رواية لا أفهمك الفصل الثانى عشر 12 بقلم هدير محمد وآلاء إسماعيل البشرى

رواية لا أفهمك الفصل الثانى عشر 12 بقلم هدير محمد وآلاء إسماعيل البشرى

رواية لا أفهمك الفصل الثانى عشر 12 بقلم هدير محمد وآلاء إسماعيل البشرى
رواية لا أفهمك


رواية لا أفهمك الفصل الثانى عشر 12


بارت 12 

لا أفهمك

* يا آنسة... 

قالها معاذ لبنتٍ ما... إلتفت له و قالت 

- مين حضرتك ؟ 

* قابلتك في الكافيه من كام يوم كده... شوفتك هنا ف قولت اسلم عليكي... عاملة ايه ؟ 

- تمام... 

* بتشتغلي ؟ 

- اها... 

* بتشتغلي ايه ؟ 

- بشتغل في إدارة الأعمال...بس حاليا بشتغل اونلاين... 

* بجد ؟ طب والله كويس... انا شغال في شركة بابا... ماسك الإدارة مكان بابا... و كنت بدور على وحدة تشتغل معايا... 

- وحدة ؟! 

* كنت بدور على واحد يعني... ف ملقتش... ايه رأيك تشتغلي معايا ؟ 

- هشوف... 

* طب هاتي رقمك... 

- افندم ؟؟ 

* انا قولت حاجة غلط يعني ؟ بقولك هاتي رقمك عشان لو وافقتي هتصل عليكي... 

- ما انا لو وافقت مفروض انا اللي اتصل على حضرتك مش انت اللي تتصل عليا... 

* وجهة نظر برضو... طب اكتبي رقمي عندك ( اكمل بصوت منخفض ) كده كده لما تتصلي رقمك هيظهر عندي... 

- بتقول حاجة ؟ 

* لا لا متاخديش في بالك... 

- قول الرقم 

* 011*********

- هبعت لحضرتك على الواتس... تقولي التفاصيل و ابقا اقرر اوافق او لا... 

* ماشي يا آنسة... !!

- وئام... اسمي وئام... 

* و انا معاذ...

- اتشرفت بحضرتك... عن اذنك... 

إلتفت و ذهبت... ابتسم معاذ و قال 

* شكلك كده يا واد يا معاذ هتعزم  صحابك قريب الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات... البنت محترمة و جامدة في نفس الوقت... 

• انت واقف هنا و انا بقالي ساعة بلف عليك المول كله !! 

* في ايه يا رغد ما انا قاعد اهو... 

• قاعد هنا بتعمل ايه ؟ 

* كنت بكلم واحد صاحبي... 

• صحبك اه ( نظرت ل ياسين ) ياسين حبيبي... قولي بقى. عمو معاذ كان واقف هنا بيعمل ايه ؟ 

* كان بيشقط البنت اللي هناك... 

* يخربيتك يا ياسين !! انا واخدك معايا عشان افسحك مش عشان تفتن عليا !! 

* هي اللي سألت... انا مش بخبي حاجة عن رغد... 

* طيب... حسابك معايا بعدين... 

نظرت رغد للبنت ثم نظرت لمعاذ و ابتسمت 

• انت لسه بتشقط ولا ايه... ؟

* لا متفهمنيش غلط... الصراحة يعني بفكر اكمل نص ديني... يعني لما شوفت رنا و نهلة بيتخانقوا على آسر... عجبني الحوار... 

• يعني انت لسه مخطبتهاش و بتفكر تتجوز عليها !! 

* مين قال كده... انتي عارفة طبعا بعد ما ريناد مشيت ف انا مسحول في الشركة لوحدي... عرضت عليها تشتغل معايا... 

• اه و بعدين ؟ 

* الصراحة  اتحججت بالشغل عشان اشوفها... ارتحتي ؟؟

• يعني مش طيش منك ؟ 

* استغفر الله العظيم... خلاص توبنا... بتكلم بجد... انا ناوي اخطب و شكلها  صاحبة النصيب... 

• يعني اقول يا دبلة الخطوبة ؟ 

* لسه بدري... هتبصي فيها بعيونك دول يبقى هتتفلكش من اولها... 

• ده انا هدعيلك من كل قلبي... 

ياسين * انا عايز هوهوز... 

* مش هشتريلك عشان فتنت عليا... ده انا قولت ياسين بقى صاحبي و هيحفظ أسراري... 

* قولتلك انا مش بخبي حاجة عن رغد... 

رغد• و عشان مخبتش عني... انا اللي هشتريلك يا روحي... تعالى معايا 

* شوف البت... ماشي يا رغد... رايحين فين... استنوني انا جاي معاكم... 


آسر " هي فين ؟ 

سهير* جوه... نامت من شوية... 

دخل آسر ليذهب عندها لكن سهير امسكت يده و قالت 

* انا متصلتش عليك و قولتلك انها عندي عشان تيجي و تتخانق معاها... اهدى يا آسر... 

" كانت قالتلي حتى... ده انا جوزها ! 

* يعني هي راحت حتة غلط... دي جات عندي... 

" انا مشكتش فيها بس كانت قالتلي على الأقل... 

* خلاص يا آسر... استناها تصحى... 

تنهد و قال 

" ينفع ادخلها ؟ 

* ادخلها... 

دخل آسر الغرفة... وجدها نائمة على السرير و تغض في نومٍ عميق كأنها لم تنم جيدا منذ فترة... اغلق الباب و جلس على طرف السرير... ظل ينظر لها و يمسد على شعرها برفق... 

