.
 
ياسمين (بدموع):
 
ـ هقولها... وهفضحهم، أوعدك.
 
ياسمين بتجري بكل قوتها، شعرها منفلت ووشها متغطي بالدموع والتراب.
 
خلفها... صوت صرخة قوية!
 
زياد (صوته بيوجع):
 
ـ إجري يا ياسمين!! إجري!!
 
يلف بسرعة ناحية عربية العصابة، يشيل حجر كبير، يصرخ وهو بيرميه بكل قوته على الإزاز الأمامي... الإزاز بيتكسر، والعربية بتترنح، أصوات سب ولعن بتخرج من جواها.
 
أحد الرجال (بغضب):
 
ـ أمسكه!! الواد ضرب العربية!!
 
يخرج واحد منهم بسلاح، يوجهه ناحيته، ودون تردد...
 
"بوم!"
 
طلقة واحدة تشق الهواء... زياد بيتوقف لحظة... عينيه بتتسع... ينزل على الأرض فجأة، جسمه بينهار، والدم بيبدأ يسيح تحت منه.
 
صرخة ياسمين:
 
ـ زييييييييياد!!!
 
في نفس اللحظة... توصل عربية سريعة وبتفرمل قدام المخزن، يخرج منها عاصي وهو بيجري ناحية المكان، ومعاه رامي.
 
رامي (بيصرخ):
 
ـ ياسمين!! اركبي بسرعة!!
 
عاصي (بيمسك إيدها بقوة):
 
ـ لازم نخرجك من هنا... في تعزيزات جاية!
 
ياسمين (بعياط):
 
ـ زياد... سيبناه! ضربوه!!
 
عاصي (بيشدها وهو عينه بتلمع):
 
ـ وعد... هنرجع نجيبه، بس دلوقتي لازم ننقذك... شوفي حالتك!
 
تركب ياسمين العربية وهي بتبص وراها على زياد، اللي جسده ساكن، وعيونه شبه مغمضة، وملامحه هادية بشكل غريب...
 
رامي (بيسوق):
 
ـ بلغنا الإسعاف والمباحث... بس لو تأخرنا أكتر من كده هيمسكوا تاني.
 
ياسمين (بدموع سايبة):
 
ـ هو أنقذني... زياد أنقذني!
 
وضح عاصي وهو بيطمنها:
 
ـ هننقذه كمان... أوعدك. بس إنتِ لازم تعيشي عشان تحكي كل حاجة... تحكي الحقيقة.
 
هزت رأسها بالموافقة، لكن سألته:
 
ـ بس إنتوا عرفتو إزاي؟
 
تنهد عاصي:
 
ـ كنا بنعمل تتبع على تليفون زياد بعد ما عرفنا إنه هو اللي قتل نيفين، يلا بسرعة.
 
تنطلق العربية في قلب الليل، ووراهم أصوات الإسعاف والشرطة بتقرب...
 
الكاميرا تفضل ثابتة على زياد، عينه بتترمش ببطء... ولسانه بيهمس بصوت مش مسموع:
 
ـ "زهرة... سامحيني..."
 
عربيات الإسعاف بتوصل بسرعة، البوابة بتتفتح، يدخل المسعفين وهم شايلين زياد، جسمه مليان دم، لكن لسه فيه نبض خفيف.
 
الممرضة (بتصرخ):
 
ـ بسرعة، نزيف داخلي! محتاج غرفة عمليات فورًا!
 
الدكتور (بصوت حاسم):
 
ـ جهزوا غرفة ٣! إحنا في سباق مع الوقت!
 
يتنقل زياد على السرير، وتغلق أبواب غرفة العمليات.
 
في الخارج... عاصي واقف بوجه متوتر، بيبص لرامي وزينة، وعيونه كلها رجاء، أما ياسمين قاعدة على الكرسي، ملفوفة في بطانية، ووشها شاحب وعيونها متورمة من البكاء.
 
عاصي (برقة):
 
ـ ياسمين... زياد عمل المستحيل عشان ينقذك. آن الأوان تحكي كل حاجة.
 