تاني يوم.... 

استيقظت رنا و فتحت عيناها... وجدت من يحضنها من الخلف... كانت ستصرخ لكن نظرت ليده التي تضمها إليه ف عرفت انه آسر... ارتسمت الإبتسامة على شفتاها لكن سرعان ما اختفت و حاولت ابعاده عنها 


' ياربي على التلزيق... يا عم اوعى... ابعد كده رجلك ساقعة... آسر ابعد !!  

استيقظ آسر و ابتعدت عنه و نهضت... فرك آسر عينه بيده و قال 

" في حد يصحي حد كده ؟! 

' ايوة انا... حاضني كده مش مخليني اخد نفسي حتي... !!!

" اعمل ايه... انا بحبك و عايزك قريبة مني دايما... و الجو برد... البطانية مدفتنيش...

' نينيني... 

ضحك آسر على طريقتها... نظر لها و قال 

" وحشتيني... 

' انت جيت هنا ليه ؟ 

" يمكن عشان مقدرتش اقعد من غيرك... 

' امشي يا آسر... 

" مش همشي غير و انتي معايا... 

' انا سيبتلك القصر كله و جيت هنا... انت بقى جاي ليه ؟ 

" جاي عشانك... بعدين متنسيش ان ده بيت امي و انا اعرفها قبلك... 

' خلاص انا اللي همشي... 

قالتها ثم فتحت الباب و خرجت... ذهب آسر ورائها 

" رنا اهدي... انا مقصدش المعنى اللي انتي فهمتيه... 

' ابعد عني و متتكلمش معايا... 

" متكلمش معاكي ازاي... اي نعم احنا شغالين خناق طول الوقت... بس انا بحبك... حتى خناقاتي معاكي بحبها... 

' يا آسر أنت... 

* ايه ده انتوا صحيتوا ؟ طب والله كويس صحيتوا بدري اهو... تعالوا عشان عيزاكم في حوار... 

نظروا لبعضهم ثم ذهبوا ورائها... فتحت سهير شنطتها و اخرجت منها مال و مررته لآسر 

" لا شكرا يا ماما... انا كبرت على العيدية... 

* عيدية ايه ؟ 

" مش دي العيدية بتاعت العيد...

* و فين العيد ده ؟ ده احنا في شهر 11... امسك الفلوس دي و هقولك تعمل بيها ايه... 

اخذ منها المال فقالت 

* النهاردة السوق بتاع الحي... عيزاك تجبلي بطاطس و طماطم و كوسة و بصل و بهارات منوعة و جبنة... و عايزة كمان فرختين و 2 كيلو لحمة... لو في كفتة مجمدة هات... 

نظر لها آسر لوهلة ف قالت 

* هكتبلك ورقة بكل اللي عيزاه... 

ضحكت رنا عليه فنظرت لها سهير و قالت 

* و انتي بتضحكي على ايه ...انتي  هتروحي معاه... 

' ليه ؟ 

* عشان تشيلي الكياس معاه...

' لازم يعني ! 

* ايوة لازم... مش انتي مراته و من ضمن واجباتك انك تساعديه ؟

" الحمد لله مش هتعب... هروح بعربيتي 

* السوق ضيق و مفيش عربيات بتدخل فيه... هتروحوا مشي.

نظروا لبعضهم... اعطته الورقة و قالت 

* يلا امشوا... 

" بس يا ماما... 

* مبسش... يلا اتحركوا... 

بعد دقائق خرجوا... 

" كان لازم يعني تخرجي بالشبشب ؟

' هلبس الجزمة ليه ؟ ده سوق... بعدين انا لابسة شراب مع الشبشب عشان رجلي متظهرش... 

" ما انا مش بحبك من فراغ يعني... 

وصلوا للسوق... وجدوا الكثير من الناس هناك... إلتفت رنا لتذهب ف امسك آسر يدها و قال 

" خدي هنا... رايحة فين ؟ 

' رايحة اشرب... 

" يعني مش رايحة تهربي عشان انا ألبس في المشوار ده لوحدي ؟ 

' اهرب ؟؟ سيد عيب ده احنا أهل... بقولك ايه... انت ادخل اشتري الحاجات اللي عيزاها ماما سهير و انا هستناك هنا... احب اقولك مفيش امَلْ من الإنتظار... فأنا هضحي بنفسي و استناك... 

" لا انتي هتدخلي معايا... و كمان هتشيلي الاكياس معايا... 

' بس... 

" امشي يلا... 

' يوووه... 

دخلوا السوق... وقفوا عند بائع الطماطم 

" هات 2 كيلو... 

اومأ له و وزن له 2 كيلو و وضعهم في كيس و اعطاه لآسر 

" كده كام ؟ 

* 40 جنيه... 

اعطاه المال 

" يلا يا رنا... 

' استنى !! 

" في ايه ؟ 

اخذت الكيس منه و تفحصته ثم اخرجت ثلاث طماطمات اعطتهم للبائع 

' غَيَر دول... 

نظر له بضيق و اخذهم منها و غيرهم... 

* كده تمام ؟ 

' اه تمام... يلا يا آسر... 

نظر لها آسر بتعجب و مشى معها... 

" عجبتيني اكتر ما انتي عجباني... 

' نينيني... بعد كده لما تروح محل خضار اختار انت الحاجة بنفسك... عشان اصحاب المحلات نصا*بين... لازم يرموا كام حاجة كده بايظة في الكيس...  

" حاضر... يا مراتي... 

نظرت من تحت و فوق و اكملت طريقها... ضحك آسر على نظرتها تلك... اكملوا طريقهم و اشتروا بقية الطلبات و هم الاثنان غيروا جو و استمتعوا... و هم في الطريق للبيت قال آسر... " مسمحاني ؟ 

' لا... 

" اعمل ايه و تسامحيني ؟ 

' متعملش... و روح ربي ابنك... 

" اقسم بالله ما ابني... انا عملت التحليل و كانت النتيجة بتقول انه مش ابني... للأسف و مورتهوش لحد و قولت انتي اول وحدة لازم تشوفه... 

' و اللي انا شوفته بنفسي ؟ 

" الورق اتغير... في حد غيره... و طبعا انتي عارفة الحد ده... 

' نهلة ؟ 

" ايوة... 

' و هي تعمل ليه كده ؟ 

"  عايزة ترجعلي... مفكرة انها لما تقول ان ده ابني يبقا كده هرجعها مراتي... بس ده مش ابني ولا هي مراتي... 

' و انا ايه اللي يأكدلي كلامك ده ؟ 

" يعني هتصدقيها هي و تكذبيني انا ؟

نظرت له لوهلة و قالت 

' يعني انت مش بتكذب ؟ 

" و انا هكذب ليه اساسا... وحياة غلاوتك عندي انا مش بكذب... مش عارف هي عرفت ازاي اني عملت التحليل و دخلت اوضتي غيرت الورق... و طبعا لو قولت كده قدام الكل هتنكر و تعمل فيها مظلومة و تصدقوها هي... 

' انت طلقتها ليه ؟ 

" عايزة تعرفي ؟ 

' أكيد... 

" طب نرجع لامي نديها طلباتها و احكيلك... 

اومأت له و اكلموا طريقهم... جاءت عربية مسرعة جدا و مرت جانب آسر و من سرعتها سُكب عليه الطين الذي في الأرض... نظر آسر للسويت شيرت بتاعه الذي غطاه الطين و قال بغضب

" يا ابن الجز*مة !! 

ضحكت رنا بشدة عليه و من منظره ذلك... 

" مش هسيبك يا كلـ,ـب !! 

امسكت رنا يده و اوقفته 

' هتعمل ايه ؟

" هدفعه تمن اللي عمله ده... 

' اكيد ميقصدش... 

قالها و هي تضحك 

" بطلي ضحك !!   

' خلاص سكت اهو... اهدى... 

" اهدى ازاي... شوف عمل في هدومي ايه ! 

' خلاص تلبس غيرهم... 

" بس انا بحب السويت شيرت ده... 

' هيتغسل و تلبسه تاني... 

امسك آسر الاكياس و نظر لها وجدها تضحك 

" هتضحكي تاني هحدفك بالطماطم !! 

' خلاص يا عم... 

عادوا للبيت... فتحت سهير الباب ف قالت ضاحكة 

* انت لعبت في الطين تاني !! مش قولتلك انت كبرت و بطل تلعب في الطين يا آسر يا بني... عيب عليك ده انت متجوز حتى... 

نظر لها بضيق و دخل... ضحكت سهير مجددا و قالت 

* هو ايه اللي حصل ؟ 

' عربية كده جات طايرة و من سرعتها الطين اللي في الأرض اتحدف عليه... الحمد لله اني كنت ماشية من جوه...

ضحكوا هم الاثنان و دخلوا... توجهت للغرفة و فتحت الباب و اغلقته خلفها... إلتفتت و تفاجئت عندما وجدت آسر امامها عا*ري الصدر... نظرت بعيدا و قالت 

' يخربيتك... مش تقول انك بتغير !!  

" انتي اللي مخبطتيش... و بعدين واضحة مش هافضل بالطين

' احسبك بتغير في الحمام مش هنا... إلبس يلا 

" لا... الجو حر... 

' حر ايه... احنا في الشتاء !! 

" انا حاسس بحَر... خليني كده استهوى شوية...

' يارب يجيلك برد عشان تعرف تستهوى كويس... 

ضحك آسر أما رنا وضعت يدها على مقبض الباب لتخرج لكنه امسكها و شدها إليه و اقفل عليها 

" للدرجة دي مكسوفة مني ؟ 

' مش مكسوفة... بس مش لازم تقعد قدامي كده... 

" ليه بقا ؟ما  انتي مراتي... 

' آسر... ابعد عني... 

" الأول قوليلي... ايه رأيك في الفورمة ؟ باين اني ضابط في المنظمة ولا لا ؟ 

' خلي نهلة تقولك... 

" يوووه... ليه السيرة الز*فت دي ما احنا كلنا حلوين... 

' آسر ابعد كده... 

" لا... انا بحب ابقى قريب منك... 

' هنادي على مامتك !! 

" بتهدديني كده ؟ طب بُصي و اتفرجي... يا ماماااا 

* نعم يا آسر ؟ 

" هقعد انا و رنا في الأوضة نرتاح شوية من مشوار السوق... 

* خدوا راحتكم يا ابني... لو عايز تخلف هنا براحتك...

" حبيبتي يا ماما... 

اتسعت رنا عيناها بشدة... ابتسم آسر بخبث و قال 

" اهي اللي بتهدديني بيها بتقولي نخلف هنا... ايه رأيك ؟ 

' انتوا ازاي كده ؟ 

" دي امي و عمرها ما هتيجي عليا... 