زينة (بحنان وهي ماسكة إيدها):
 
ـ إنتِ مش لوحدك... بس لازم نقفل الصفحة دي ونكشف اللي حصل.
 
ياسمين تهز رأسها ببطء، وصوتها بيطلع مكسور:
 
ـ هقول... هقول كل حاجة...
 
تمام، نكمل بالمشهد داخل غرفة العمليات ورد فعل زينة بعد الصدمة:
 
المكان: مستشفى – غرفة العمليات – نفس اللحظة
 
الضوء الساطع ينعكس على وجوه الأطباء، زياد نايم على ترولي العمليات، أنفاسه ضعيفة، وممرضة بتثبت جهاز النبض.
 
الدكتور (بسرعة وحسم):
 
ـ النزيف من الكتف والصدر... نحتاج نقل دم فورًا... ضغطه بينزل!
 
الممرضة:
 
ـ فصيلة دمه O موجب!
 
الدكتور (بتركيز):
 
ـ طيب، حد يبلغ بنك الدم... ويفتحوا صدره دلوقتي... محتاجين نوقف النزيف من الشريان!
 
الموسيقى التصويرية تعلى... صوت القلب على الشاشة يبطأ... لكن الدكتور بيصرخ:
 
الدكتور:
 
ـ هو شاب صغير... مش هسيبه يموت كده!
 
المكان: خارج غرفة العمليات – الانتظار – بعدها بشوية
 
زينة واقفة قدام الحيطة، مش قادرة ترفع عينيها، دموعها بتنزل وهي مبهورة باللي سمعته.
 
عاصي (بصوت خافت):
 
ـ زينة... مش لازم تلومي نفسك. اللي حصل من زمان... مش ذنبك.
 
زينة (بصدمة):
 
ـ هي أختي؟ أنا ليا أخت وأنا مش عارفة؟ وهي... عاشت وحيدة وسط الناس دول؟ وأنا كنت فاكراها مجرد بنت مدلعة بتحاول تؤذيني...
 
عاصي (بنبرة هادية):
 
ـ ربنا بيجمع القلوب حتى بعد سنين من البُعد... إنتِ عرفتي الحقيقة، ولسه قدامكم عمر تعيشوه كأخوات.
 
في اللحظة دي، يخرج دكتور من غرفة العمليات. الكل بيجري عليه.
 
زينة (بتلهث):
 
ـ طمني... زياد؟!
 
الدكتور (بابتسامة صغيرة):
 
ـ حالته مستقرة دلوقتي... العملية نجحت، لكن محتاج يفضل تحت المراقبة كم ساعة.
 
ترتاح الملامح... وزينة تنهار بالبكاء.
 
ياسمين (من بعيد، بصوت مكسور):
 
ـ هو... أنقذني وأنا كنت سبب تعبه... أنا لازم أكفّر عن كل اللي عملته.
 
وفجأة ينتبه عاصي إن الدكتور هو نفس الدكتور اللي شافه في الفيديو.
 
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسني
 
تصحى زهرة من النوم مفزوعة، تلاقي نفسها في عربية الترحيلات ووصلت السجن، وإنها كانت بتحلم إن عاصي بيودعها، كان الجو بارد، وزهرة تدخل يدوها هدوم السجن الرمادية، عينيها فيها حزن وصدمة، لسه ما استوعبتش إنها جوه زنزانة. الباب الحديد بيقفل بصوت عالي ومرعب، وهي بتقف مكانها ساكتة، ملامحها شاحبة من التعب والقهر.
 
سجّانة كبيرة في السن، بنبرة فيها تعاطف:
 
ـ تعالي يا بنتي، دي هتبقى سريرك، اقعدي، وإن شاء الله كله يعدي.
 
زهرة بتبص لها بعينين مكسورة، بتقول بهمس:
 
ـ أنا معملتش حاجة... أنا مظلومة.
 
سجّانة تانية، صغيرة السن، بصوت واطي:
 
ـ إحنا عارفين... سمعنا عن قضيتك، وربنا يظهر الحق.
 