' ربنا يخليهالك... يلا ابعد 

" بس انا لسه ماخدتش اللي عايزه... 

' آسر... اتلم... 

" حاضر هتلم... هاتي بو*سة... 

' آسر !! 

" عيون آسر... نعم يا قلبي ؟ 

' شوف الراجل... معقول ده هو آسر اللي كان قالب بوزه قدامي طول اليوم كأنه متجوز فزاعة... 

" فزاعة بس قمر... 

' يا بارد !! 

قالتها ثم ابتعدت عنه... كانت ستخرج لكن امسك بيدها 

" استني بس... 

' اوعى كده... 

" خلاص هلبس الجاكت و امري لله... 

' ما كان من الأول يا خفة... 

ضحك آسر عليها و اخذ جاكت الترينج و ارتداه... نظرت له رنا بحِدة ثم اقتربت منه و شدت السوستة بالكامل... 

' اقفله كده... مش لازم يعني تغر*يني... 

" لولا ان احنا هنا كنت هعمل... 

' اتلم يا آسر !! 

" ملموم اهو... 

' قولت انك هتحكيلي سبب طلاقك من الحيَّة قصدي من نهلة... 

" حاضر هحكيلك... اقعدي الأول... 

جلس الاثنان... نظرت له بمعنى ان يتحدث... تنهد و قال 

" عارف انك غيرانة عليا بس هقولك كلام ممكن يستفزك شوية... 

اومأت له ف اكمل 

" انا و نهلة كانت في قصة حب ما بينا من اول ايام ثانوي عشان هي كانت أدبي زيي ف كنا بنساعد بعض... انا حسيت ان انا بحبها بس قولت دي مشاعر مراهقة مش اكتر بس لما كبرنا المشاعر دي اطورت... عرضت عليها الجواز و وافقت... اتجوزنا... اول سنة جواز كانت ماشية زي الفل و كله تمام و كنا مأجلين الخلفة عشان نتأقلم على بعض اكتر... المشاكل بدأت تاني سنة اول ما اخدت ترقية في شغلي و اشتغلت في المنظمة... طبعا كنت بغيب عن البيت بالاسبوعين بسبب شغلي... و هي كانت بتشتكي لابويا... عشان كده تلاقي محمد مصمم ان اسيب شغلي لحد الآن لان هو من ضمن اسباب طلاقنا بس مش السبب الرئيسي... كنت بغيب عن البيت برجع الاقيها قالبة وشها عليا... انا عارف ان هي ك وحدة ست مفروض اخصصلها ايام بس كان غصب عني... و قولتلها استحملي اول سنة بس لاني لسه في الترقية جديد و داخل في اختبارات كتير لازم انجح فيها غير المُهمات عشان اتثبت على المنصب ده... طلعتني وحش و مش بهتم بيها و ساعات كانت بتشُك فيا اني بخونها... كنت ارجع البيت تتخانق معايا خناقات رب السماء لدرجة انه الجيران بيسمعونا... بقت لا تُطاق حرفيًا... عمري ما فكرت اطلقها و كنت دايما بقول حقها تضايق ما انا برضو مقصر و وقتي معاها محدود... بس جبت اخري منها لما بدأت تقارني بجوز صحبتها... صحبتها تحكيلها عن جوزها و هي تيجي تحكيلي و تقولي شوف الراجل اللي بيحب مراته بيعمل ايه و انت بتعمل ايه... و كلام تاني كتير انا مش عايز اقوله لانه بتعصب اوي لما افتكر... المهم انها كانت بتقارني برجالة كتير حتى الممثلين... طلعتني اني مش حنين و اني وحش و كذا و كذا... و نسيت كل اللي عملتها معاها في لحظة... قولتلها لو عايزة تتطلقي انا موافق... لكن هي موافقتش و تأسفتلي و قالت انها بتحبني و مش عايزة تبعد عني... مفيش يوم غيرت كلامها و طلبت الطلاق بلسانها... وافقت و مشيت في الإجراءات فورا لاني اتخنقت... بس سألت نفسي هي ليه رفضت و بعد كده وافقت نطلق ؟ راقبت تليفونها و اكتشفت انها بتكلم واحد... 

اتعست عيناها و قالت بصدمة 

' بتخو*نك !! 

" مش مجرد خيا*نة و بس... كل المشاكل اللي حصلت ما بينا هو عرفها... و طلع هو كمان قالها وافقي على الطلاق و انا اتجوزك و مش ههملك زيه... لما واجهتها مأنكرتش... بالعكس دي قالت انت السبب... طبعا انا اتعصبت و قولت لاهلها... قالولي كفاية فضا*يح لغاية كده و اتطلقوا... و تم الطلاق بس بدون ما اديها جنيه واحد لانه كله عارف انها خا*نتني... الكلام ده من 3 سنين... فاكر كويس ان اول ما مشيت في إجراءات الطلاق قبل طلاقنا ب 3 شهور انا مقربلتهاش... فمستحيل تكون حِملت مني... و عملت التحليل و اثبتت كلامي... بس الو*سخة غيرته عشان تفضل في القصر... 

نظرت له رنا وجدته ينظر للارض و عروق يديه و جبهته برزا من شدة الغضب 


' عشان كده جبت تاريخي كله من الأول عشان تتجوزني و لما اتجوزنا كنت مش بتكلمني او بتحتك بيا ؟ 

" في الأول كنت خايف تخو*نيني زيها عشان كده سألت عليكي كويس... بعدين ادركت ان كل هَمِك ان اخوكي يتعالج... عمرك ما طلبتي حاجة مني لنفسك... كله عشان ياسين يخف... بعدين حتى لو خو*نتيني فأنا مش هلومك لاني عمري ما عاملتك ك زوجتي...( احمرت عيناه من الغضب ) اما هي انا حبيتها... محدش كان موافق اني اتجوزها لكن اتجوزتها غصب عن الكل... و في الآخر تعمل فيا كده !! 