الليالي بتعدي ببطء، وكل يوم زهرة بتكتب في ورقة صغيرة بتحاول تفرّغ وجعها... دموعها بتنزل وهي بتفتكر نظرات عاصي، حضن جدها، ضحكة زينة، الأيام السود مع سليم، أمها الله يرحمها. مرات الأيام وهي بتركع وتسجد وتقرأ قرآن وتطلب من الله النور والنصر.
 
زهرة العاصي الكاتبة صفاء حسني
 
......
 
في مخزن مهجور في أطراف البلد – الليل – صوت المطر بينزل خفيف بره – سليم مربوط في كرسي حديد، والأنوار فوقه ضعيفة – رجال صالح واقفين حوالين المكان.
 
صالح واقف قدامه، لابس جلابية سودا، وصوته تقيل من الغضب المكتوم، وعينيه حمرا من القهر.
 
سليم (بصوت متحشرج وهو بيحاول يفك نفسه):
 
ـ إنت بتعمل كده ليه يا عم صالح؟!
 
صالح (قرب منه وخبط رجله في الأرض):
 
ـ عم صالح؟! بعد ما دنّست بنتي، ولسه بتناديني عم؟! اتجوزتها عشان تنفذها واتفقنا تكون برضاها... لكن إنت دخلت عليها بالغدر... وصورتها، يا خسيس!
 
سليم (بتوتر):
 
ـ دي كانت مراتي... كنت بحبها!
 
صالح (بصوت غليظ وقاطع):
 
ـ الحب مش كده... الحب ما فيهوش كاميرا في الحمام، ولا فيديوهات تمسكها على مراتك عشان تفضل معاك، ولا سكرينات تهديد، يخربيت أم الاختراع الهباب ده إلا خرب عقولكم وخرب بيوت، فين الاحترام، ولا دمعة واحدة تنزل من بنتي.
 
سليم حاول يتكلم، لكن صالح رفع إيده وأمر رجاله يسكتوه.
 
صالح:
 
ـ كنت قايل لك... بنتي مش هتتلمس إلا لما ترضى... وإنت خالفت، وكمان بهدلتها، وهددت زينة وسكتتني عشان ما أكسرش البيت... بس خلاص... البيت وقع، وإنت هتدفع التمن.
 
صالح بيمشي حوالين الكرسي، بيبص له من فوق لتحت كأنه بيقرف يلمسه.
 
صالح:
 
ـ فاكر أول يوم جيت تطلبها؟ كنت شايفك شاب طيب، قلت يجوزها يكون هو السند بعدي ومن صلبي... ما عرفتش إنك حيوان... بتلعب بقذارة، بتصور وتساوم وتكسر... بس إنت نسيت إن زهرة بنتي، وأنا أبوها... وأبوها لما يتوجع، بيطفي الدنيا على اللي وجع بنته.
 
سليم (بيصرخ):
 
ـ مش هتطلعوا مني بشيء! ده أنا هفضحكوا، وهشتكيكوا... إنك خطفتني!
 
ضحك صالح (بهدوء مرعب):
 
ـ خطف؟ يا ابني، ده إنت متصور فيديوهات إباحية لبنتي... أنا لو قطعتك حتت، الشعب هيصقف لي. وبعدين... الفضيحة الكبيرة في طريقها للمحكمة، بس قبلها... كان لازم أبص في وشك، وأقولك: "ربنا مش هيسيبك... بس أبوها سبق."
 
صالح بيأمر رجاله يدوّروا على الفلاشة، والموبايلات، وكل الداتا... ويمسك موبايل سليم ويرميه في الأرض ويدوس عليه برجله.
 
صالح (وهو خارج):
 
ـ خلّوه يومين في الضلمة... يمكن يعرف يعني إيه وجع البنت لما تكون وحدها.
 
.....
 
 
 
تتبع


لقراءة باقي فصول الرواية اضغط هنا ( رواية زهرة العاصي )
Mohamed ME
Mohamed ME
تعليقات