' طب و دلوقتي... لسه بتحبها ؟ 

" لا طبعا... ما*تت جوه قلبي في اللحظة اللي عرفت فيها انها تعرف واحد عليا... مستحيل ابصلها او افكر مجرد تفكير اني ارجعلها... حتى لو الطفل ده ابني كنت هاخده منها و مش هخليها تشوف ضُفر منه حتى... متستحقش تكون أم اصلا... 

' و انت على كده خايف اني اعمل زيها ؟

" لا مش خايف... تعرفي ليه ؟ 

' ليه ؟ 

" لاني واثق فيكي... تعرفي ليه  ؟ عشان شوفت غيرتك عليا في عيونك و تصرفاتك... حسستيني اني شخص مهم اوي بالنسبالك و اتحب عادي... خلتيني احبك !! 

نزلت دمعة من عيناها و ابتسمت... مسح آسر دموعها بيده و ابتسم لها 

" ممكن تحضنيني ؟ 

اومأت له و حضنته... مسدت على شعره بلطف... دفن رأسه في رقبتها و يختلس رائحتها بإدمان... 

" متبعديش عني تاني 

' مش هبعد... 

" مش هتبعدي حتى لو عرفتي اني جيت عن طريق الز*نا ؟

ابتعدت عنه و قالت بصدمة

' ايه !!  


من الجانب الآخر.... 

نهلة في غرفتها... تستشيط غضبًا... 

* بقاله يومين هو و السنيورة مراته مختفيين... اكيد هم مع بعض... معقول صدقته ؟ لو صدقته هيحبوا بعض اكتر... يعني انا للمرة التانية هطلع خسرانة !! 

نهضت و نظرت من شرفة الغرفة و تفكر 

* لا مش هطلع خسرانة... كفاية انه طلقني و ماخدتش منه جنيه واحد حتى... مش هسيبهم يقعدوا تاني في العِز ده كله لوحدهم... لازم الاقي طريقة تانية... 

نظرت للحديقة و جدت معاذ يدخل القصر بسيارته... ركن سيارته و نزل منها... ابتسمت بخُبث و قالت 

* آسر خلاص مفيش امل منه... بس في أمل في معاذ !! 

دخل معاذ القصر و ذهب لغرفته... كان سعيدا جدا لان وئام قبلت عرض العمل... خلع ملابسه و بقي عا*ري الصدر 

• خلاص كده كفاية طيشان... طالما دخلت الشركة يبقى انا كمان اركز في شغلي... اخلي بابا يفرح بيا و اثبت نفسس قدامها و تحبني و نتجوز !! هي دي الأحلام التمام... 


فجأة دخلت نهلة الى غرفته بدون ان تطرق الباب... 

• انتي بتعملي ايه هنا ؟ و ازاي تدخلي الأوضة عليا كده ؟؟ 

* الحقني يا معاذ !

نظر لها وجد ملابسها ممزقة كأن احد اعتد*ى عليها 

• مين عمل فيكي كده ؟ 

* انا آسفة على اللي هعمله دلوقتي... 

• مش فاهم ؟ 

صرخت نهلة بعلو صوتها... جلجل صراخها القصر كله... جاءت فاطمة و محمد و رغد متوجهين الى مكان الصراخ... في غرفة معاذ... دخلوا غرفته... وجودها بهذا المنظر و معاذ معها... ركضت نهلة الى فاطمة و حضنتها و ظلت تبكي 

- في ايه يا نهلة ؟ 

قالت بخوف و هي تبكي 

* معاذ... 

- ماله ؟ 

* حاول يغتصـ,ـبني !! 


اتصدم معاذ مما قالته... نظروا لهم جميعًا 

• انتوا بتبصولي كده ليه ؟! دي بتكذب... اقسم بالله ما مسكت ايدها حتى... 

* كداب اوعوا تصدقوه... حاول يغتـ,ـصبني و قطعلي هدومي بالمنظر ده و كان هيكمل لولا اني استنجدت بيكم... 

• انتي بتقولي ايه !! هو انا قربلتك اصلا... طالما انا عايز اغتـ,ـصبك اكيد كنت هروحلك اوضتك... هجيبك اوضتي ازاي ؟؟ 

* انت ناديت عليا على أساس نتكلم على ابن آسر... كنا وافقين قدام الأوضة و قعدت تبصلي بطريقة زبا*لة و بعد كده شدتني لجوه عشان تكمل وسا*ختك... 

• انتي بتقولي ايه !! والله يا بابا مفيش حاجة من ده حصلت... انا لا ناديت عليها ولا شديتها لجوه... انا رجعت من بره دخلت اوضتي على طول... 

* كداب... والله يا معاذ ما هسيبك تفلت بقذا*رتك دي... 

• متخلنيش امد ايدي عليكي... انتي كذبتي الكذبة و صدقيتها !! 

* اخرسوا انتوا الاتنين !! 

قالها محمد بصوت عالي... صمتوا هم الاثنان... نظر محمد ل معاذ بغضب و قال 

* اللي بتقوله نهلة ده حصل فعلا ؟ 

• يا بابا انا... 

* رُد على اد سؤالي يا معاذ... هل فعلا حاولت تغتـ,ـصبها ؟ 

• اقسم بالله ما حاولت اعمل كده ولا جيت جمبها اصلا... انا لسه راجع من بره و قاعد هنا بغير هدومي... دخلت عليا و هي بالشكل ده و قالتلي أنا آسفة و بعد كده صرخت... 

* صحيح الكلام ده يا نهلة ؟ 

* لا محصلش... كنا بنتكلم قدام الأوضة من بره هو شدني لجوه غصب عني و بعد كده حاول يلمـ,ـسني !! 

• انتي بتقولي ايه !! 

* ده اللي حصل... و قطعـ,ـت هدومي عشان تكمل... والله يا معاذ ما هسكتلك... 

غضب معاذ كثيرا و اقترب ليضر*بها لكن منعته امه 

* شايفين... عشان فضحتـ,ـه قدامكم كمان عايز يمد ايده عليا... 

• فضحـ,ـتي مين يا زبا*لة... نسيتي نفسك ولا ايه... شكلك نسيتي الواد اللي كنتي ماشية معاه و انتي على ذمة آسر !! 

* و انت نسيت البنت اللي كنت معاها و صورتك يا و*سخ... 

• كلمة تاني هحط رقبتك تحت رجلي و مش هسيبك تخرجي من هنا عايشة !! 

* ده انا اللي مش هسيبك تعيش بعد اللي عملته دلوقتي... هطلع دلوقتي على اقرب قسم ابلغ عنك و ارفع عليك قضية... فضيحـ,ـتك هتبقى بجلاجل... هفضحـ,ـكوا كلكم !!

إلتفت لتذهب... امسك محمد يدها و اوقفها... 

* استني... انا لسه مخلصتش كلامي... 

وقفت و ظلت تبكي... و معاذ يستشيط غضبًا من تلك المحتالة

• يا بابا ابوس ايدك متصدقهاش... والله ما قربلتها !  

نظر له محمد بقر*ف و صفـ,ـعه على وجه بقوة... تفاجئ معاذ من ضر*بته له... نظر له بعدم تصديق 

* مكنتش اعرف اني معرفتش اربيك للدرجة دي... لسه لامم فضيحـ,ـتك مع لميس بالعافية و صدقت ما الحوار هِدى و الناس نسيت... بس الو*سخ هيفضل طول عمره و*سخ... وصلت بيك الجرأة تحط عينك الو*سخة دي على بنت عمك !! 

تغلغت الدموع في عين معاذ و قال بغضب 

• يعني تصدقها هي و متصدقنيش انا ؟ 

* عشان عارف انك و*سخ و بتاع بنات... غلطت لما منعت آسر انه يربيك... بس انا هربيك...

• دلوقتي عرفت ليه آسر بيكر*هك... بيكر*هك لانك عمرك ما وقفت في صفه... حتى دلوقتي بتكرر اللي عملته معاه معايا انا... بتكذبني انا و تصدقها هي... و كمان بتمد ايدك عليا !! 

* و اضر*بك بالجز*مة كمان و انت متقدرش تفتح بوقك بكلمة... اسمع يا ز*فت انت... قبل ما تتفـ,ـضح انت هتتجوز نهلة... 

• نعم ؟!! 

قالها معاذ بصدمة... ثم ضحك بسخرية و قال 

• اكيد بتهزر... ارجوك متهزرش معايا تاني الهزار الرخم ده... 

* لا هتتجوزها... يعني نتفـ,ـضح بسببك تاني ؟ 

• انا معملتش حاجة... دي بتكذب والله... 

* انا مش بكذب... والله لولا عمي كنت هفضحـ,ـك يا معاذ... مين قالي اني هتجوزك اصلا... 

* هتتجوزيه يا نهلة... مش عايز الموضوع يكبر...

• عايزني اخد وحدة خا*نت اخويا مع واحد تاني و استغلت غيابه !! 

* اخرس و بُص لنفسك الأول و بعدين اتكلم... بعد اسبوع هتكتب عليها رسمي... 

• لا رسمي ولا عُرفي حتى... دي لو آخر وحدة على الكوكب مش هبصلها اصلا !! 


اخذ الجاكت و قال 

• قسمًا بربي ما هتجوزها... او*لعوا كلكم !! 

مسك محمد يده لكنه سحبها و خرج مسرعًا... اخذ سيارته و ذهب... غضبت رغد و قالت 

- بت انتي بتكذبي... معاذ معملش حاجة... 

* لا عمل... هو فكرني زي العا*هرات اللي يعرفهم و هسلمله نفسي... متوقعش اني افضحـ,ـه قدامكم... 

- لو اخويا فيه العِبر ف أنتي فيكي أكتر... لما تبصي لواحد تاني أثناء ما انتي على ذمة آسر ده يبقى اسمه ايه يا شريفة ؟ 

* رغد اخرسي !! 

- مش هخرس يا نهلة... تعرفي لو طلعتي بتكذبي... محدش هيقدر يمنعني عنك المرة دي... جاتك القر*ف في معرفتك... 


خرجت رغد... غضبت نهلة و كانت ستذهب ورائها... لكن محمد امسكها من يدها 

* روحي على اوضتك دلوقتي لغاية ما اشوف الكلـ,ـب ده راح فين... 

* و لو مظهرش هفضحـ,ـكم !!

* امشي دلوقتي... 

ذهبت نهلة و دخلت غرفتها... ضحكت بشَر 

* معلش يا معاذ... بس انت فرصتي الاخيرة... مش هسيبكم ولا هخرج من هنا غير لما اخد اللي انا عيزاه !! 


- تليفونه مقفول... 

* خلاص يا فاطمة... 

- خلاص ايه... ده ابني و مستحيل يعمل كده... هو غلط مرة بس بعد كده اتعدل و بقى كويس... و بيشتغل في الشركة لوحده... البنت دي بتكذب... 

* يعني هتكون قطعـ,ـت هدومها بنفسها ؟ 

- ايوة تعملها... متنساش ان نهلة دي هي نفسها نهلة اللي كانت مرات آسر و خا*نته في عِز ما هو بيتعب و طالع عينه في شغله لمجرد انه غاب عنها كام يوم... 

* هي هتعمل كده في معاذ ليه يعني ؟ 

- مغلولة و هتشيط انها لما اطلقت من آسر رجعت لابوها فاضية... فقالت تصطاد معاذ... دي بنت وحشة... و انا قولتلك اطردها من هنا في اول يوم رجعت في تاني... 

* انا احترت... مش عارف اعمل ايه... 

- تعمل الصح... ترجعلي معاذ و تراضيه... تلاقيه دلوقتي زعلان جدا لانك مصدقتهوش... محمد انا سكت كتير بس مش قادرة اسكت بعد كده... ضعيت آسر من ايدي و دلوقتي معاذ... هتعمل ايه تاني في عيالي ؟ 

* انا اللي بعمل ؟ 

- ايوة انت اللي بتعمل... عمري ما وافقت على حاجة عملتها لعيالي... سواء آسر او معاذ... دايما كنت بكون ساكتة و مش بتكلم... لان لحد اللحظة دي لسه بحاسب نفسي على الغلطة اللي عملتها معاك... ضميري بيأنبني لاني وافقت على معاملتك القا*سية لآسر... و معاذ دلوقتي... كنت فاكرة ان ده كله هيتصلح بعدين... بس كل يوم الأمور بتزداد سوء عن اليوم اللي قبله... آسر مش طايق يبص في وشي... حتى معاذ مقدرتش ادافع عنه... و هيكر*هني زي آسر... ارجوك كفاية يا محمد... انا عايزة عيالي الاتنين في حضني... مش عايزة امو*ت و هم كار*هِني... 

* حاضر هدور عليه و اجيبه... 

- ميتجوزش البنت دي... كفاية آسر اتخدع منها... 

* لو متجوزهاش هتفـ,ـضحنا !! 

- تتفلق هي و تغو*ر في دا*هية... ابني مش هيتجوزها لانه معملش حاجة... البنت دي تخرج من هنا و معاذ يرجعلي... 

* قولتلك هدور عليه... 

- و آسر كمان يجي... 

* آسر مستحيل يسامحنا... 

- هيسامحنا لو انت نسيته قسو*تك عليه و انا ابطل سلبية و اقف معاه هو و معاذ... محمد... زي ما هدينا كل حاجة... هنصلح كله اللي هديناه... و لو مختِلف معايا هطلق منك... 

* تتطلقي ؟ 

- ايوة هطلق... اي نعم اهلي مش طايقين يشوفوني بسبب اللي عملته زمان... بس اهو ارحم من اني اشوف الكر*ه في عيون عيالي الاتنين... انت مش حاسس باللي انا حساه... يعني ايه آسر يحب سهير اللي كانت شغالة هنا اكتر مني... بيقولها يا ماما و انا لا... و يعني ايه خالد صاحبه يبقى عارف كل أسرار آسر و انت متعرفش حاجة عنه... مش كل ده سببه احنا الاتنين ؟ احنا ايه دورنا كـأب و أم طالما ابني بيحب الناس الغريبة اكتر مننا ؟ لو ده كله متصحلش انا هطلق... حبي ليك عمره ما هينسيني كُره عيالي ليا... بقولك اهو... عيالي الاتنين يرجعولي !! 


انهت كلامها و خرجت في الحال... وضع محمد رأسه بين يديه و تنهد بضيق و قال بحزن 

* مش معقول غلطة عملتها زمان تفضل تحاسبني عليها لحد الآن و في عيالي كمان...  يارب ارشدني للصح...


رنا و اسر 

ابتعدت عنه و قالت بصدمة

' ايه !! قصدك ايه ب ابن ز*نا ؟ 

" محمد و فاطمة... اللي هم مفروض اسمهم بابا و ماما... كانوا على علاقة مع بعض قبل الجواز... و انا نتجت عن العلاقة دي.. و ده من ضمن اسباب كُرهي ليهم... 

نظرت له بصدمة... فضحك ساخرا ثم تغلغلت الدموع في عينيه


" تعرفي ان نهلة و انا متجوزها عايرتني بكده عشان حاسبتها على تصرفاتها معايا... حتى معاذ قالها في وشي... قولت اقولك عشان لما تتعصبي مني تلاقي حاجة تزعلني  تقوليها... 

' آسر... 

" عايزة نبعد ؟ 

لم تعرف بماذا ترد... نظر للارض

 ابتعد من جانبها و نهض 

" على العموم...انا دلوقت ارتحت... سلام 


توجه للباب و قبل ان يفتحه... حضنته رنا من ظهره و قالت 

' لا متمشيش... ارجوك

" مش انتي عايزة تتطلقي ؟ اهو ده سبب من ضمن الاسباب اللي هتشجعك اكتر للطلاق مني... 

' لا مش عايزة اطلق... انا عايزاك انت... 

" حتى بعد ما عرفتي كل حاجة ؟ 

' ايوة... متبعدش عني... انا بحبك... 

" بس... 

' آسر... كلنا بشر و بنغلط... انت بتحاسب نفسك على ايه ؟ 

" بحاسب نفسي لاني ناتج علاقتهم... بحاسب نفسي لاني معيشتش زي اي طفل وسط عيلته... عيشت طول عمري منبوذ و مكر*وه

' بس هم ندموا و بيحاولوا يصلحوا غلطهم... 

" بعد ايه ؟ بعد ما كبرت و مع كدة مش عارف اعيش زي بقية الخلق... 

' هتعيش... بس متضغطش على نفسك للدرجة دي... 

" ياريتهم قلتـ,ـوني قبل ما اتولد... احسن من كل حاجة مريت بيها بسببهم...

 متقولش كده... يعني انت لو مش موجود انا كنت هتجوز مين ؟ 

" تتجوزي اي حد احسن مني... و تعيشي معاه حياة طبيعية بدل ما انتي عايشة مع واحد مر*يض زيي... 

' مفيش حد احسن منك... و انت مش مر*يض يا آسر... انت بس مش قادر تنسى... بس شكلك نسيت ان انا بحبك... و ياسين كمان بيحبك... 

" انتي بنت كويسة و تستاهلي كل خير... تستاهلي حد يحطك في عيونه و فوق رأسه... مش قادر انسى مُعاملتي ليكي زمان ولا قادر اسامح نفسي حتى.. سبيني ابعد بهدوء... 

' لا... متبعدش... مطلبتش منك تبعد و مش هطلب... انت بتحجج عشان تسيبني... 

" مش بتحجج... بس انتي مش هتعرفي تعيشي معايا... 

' متبعدش عني بس و كل حاجة هتتصلح... متبعدش يا آسر... 

أدرك آسر مدى تمسُكها به حتى بعد ما عرفت كل شئ عنه... كانت تحتضنه بقوة و تتشبث في ملابسه أكثر حتى لا يذهب... 

نزع يداها من عليه و إلتفت لها... رأى دموعها تسقط من عيناها... مسحها بيده ف ابتسمت... حاوطت رقبته بيديها و نظرت داخل عيناه ' مفيش حد هحبه اد ما بحبك كده... نبدأ من جديد و انا معاك... 

ابتسم و قرّبها إليه اكثر... اخد شفتاها في قُبلة لطيفة يُظهر فيها مشاعره تجاها... لم تبتعد رنا بل اقتربت أكثر... هذا الحب الذي تبحث عنه منذ زمن... هذا هو زوجها الذي تمنت دائما 

فجأةً ابتعد عنها... لم تفهم رنا سبب ابتعاده عنها الآن 

' في حاجة يا آسر ؟ 

' انا عايز اقعد لوحدي... 

فتح الباب و خرج... لم تفهم رنا كلامه... ذهبت ورائه... لبس آسر حذائه 

سهير* رايح فين ؟ 

" همشي... 

سهير * تمشي ازاي... انا حضرت الغدا... نتغدى سوا و بعد كده شوف مشواريك بعدين... 

" معلش يا ماما... انا لازم امشي... 

جاءت رنا و قالت 

' آسر انت رايح فين ؟ 

نظر لها بحزن و لم يرد... 

' رُد عليا يا آسر ؟ 

" انا آسف يا رنا... 

فتح الباب و خرج... ركب سيارته... جاءت رنا و حاولت فتح باب السيارة لكنه اغلقه... خبطت على الزجاج و قالت 

' آسر افتح... 

لم يرد ف قالت 

' طب انا عملت حاجة ضايقتك ؟ ( خبطت مجددا على الزجاج ) يا آسر اتكلم !! 

كان يبحث عن المفتاح و وجده... شغل السيارة 

' آسر... آسر متمشيش !! 

نظر لها نظرة اخيرة... تغلغلت الدموع في عينيها و قالت

' لو مشيت مش هسامحك... بقولك اهو !!  

تحرك بالسيارة و ذهب... وقفت رنا بالخارج تبكي و لم تفهم لماذا ابتعد فجأة... جاءت سهير 

* ادخلي جوه يا بنتي... 

' هو مشي ليه ؟ 

قالتها رنا وسط دموعها ثم اكلمت

' بَعَد عني و مشي... ما اخدنيش معاه... 

* هيرجع... 

' كان قالي انه راجع... لكن ده منطقش بكلمة و مشي... هو ليه سابني ؟ انا عملت ايه ؟  عانقتها سهير ثم اخذتها للداخل... 


كان آسر يقود السيارة بسرعة و غاضب من نفسه كثيرا... 

" غبي... انت واحد غبي... مكنتش قربت منها ولا اديتها أمل انك هتكون كويس معاها... هي كويسة و متستهالنيش... متستاهلش واحد زيي... بعد اللي عشيته مش قادر ابقا طبيعي معاها... انا مر*يض... و لأني مر*يض كان لازم ابعد عنها من زمان... المشكلة فيا مش فيها... انا آسف يا رنا سامحيني... 

رن هاتفه و وجده معاذ... اوقف السيارة على جمب و رد عليه 

" طيب اهدى... قولي عنوانك و هجيلك... 

اغلق آسر هاتفه و اكمل طريقه بغضب جنوني 

يتبع


رواية لا أفهمك الفصل الثالث عشر 13 من هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط هنا (رواية لا أفهمك)

تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-